أين أصبحت الجهود لمواجهة جائحة كورونا؟.. 42 لقاحًا محتملاً قيد البحث في جميع أنحاء العالم
الآمال قائمة في الحصول على لقاح في القريب العاجل ضد فيروس كورونا المستجد، فنحن على بعد أسابيع من نهاية العام، موعد رسمه العديد من الخبراء كتاريخ محتمل لتطوير اللقاح. فأين وصلت الجهود في هذا الصدد؟
في الفترة الأخيرة، أعلنت الدول الأوروبية الواحدة تلو الأخرى قيوداً جديدة مشددة لمواجهة فيروس كورونا المستجدّ الذي يواصل تفشيه في القارة العجوز، قيوداً تراوحت بين الإغلاق التام في فرنسا وبريطانيا والعزل الجزئي في ألمانيا والبرتغال، وصولاً إلى حظر التجوّل الليلي في إيطاليا مثلاً. وتسجل أوروبا أسرع تفش للفيروس. فقد تم إحصاء أكثر من 11 مليون إصابة نصفها موزّع بين فرنسا وإسبانيا وبريطانيا وروسيا، كما أودت الجائحة بحياة ما لا يقلّ عن 1.2 مليون شخص في العالم. وأعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني تسجيل مستوى قياسي في عدد الإصابات الجديدة بعدد يراوح 20 ألف حالة يوميا، فيما يشبه موجة ثانية من الجائحة. فمتى سيأتي اللقاح؟
وهناك حاليا أكثر من 42 لقاحًا محتملاً قيد البحث في جميع أنحاء العالم، فالكل ينتظر اللقاح ضد كورونا بفارغ الصبر وفي أقرب وقت ممكن. ففي بريطانيا، سيتم تسليم جرعات التطعيم الأولى إلى المستشفيات قريبًا. أما في ألمانيا فهناك أبحاث واختبارات في نفس الاتجاه. ويتعين أن يمر كل لقاح بعدة مراحل قبل الترخيص باستعماله، إذ يتم اختباره على مجموعة صغيرة جدًا في مرحلة أولى، وفي مرحلة ثانية يصل العدد إلى 500 شخص. أما المرحلة الثالثة، فتشمل ما لا يقل عن 10 آلاف شخص.
ألمانيا.. مؤشرات نجاح تجارب “كيورفاك” ضد كورونا
أكدت شركة كيورفاك (Curevac) في توبنغن، التي تعمل على تطوير لقاح، تحقيقها نتائج إيجابية للمرحلة الأولى من لقاح ضد فيروس كوفيد-19. وذكرت أن اللقاح موضوع البحث جيد التحمل ويظهر أجسامًا مضادة قوية تنشط خلايا نظام المناعة. وشارك أكثر من 250 متطوعًا سليمًا تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا في المرحلة الأولى من التجربة السريرية. وتم تطعيم العديد من المشاركين في الدراسة عن طريق الحقن العضلي للقاح عند مستويات جرعة متصاعدة من 2 إلى 12 ميكروغرام بين اليوم الأول واليوم 29.
وقال فرانز- فيرنر هاس، الرئيس التنفيذي لشركة كيورفاك، لموقع “DAZ” الألماني (الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) إن نتائج المرحلة المؤقتة الأولى مشجعة للغاية. تجارب تمثل علامة فارقة في السعي نحو تطوير لقاح ضد كورونا. وأضاف هاس “بعد اختبارات إضافية للبيانات والمناقشات مع السلطات المعنية، نشعر بأننا واثقون في برنامج التطوير لدينا ونحن ملتزمون ببدء دراسة إجراءات الموافقة قبل نهاية عام 2020”.
لقاح جامعة أوكسفورد “الواعد” بداية العام المقبل
تأمل جامعة أوكسفورد في تقديم نتائج المرحلة الأخيرة من تجارب لقاحها المرشح للوقاية من فيروس كوفيد-19 هذا العام، مما يزيد الآمال في أن تتمكن بريطانيا من البدء في توزيع لقاح ناجح في أواخر ديسمبر/ كانون الأول أو أوائل 2021. وقال آندرو بولارد كبير باحثي تجارب اللقاحات في أوكسفورد لنواب بريطانيين، متحدثا عن تقديم نتائج التجارب هذا العام، “أنا متفائل بأننا يمكن أن نصل إلى هذه المرحلة قبل نهاية هذا العام”.
وسيتم تحديد ما إذا كان اللقاح ناجعا خلال العام الجاري على الأرجح، وبعدها ستراجع جهات تنظيمية البيانات بعناية ثم يُتخذ قرار سياسي بشأن ما إذا كان من الممكن الترخيص باللقاح. ويُتوقع أن يكون اللقاح الذي تعمل عليه أوكسفورد و”أسترا زينيكا” من أوائل اللقاحات التي تنتجها شركة أدوية كبيرة، إلى جانب لقاح آخر مرشح لشركتي “فايزر” الأمريكية و”بيونتك” الألمانية.
بدء التلقيح الجماعي في روسيا في 2021
مركز “فيكتور” العلمي الحكومي الروسي لأبحاث الفيروسات والبيوتكنولوجيا أعلن أنه من المتوقع أن تبدأ عملية التطعيم الجماعي لمواطني روسيا، بلقاح “إيبيفاك كورونا”، الذي يطوره المركز المضاد لفيروس كورونا عام 2021. وقال المدير العام للمركز، رينات ماكسيوتوف، في حديث لموقع إلكتروني متخصص لمتابعة شؤون الجائحة في روسيا “من المخطط إطلاق حملة التلقيح الجماعي في العام 2021″، بحسب قناة “روسيا اليوم “.
وأوضح ماكسيوتوف أن اختبارات مرحلة ما بعد تسجيل لقاح “إيبيفاك كورونا”، الذي يطوره مركز “فيكتور”، ستبدأ في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني أو ديسمبر/ كانون الأول من العام المقبل، موضحا أنها ستشمل 40 ألف متطوع وستستمر ستة أشهر. وأشار إلى أن اللقاح سيكون مجانيا بالنسبة للمواطنين الروس، وعملية التطعيم ستأتي على أساس طوعي. وحاليا تعتبر روسيا أول دولة في العالم تسجل لقاحا مضادا لفيروس كورونا المستجد، وهناك مصلان في الوقت الراهن تم تسجيلهما في البلاد الأول هو “سبوتنيك في” ويطوره مركز “غاماليا” لأبحاث الأوبئة والأحياء الدقيقة، والثاني أطلق عليه اسم “إيبيفاك كورونا” ويعمل عليه مركز “فيكتور” الحكومي العملي لأبحاث الفيروسات والبيوتكنولوجيا.
إسرائيل تبدأ التجارب السريرية للقاح كورونا
من جهتها، بدأت إسرائيل التجارب السريرية على لقاح كورونا. وكان رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد كلف المعهد الإسرائيلي للبحوث البيولوجية بتطوير اللقاح. ومن المقرر الوصول إلى المرحلة النهائية من الاختبارات في نيسان/ أبريل أو أيار/ مايو المقبلين. ويعتبر اللقاح الإسرائيلي واحدا من اللقاحات التي يتم اختبارها في جميع أنحاء العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ووصلت عشرة لقاحات إلى مراحل متقدمة، إذ يتم قياس فعالية اللقاح على نطاق واسع من خلال عشرات آلاف المتطوعين. وتزامنت تجربة إسرائيل للقاح مع تخفيف قيود الإغلاق الشامل الثاني منذ بدء تفشي فيروس كورونا، إذ سمح لطلاب المدارس الابتدائية بالعودة إلى مقاعد الدراسة. وخلال الإغلاق، انخفضت أعداد الإصابات في إسرائيل إلى أقل من ألف إصابة يوميا. وأحصت إسرائيل أكثر من 314 ألف إصابة بالفيروس توفي منها 2541 حالة.
دراسة جديدة.. تطعيم الإنفلونزا يقي أيضا من كورونا
أكد باحثون من جامعة رادبود في نيميغن الهولندية وجامعة هاينريش هاينه في دوسلدورف الألمانية أن اللقاح ضد الإنفلونزا قد يقي أيضا في مكافحة فيروس كورونا. وقد ذكر موقع “إير.إي.إل” الألماني يوم (الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2020) أنه تم “فحص البيانات الطبية الخاصة بـ10,600 موظف في مستشفى جامعة رادبود. وثبتت إصابة 184 من موظفي العيادة بفيروس كورونا بحلول يونيو/ حزيران 2020. وثم فحص الذين سبق تطعيمهم ضد الأنفلونزا. وكانت النتيجة أن نسبة الإصابة بكورونا من غير الملقحين ضد الإنفلونزا كانت 2.23 بالمائة، فيما لم تتعد لدى الملقحين 1.33 في المئة فقط. وهذا يعني تقليل للمخاطر بنسبة 39 في المائة”.
وقال الموقع إن لقاح الإنفلونزا يخلق مناعة “مدربة”، وهذا لا ينطبق فقط على العدوى بفيروس الإنفلونزا ولكن أيضًا على مسببات أمراض أخرى. في حالة فيروس كورونا، قد يعني هذا أن الخلايا المناعية المدربة بواسطة لقاح الإنفلونزا تتفاعل مع ما يسمى “استجابة سيتوكين” بشكل أقوى من الخلايا غير المدربة.
ويتحدث الأطباء عن “مناعة متقاطعة”، بمعنى أن لقاح الإنفلونزا يتسبب في دفاعات الجسم ليس فقط لمكافحة الإنفلونزا ولكن أيضًا فيروسات كورونا بشكل أكثر فعالية. ووفقًا للباحثين، يجب الآن متابعة المزيد من الأبحاث لإثبات نتيجة الدراسة.
حسن زنيند