«دولا ر الـ80» يُحرك الشارع غضباً.. وإقفال المصارف يُقابله إحراق وتكسير لها
مشهد من سيناريو الفوضى العامة.. وتخوّف من تمدّد التوتر والإنفجار فجأة
على وقع تحليق الدولار مسجلا يوميا، وساعة بعد ساعة، ارقاما قياسية جديدة، وفي ظل انعدام الحركة السياسية والرئاسية في شكل شبه تام وغياب الحلول السياسية، انفجر الوضع على الارض في اكثر من منطقة، حيث شهد لبنان امس بروفا من سيناريو الفوضى العامة، وسط تخوف من تمدد نيران الغضب الشعبي.
فقد أشعلت جمعية صرخة المودعين الاطارات امام بنك عودة في بدارو وقام بعض الافراد برمي الحجارة على ابواب المصرف، وكذلك أمام مصرف الاعتماد اللبناني.
ثم انتقلت الجمعية والمحتجون الى مصرف آخر لاشعال الاطارات. واقتحم المحتجون بنك بيبلوس وحاولوا تكسير الباب الرئيسي.
وردّد المحتجون هتافات:«نحن مش زعران، نحن أصحاب حق. نحن مسروقون. الصرخة صرخة وجع». وهدّدوا بالذهاب إلى بيوت أصحاب المصارف وحاكم مصرف لبنان. وقالوا: «نبهناكن رح تولع. بالقانون وبالحق ما بتسمعو، بس يولع غضب الشعب ما حدا بيهدي. هيدا انفجار. بلشت القنبلة تولع».
ولاحقا، أخمد عناصر فوج اطفاء بيروت النيران. وتجمّع عدد من المودعين أمام منزل رئيس جمعية المصارف سليم صفير في سن الفيل وحرقوا الاطارات. كما أفيد عن قـطع طرق بقاعا وشمالا وفي العاصمة والجنوب وطريق المطار لبعض الوقت بالاطارات المشتعلة احتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار وتردي الوضع المعيشي.
كما اقدم عدد من المحتجين على إشعار الاطارات امام المصارف في منطقة المشرفية مقابل وزارة العمل في الضاحية الجنوبية لبيروت، احتجاجاً على ارتفاع الدولار، واستمرار المصارف بالاقفال.
في الموازاة، قطع عدد من المحتجين السير على طريق قصرنبا – بدنايل في اتجاه بعلبك وطريق قصرنبا – تمنين في اتجاه زحلة.
الى ذلك، شهدت مناطق سليم سلام، المزرعة، ومحلات في إقليم الخروب، عمليات قطع طرق وإحراق إطارات احتجاجاً على الأوضاع القاهرة.
ومن صيدا افادت مراسلة «اللواء» ثريا حسن زعيتر، ان وحدات من الجيش اللبناني نفذت انتشارا واسعا في مختلف شوارع وساحات مدينة صيدا والضواحي وعلى مداخل المدينة وذلك بالتزامن مع التطورات المستجدة في العاصمة بيروت على خط الازمة المالية من ارتفاع مستمر في سعر صرف الدولار والتحركات الاحتجاجية امام المصارف يتخللها اقامة حواجز ظرفية في اكثر من مكان ولا سيما عند التقاطعات الرئيسية .
«تحالف متحدون»
ونفذ عمال بلدية طرابلس وقفة احتجاجية أمام بنك عودة في تقاطع شارع عزمي في طرابلس، تقدمهم نقيب العمال عمر دلال ومجلس النقابة، بمشاركة رئيس إتحاد نقابات العمال والمستخدمين في لبنان الشمالي النقيب شادي السيد، الذي دعا «إدارة البنك الى الاسراع في صرف رواتب العمال على اساس سعر صيرفة بناء للقرارات المرعية الاجراء وأسوة بموظفي القطاع العام».
وتخلل الوقفة إطلاق شعارات وصرخات وجع تحاكي مظلومية العمال الذي رفضوا قبض روتبهم بالليرة اللبنانية.
وعمد بعض العمال الى حرق إطار مطاطي امام البنك، وتم اخماده على الفور.
كما قطع محتجون طريق البداوي الدولي في محلة المنكوبين قبالة محطة الوردية للمحروقات وأمام محطة أكومة للمحروقات، إحتجاجاً على ارتفاع سعر صرف الدولار الأميركي مقابل الليرة اللبنانية، وتردي أوضاعهم المعيشية، بعدما وضعوا شاحنات وسيارات وحاويات نفايات وحجارة وإطارات سيارات وسط الطريق.
وتسبب قطع الطريق بازدحام خانق لحركة السير في المنطقة.
ولاحفقً، عمم «تحالف متحدون، في بيان تصريحا لرئيس جمعية «صرخة المودعين» علاء خورشيد من أمام منزل رئيس «جمعية مصارف لبنان» سليم صفير في محلة سن الفيل بعد ظهر أمس، أعلن فيه انتهاء التحرك ، «وسط غضب المودعين العارم في وجه أصحاب المصارف و«جمعية المصارف»، والذي أتى كرسالة دعم للقضاء اللبناني مرفقة بحثه على تنفيذ القرارات القضائية لا سيما قراري محكمة التمييز المبرمين بوجه مصرف فرنسبنك، حيث يبقى الأهم حصول المودعين عياد ابراهيم وحنان الحاج على أموالهما كخطوة أخيرة بعد استحصال محاميهما على «صورة صالحة للتنفيذ» باعتبار ان القرارين مبرمان ولا يقبلا الطعن».
وأضاف البيان :إن مصرف فرنسبنك مدعو لاحترام سلطة القضاء وعدم التمادي في التسبب بمزيد من التهويل والعرقلة عبر التعسف في طلبات نقل للدعوى بوجه القاضية مريانا عناني من هنا، ودعاوى مخاصمة من هناك، في سيناريو يضرب ما تبقى من سمعة القضاء قد ضاق به اللبنانيون ذرعا في المشهد القضائي لقضية انفجار مرفأ بيروت».
