جمعيات
نظمت جمعية "لمسة ورد"، جلسة حوارية بعنوان "العلمانية والإلحاد، مفاهيم يجب أن تصحح"، أحياها الناشط الفكري محمد عابدين، في مركز "كتاتيب للثقافة والحوار" في طرابلس.
وتحدث عابدين عن تعريف العلمانية والإلحاد وعن الفوارق الكبيرة بين المصطلحين وعن الخلل في خلطهما، مشيرا الى ان "الدولة العلمانية ومبادئها المدنية لا تتناقض مع الفكر الديني على مختلف انواعه، فضلا عن أنها تحترم المعتقدات وتتقبل التعددية وتعترف بحقيقة الإله اقتباسا من فكرة الدين لله والوطن للجميع".
وتطرق الى تاريخ العلمانية والإلحاد، ذاكرا شخصيات تاريخية كانت الأكثر تأثيرا في هذين العنوانين، موضحا أن "الأفكار التشكيكية أنتجت مذاهب إلحادية عدة منها اللاأدرية واللادينية والإلحاد المطلق".
ولفت الى أن "الإلحاد هو فكرة متحررة من القيود الروحية تحمل في طياتها الكثير من الحلقات المفقودة، ما يجعلها عبارة عن فرضيات متنوعة لها سلبيات عدة في المجتمع أقلها في التحرر من الأخلاق وعدم الخوف من الروادع الإلهية"، ذاكرا "إشكالات عدة في فهم الملحد للدين وأصوله وفروعه"، مشيرا الى أن "هذا الخلل يعطي نتيجتين متناقضتين: اما إلحاد مطلق واما تطرف ديني".
وأوضح أن "التطرف الديني هو نتاج واضح لعدم فهم الدين وأنه وقع في فترات متنوعة من التاريخ الإنساني وأنتج حركات راديكالية متعددة الديانات والمذاهب بدءا من بعض المنظمات التي انخرطت ضمن الحملات الصليبية وانتهاء بداعش مؤخرا".
وقال: "عند مقارنة الأديان السماوية والتعامل مع نصوصها بصيغة تأويلية تتفق مع التفاسير اللغوية المتعددة للنص، ستفضي في نهاية الأمر لفهم موحد للكتب المقدسة ما يؤكد أنها قادمة من مصدر واحد، مما يمحق الفوارق المعقدة بين الديانات المختلفة والتي فهمتها كل مجموعة دينية بمنظورها الخاص وأدت لفوارق كثيرة، الا ان الفارق الحقيقي لا يقع الا بالتشريع والذي يختلف من شريعة لأخرى بحسب اختلاف المكان والزمان، وذلك يضع معضلات عدة أمام من يقول بأن الأديان من صناعة البشر".
أضاف: "إننا اليوم نعول على الفكر النظيف والبحث الموضوعي، كما ان لرجال الدين دورا أساسيا في إعادة النظر بكل فهم يفضي للتطرف الديني خاصة في ظل ما يعاني منه العالم اليوم من تنامي الظواهر الراديكالية والأفكار الهدامة من جهة، والأفكار الإلحادية المتناقضة مع الحقائق الفكرية والمنطقية والعقلانية من جهة أخرى".
هنأت جمعية "إنماء طرابلس والميناء" المسلمين، بعد اجتماع لها بحلول ذكرى المولد النبوي الشريف، متمنية "ان يعيده الله على لبنان معافى ومزدهرا ويسوده الأمن والاستقرار".
كذلك هنأت الجمعية مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالمناسبة، وأثنت على "دوره الوطني الريادي في جمع الكلمة والصف"، معتبرة ان المفتي دريان "أثبت في الأزمة الماضية انه رجل الحكمة والاعتدال وكان له اليد الطولى في احتواء المرحلة الصعبة التي مر بها لبنان".
وأكدت "ضرورة التماسك في الظروف الراهنة وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الاخرى"، ورأت "ان لا غنى ولا بديل عن الحوار بين الأفرقاء اللبنانيين والتقارب للوصول الى ما نصبو اليه من نمو وطمأنينة على الصعد كافة".
وأبدت الجمعية تفاؤلها بالمرحلة المقبلة، داعية الى "ضرورة اعادة تفعيل الحكومة والإلتفاف حول رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري للتغلب على كل الصعاب التي نواجهها".