شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – المعارضة السلبية
يقول الديبلوماسي الأوروبي الغربي، في لقائنا الدوري عن بعد، إن مؤيدي رئيس تيار المردة سيظلون على ارتياح ما دام معارضوه سلبيين. ويضيف إن هذه السلبية تخدم الوزير سليمان فرنجية والأطراف التي تدعم ترشحه، في الداخل والخارج.
ويضيف شارحاً كلامه: أقصد بالسلبية أنهم يُجمعون على معارضة المرشح «المتقدم» في السباق الرئاسي، حتى الآن، ولكنهم لا يتفقون على مرشح واحد يقابله من جهتهم. وهذه نقطة ضعف بالنسبة إليهم، قدر ما هي نقطة قوة للزعيم الزغرتاوي. ولعل هذا الواقع هو عامل إضافي من عوامل تمسك الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في عدم التخلي ليس فقط عن دعم فرنجية بل أيضاً عدم وقف مساعيه في سبيل توفير المزيد من الدعم له.
ويتناول الديبلوماسي الأوروبي الغربي النقط الآتية:
أولاها: إن فرنسا تدرك، جيداً، أنها لن تتوصل الى إقناع المملكة العربية السعودية بالوقوف الى جانبها في الاستحقاق الرئاسي الفرنسي، إنما تأمل «تحييدها»، ثم إن «المعلومات المتوافرة لي في هذه السياق تشير الى أنها لم تتوصل، حتى موعد كلامي إليك في هذه اللحظة، في الحصول على ما تبتغيه».
الثانية: ويستغرب الديبلوماسي الأوروبي الصديق أن يكون لدى فرنسا مثل هذا التفكير، ذلك أن الرياض عندما تقول إنها لا تتدخل في المسألة الرئاسية اللبنانية، فهذا لا يعني أنها غير معنية بالشأن اللبناني، وإن كانت لا تقدمه على ما سواه من اهتماماتها ومصالحها الحيوية والستراتيجية.
ويؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية «ليست مرتاحة» الى ما يسميه «الحراك الفرنسي»، أقله لأنها ليست في وارد التخلي عن دورها في لبنان لأي طرف آخر، وبالذات ليس لفرنسا. وغير صحيح ما يقوله نواب وشيوخ وإداريون أميركيون للزوار اللبنانيين من نواب وشخصيات من أن واشنطن لا ولن تتدخل في المسألة الرئاسية في لبنان. ويعرب عن مفاجأته كون الأميركيين لم يدعموا ترشح رئيس حركة الاستقلال الأستاذ ميشال معوض. ويستدرك أنه لا يقصد أنهم ضد نجل الرئيس الشهيد رينيه معوض، ولكنهم لا يقدمون له الدعم، مضيفاً «ربما لأن عينهم على قائد الجيش العماد جوزف عون الذي أرى أن حظوظه قوية»، ولست أرى، حتى إشعار آخر، مرشحين رئاسيين جدّيين في لبنان، إلا فرنجية وعون.
ويجزم بأن التركيبة الحالية في مجلس النواب الحالي ليس فقط أنها تعرقل انتخاب رئيس الجمهورية وحسب، إذ إنها «ستكربج» السلطة التشريعية طوال ولاية هذا البرلمان.