«وقاحة صَلِفة وتماد في إغراق لبنان».. التقدمي: ما أدلى به الأسد يؤكد وجود مخطّط لضرب النظام المصرفي
صدر عن الحزب “التقدمي الإشتراكي” البيان التالي:
“أما وأن رئيس النظام السوري مُصرّ على الإمعان في إستنزاف لبنان وإقتصاده وإنهاكه، فإن كلامه بالأمس عن أن المصارف اللبنانية هي التي تسبب الأزمة الإقتصادية في سوريا لإحتجازها ودائع السوريين، يستوجب ردًّا حاسما على هذه الوقاحة الصَلِفة والتمادي في محاولة إغراق لبنان أكثر فأكثر مع غرق النظام السوري.
وعليه، يهمّنا أن نشير إلى أن أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة الإقتصادية التي عصفت بلبنان وتراجع وضع ماليّته العامة وإستنزافها، كان بفضل الصفقات ومزاريب الفساد التي هندسها نظام البعث السوري في لبنان وظلّت تمدّه رغم إنسحاب قواته.
أما الودائع المصرفية في لبنان وعلى إختلاف جنسيّات مودعيها، فقد أصابها مصير واحد، ولم يكن هناك تمييز بين مودع وآخر. وقد كان لجوء المودعين السوريين إلى المصارف اللبنانية بهدف الإستفادة من تقديماتها، ولم يكن ليحصل ذلك لولا أن بقاء ودائعهم في سوريا كان يعني أنها عرضة للإبتزاز والمحاصصة.
وقد أتى ما أدلى به بشار الأسد ليؤكد وجود مخطَّط واضح لضرب النظام المصرفي اللبناني الذي لطالما شكل ملاذا آمنا ومستقرّا للأخوة العرب. وهذا الكلام يفتح الباب على تبرير لا بل تشجيع التهريب من لبنان طمعا بالعملة الصعبة المدعومة لبنانيا، والدلائل والمؤشرات تظهر للأسف نجاح هذه العملية في تخطّي العقوبات المفروضة على النظام السوري، وفي حرمان العائلات الفقيرة والمحتاجة في لبنان من الدعم المفترض.
وإزاء كل ذلك، فإن الأولى بالمسؤولين المعنيين في لبنان وبعضهم يزايد في حرصه على السيادة، أن يبادروا فورا إلى إتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بوضع حد لهذا التهريب، وبوقف كل ما من شأنه إستنزاف أموال اللبنانيين وحرمان الخزينة من الإحتياطي المتوفّر الذي يذهب هدرا لدعم الإقتصاد السوري، وأن يباشروا بتنفيذ أجندة الإصلاح الضرورية التي وحدها تمنع المزيد من إنهيارات النظام اللبناني خدمة لغيره من الأنظمة”.