ذكرى القادة الشهداء.. السيد نصر الله: التدويل والفصل السابع غطاء لإحتلال جديد
ألقى الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، كلمة لمناسبة ذكرى القادة الشهداء: الشيخ راغب حرب؛ والسيد عباس الموسوي؛ والحاج عماد مغنية؛ معلنًا أنّ شعار الحزب لهذا العام هو الوصيّة الأساس: المقاومة والناس.
وتطرّق في كلمته إلى الصفات المشتركة لهؤلاء القادة وهي الذوبان في المقاومة، فإستشهدوا في ريعان شبابهم، متوقّفًا أمام الظروف الصعبة التي واجهت كل واحد منهم، وهي تختلف عمّا نحن عليه اليوم من قوّة المقاومة.
وأشار إلى وصايا هؤلاء القادة الشهداء والتي هي أمانات، ومنها ما أعلنه الشيخ راغب حرب من أن الموقف سلاح والمصافحة، مؤكِّدًا على أهمّية الحاجة إلى هذه المواقف لرفض التطبيع، وكذلك شعار الشهيد مغنية في مواصلة وتطوير المقاومة، مشدِّدًا على أن أمر مواصلة وتطوير المقاومة متواصل ومستمر.
أما وصيّة الشهيد السيد عباس الموسوي فهي في حفظ المقاومة وفي خدمة الناس، مبيِّنًا إستمرار “حزب الله” في خدمة الناس لأنها من أعظم العبادات، وأهمّها خدمة الناس بالدفاع عنهم وعن كرامتهم وسيادة الوطن الذي يعيشون فيه.
أضاف: “عندما يتهدَّد بلدنا خطر صهيوني أو إرهابي أو تكفيري فلن نتهاون عن الدفاع عن الناس الشرفاء”.
التدويل والفصل السابع
ثم تطرّق إلى عناوين داخلية، من بينها مسألة التهديد باللجوء إلى الأمم المتّحدة لإصدار قرار تحت الفصل السابع، فأعلن عن رفض هذا التهديد، وإعتبره “دعوة لإحتلال لبنان من قوّات أجنبية، وهو أمر مستهجن بمعزل عن الذي أطلق هذا التهديد”، موضحًا أنّ “التدويل يضرّ بلبنان ويُعقّد المسائل فيه، ويتنافى مع السيادة، وقد يكون غطاء لإحتلال جديد”، متسائلًا عن “الضمانات التي ستُعطى للبنان في ظلّ ضمانات الكبار لإسرائيل”، منبِّهًا من أنّ “التدويل قد يفرض خيار التوطين، والنازحين السوريين، وفي ترسيم الحدود البحرية، وتضييع مساحات من الأرض لمصلحة العدوّ”.
وكرّر رفضه لأي “شكل من أشكال التدويل لأنه خطر على لبنان ومصلحة لبنان، من دون أن يعني ذلك عدم الإستعانة بأصدقاء. نحن نشعر أن طرح فكرة التدويل هو للإستقواء”.
إتهامات
ثم تطرّق إلى الإتهامات التي طالت حزب الله، في الأسبوعين الماضيين، من خلال الشتائم والسباب والكلمات النابية من جوقات إعلامية محلية وعربية، وقال: “أولا، إنّ هذا الشكل من الشتائم يُعبّر عن المضمون الأخلاقي لأصحابها، كما أنّه يعبّر عن عجز وضعف، وهذا دليل الإحباط والغضب والإنفعال”، مؤكِّدًا “عدم التأثّر بكلّ هذه الشتائم”، داعيًا جمهور المقاومة ومحبّيها إلى “عدم المقابلة بالمثل، أي بألّا نكون شتّامين وسبّابين، ولكن هذا لا يعني السكوت”.
وتابع: “نحن لسنا ضعفاء، وعلينا أن نكون منسجمين مع أنبيائنا”.
أما في الشق الثاني من الإتهامات التي توجّهت ضد “حزب الله” فقال: “كلّ متَّهم بريء حتى تثبت إدانته، إلا عندنا في لبنان، إذ أنّ «حزب الله» لدى البعض متَّهم حتى تثبت براءته”، مبديًا سخريته من هذه التهم “التي تطالب «حزب الله» بالكشف عن المسؤول عن أي حادث وإلّا فهو المتَّهم، خاصةً إذا كانت الحادثة قد وقعت في منطقة تخصّ حزب الله”، مستغربًا “هذا النوع من قواعد الإتّهام المنافية للشرع والمنطق والعقل”.
وأضاف: “هناك من يقول ويتساءل هل أنّ إسرائيل تقتل عملاءها”، نافيًا “أن يكون حزب الله قد إتهم أحدًا بالعمالة لإسرائيل”، متوجِّهًا “لمن يطلقون هذه الإتهامات بأن يقرأوا كتب «الموساد» وكيف أنه يقتل عملاءه من أجل خدمة أهدافه”، معدِّدًا حوادث نفّذها الموساد، في أكثر من دولة عربية وأجنبية، تدخل في هذا السياق، وأدت إلى قتل يهود أيضًا لإجبارهم على الرحيل إلى اسرائيل.
وتابع: “إنّ كل ما يقوم به هؤلاء مُدبَّر ومُسيَّر من غرف عمليات سوداء ومدفوعة الثمن”، مجدِّدًا القول “إن هذه الإتهامات لن تؤثِّر علينا”.
ورأى أنه “في هذه الحملة الأخيرة إذا كان القصد منها المسّ بجمهور المقاومة فإن الذي حصل هو العكس”.
وتوجه بالشكر إلى جمهور المقاومة وكل السياسيين والاعلاميين الذين دافعوا عن المقاومة وفنَّدوا هذه الإتهامات السخيفة.
ودعا إلى “معالجة بعض الثغرات التي حصلت في سياق مواجهة الحملة ضد “حزب الله”.
إنفجار المرفأ
ثم تطرَّق إلى مسألة التحقيق بإنفجار المرفأ، فأشار إلى “إنتهاء التحقيق لدى قيادة الجيش، وكرَّر مطالبته القيادة بالكشف عمّا في حوزته لأهمية ذلك”، لافتًا إلى أن “المسؤولية اليوم هي عند القضاء، وعلى القضاء الإعلان عمّا وصل إليه من تحقيق”، مجدِّدًا المطالبة بذلك والإصرار عليه.
ولفت إلى “ما تعرّض له بعض الذين تضرّروا في أرواحهم وأملاكهم، لأنّ شركات التأمين ترفض التعويض عنهم بحجّة إنتظار الإعلان عن نتائج التحقيق، وأنّ بعض هذه الشركات تحاول أن تأكل تعويضات هؤلاء بأكثر من 70% من المتوجب عليها مقابل حصولها على تواقيع هذه العائلات”.
تشكيل الحكومة
وفي ملف الحكومة قال:”الكلّ يريد تشكيل الحكومة، ولا أحد لا يريد ذلك”، ملمِّحًا إلى “وجود عُقد داخلية، لأنّ الكلام عن إنتظار ملفات خارجية لا يفيد”.
وطالب “بعدم إنتظار الخارج، لأنه لا يمكن للخارج أن يساعدنا إذا لم نساعد أنفسنا”.
ولفت إلى أنّ “الضغوط الخارجية قد تدفع بالبعض إلى مزيد من التصلب” ، معتبرًا أنّ “السقوف العالية تُعقِّد الموضوع”.
وتابع: “إنّ تحميل المسؤولية لفخامة رئيس الجمهورية هو أمر غير منصف، معربًا عن تفهّمه “للقلق لدى الرئيس المكلَّف لجهة الثلث المعطِّل، لكننا لا نتفهّم إصراره على تشكيلة من 18 وزيرا، في حين أنّها لو كانت 20 أو 22 فإنّها تُطمئن الجميع”.
وتمنّى “إعادة النظر بهذه المشكلة، لأنّه قد يكون مدخلًا أو مخرجًا من الحال التي وصلنا إليها”.
التيار الوطني الحر
وتطرّق إلى مسألة التفاهم مع التيار الوطني الحر، فأشار إلى “الضغط الإعلامي والسياسي وإستغلال أي حادثة من أجل إسقاط هذا التحالف”، مؤكِّدًا أنّ “هذا التحالف لم يسقط، ولن يسقط، لأنّه حقّق مجموعة من المصالح للوطن ولطرفَي التفاهم”.
وتابع: “كلانا حريصان على التحالف، وعلى منع المتربّصين بأي ثغرة أو كلمة تصدر من التأثير على متانة التحالف”.
وشدَّد على “متانة هذه العلاقة، وعلى الحرص الشديد مع كل الحلفاء والشخصيات”.
ورأى أنّ “شبكات التواصل مسؤولة عن تأجيج الحملات بما يوحي بوجود خصومات”، مصنِّفًا هؤلاء “بين عدو، أو حقودين في صفوف الحلفاء، وهذا أمر خطير لأن هذا الحقن يؤدّي إلى الإنفجار”، ملمِّحًا إلى “وجود من لديه نيّة في هذا الموضوع”.
ودعا إلى “الحضور القوي على وسائل التواصل، ولكن ضمن حدود الأخلاق والتعاطي بوعي وتقديم الحجّة والدليل”.
قضايا المنطقة
ثم إنتقل إلى الملف الإقليمي، وقال: “هناك تطوّرات تحصل في منطقتنا وفي العالم، ومنها ذهاب ترامب ومجيء بايدن، وإنعكاس ذلك على لبنان والمنطقة”، مشيرًا إلى “الملف النووي الإيراني، ووجود إتصالات ومواقف متباينة فيه، وما يحيط به من قلق إسرائيلي وسعودي، وكذلك هناك الملفّ اليمني وهو حاضر بقوة، وما رافقها من قرارات إتخذتها إدارة بادين، بسبب صمود اليمنيين وتقدّمهم في مأرب، وتأثير ذلك على الحلّ السياسي”، واصفًا “خطوة واشنطن تجاه اليمن بالإيجابية”.
وأشار إلى “القلق السعودي والإسرائيلي في حال إنتهاء حرب اليمن دونما إنتصار لهما”, ولفت إلى “التطوّرات في الملف السوري، وما سيحصل في شرق الفرات، وإحياء داعش من جديد”، ملمِّحًا إلى أنّ “خطة الأميركي تبدو وكأنّه يريد أن يبقى في بعض مناطق في سوريا والعراق”، وأعلن أنّ “هذا الملف لن يُكتب له النجاح في ما يتعلق بإحياء داعش”.
كذلك توقّف عند الملف العراقي وتأثيراته على المنطقة، ومثلها مستقبل أفغانستان وغيرها من دول المنطقة، وأوضح أنّ “الصين يبدو أنّها تشكِّل التهديد الاأول لأميركا، ومن ثم روسيا، لذلك تحاول الإدارة الجديدة، في واشنطن، إعتماد نظرة واقعية في بعض الملفات كي تتفرَّغ للصين”.
ثم تطرّق إلى الملف الفلسطيني، وقال أنّه سيكون حاضرًا بقوّة، مشيرًا إلى أنّ “صفقة القرن إمّا إنتهت أو أنّها في حالة سقوط أو تراجع”.
ورأى أن “كل ذلك بسبب صمود الفلسطينيين ورفضهم لصفقة القرن، وأيضّا صمود محور المقاومة في رفضها لصفقة القرن”.