شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – الغموض سيد الموقف
في تقدير ديبلوماسي أوروبي غربي أن سمة المرحلة الراهنة في لبنان هي الغموض، والأمر الوحيد الواضح في هذا المشهد أن الجميع مشمول بالغموض الذي يصفه البعض بـ«الخلّاق»، وليس من سبب لهذا التوصيف سوى أن أحداً من الأطراف المعنية لا يملك الراحة والطمأنينة الى مسار الأمور في الاستحقاق الرئاسي، وهو ما ينطبق على الجميع: فلا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستطيع أن يجزم بوصول الوزير سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة في لبنان، ولا أخصام فرنجية بقادرين على حسم عدم وصوله.
وأيضاً ينطبق الأمر ذاته على «المرشح» الأبرز الآخر القائد العماد جوزاف عون (الذي لم يعلن ترشحه) إذ لا يمكن القول إنه واصل حتماً الى قصر بعبدا، كما لا يستطيع أحد أن يجزم بعدم وصوله ولو تحت ذرائع وحجج ذات طابع دستوري.
وهذا اللاوضوح القاطع يواكبه وضع داخلي لبناني يبدو حاسماً يتمثل في لارجوع الثنائي الشيعي عن ترشيح فرنجية، وهو ما أبلغه كل من الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة نواب حزب الله النائب محمد رعد الى الموفد القطري انطلاقاً من أن فرنجية مطابق للمواصفات التي حددها أمين عام الحزب وأبرزها أن رئيس تيار المردة منفتح على الجميع في الداخل كما على سوريا وإيران والغرب بما فيه الولايات المتحدة في الخارج، إضافة الى أنه «لا يطعن المقاومة في الظهر». وهذا الموقف ثابت لدى الثنائي.
واللافت أن ثمة موقفاً داخلياً آخر ثابتاً حتى إشعار آخر، يعبر عنه الحزبان المسيحيان الأبرزان وتكتلاهما النيابيان الكبيران «لبنان القوي» و «الجمهورية القوية» مع فارق في الشكل بين الدكتور سمير جعجع والوزير جبران باسيل اللذين يعارضان فرنجية بقوة، ولكن جعجع وصل في معارضته، بـ «خطاب زحله» الشهير الى حد حرق المراكب كلها، الى درجة أن التراجع، إذا حصل، سيشكل نكسة كبرى لمعراب.
ولكن يبقى الغموض قائماً: فهل لدى جعجع حصان يخوض به مضمار السباق الرئاسي، ومَن هو؟ والسؤال ذاته يُطرح على باسيل… أضف الى تعذر توافقهما على مرشح يواجه فرنجية ليتوجها معه الى مجلس النواب.
وإلّا، ومع استمرار الحال، فإن المراهنين على حل رئاسي قبل أواخر أيار أو في أواسط تموز، فإنهم يراهنون على سراب.