خراجات دماغية نادرة وخطيرة تنتشر بين الأطفال بأميركا
تُحقّق المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها في مجموعة من خراجات الدماغ النادرة والخطيرة التي تصيب الأطفال في مدينة لاس فيغاس ومحيطها بولاية نيفادا.
ويتوقع الأطباء من أن يشهدوا ارتفاعاً بعدد الحالات في مناطق أخرى من البلاد. علماً أنه في العام 2022، تضاعف عدد حالات الإصابة لدى الأطفال ثلاث مرات في ولاية نيفادا.
” خلال خبرتي على مدى عشرين عاماً، لم أرَ شيئاً كهذا من قبل” وفق ما صرحت عنه الأستاذة المساعدة في جامعة يوتا الدكتورة تارين براغ.
وأشارت إلى أنه ” بعد آذار 2022، سُجّلت زيادة هائلة في خراجات الدماغ. كنت أرى أعدادًا كبيرة من الحالات وهذا أمر غير مألوف”، وفق ما نشر موقع “سي أن أن”.
يعاني الأطفال نتيجة هذه الحالة بأعراض شائعة، مثل وجع الأذن أو التهاب الجيوب الأنفية، مع صداع وحرارة، لكن خلال أسبوع تقريبًا، بحسب براغ، يتضح حدوث أمر أكثر خطورة.
بعد عرض تقديمي عن حالات نيفادا في مؤتمر Epidemic Intelligence Service قال أطباء من أجزاء أخرى من البلاد إنهم يشهدون زيادات مماثلة في خراجات الدماغ لدى الأطفال.
وخراجات الدماغ هي جيوب مليئة بالقيح من العدوى تنتشر إلى الدماغ. وقد تتسبب بنوبات صرع، أو اضطرابات بصرية، أو تغيرات في الرؤية أو الكلام، أو التوازن. في حين أن الأعراض المبكرة تتمثل بالصداع والحرارة التي تظهر وتختفي.
وغالبًا ما تتطلب الخراجات عمليات جراحية عدة لعلاجها. وقد يستغرق الأطفال بضعة أسابيع أو حتى شهورًا في المستشفى من أجل تعافيهم بعد خضوعهم لعملية جراحية.
وقد سعت المسؤولة عن خدمة الاستخبارات الوبائية لدى مراكز مكافحة الأمراض الدكتورة جيسيكا بيني إلى معرفة سبب زيادة عدد الحالات. ورأت أنه بين عامي 2015 و2020، كان عدد حالات خراجات الدماغ في مقاطعة كلارك مستقرًا إلى حد كبير عند حد نحو أربع حالات سنويًا.
وفي عام 2020، تراجع عدد خراجات الدماغ لدى الأطفال، ربما بسبب فرض التباعد الاجتماعي، وإغلاق المدارس، وغيرها من التدابير التي تحدّ من انتشار جميع أنواع التهابات الجهاز التنفسي، وليس فقط “كوفيد-19”.
إلا أنه بعد رفع القيود، ارتفعت أعداد الإصابات إلى مستوياتها الطبيعية، وزادت بشكل كبير عام 2022.
لا تستخفوا بالأعراض
وأشارت إلى أن حوالي ثلث خراجات الدماغ في مجموعة مقاطعة كلارك نتجت عن نوع من البكتيريا يسمى Streptococcus intermedius التي عادة ما تكون موجودة في الأنف والفم من دون أن تشكل ضرر، حيث يبقيها جهاز المناعة لدينا تحت السيطرة. لكن عندما تصل إلى أماكن لا ينبغي أن تكون، مثل الدم أو الدماغ، فقد تسبب مشاكل.
يمكن أن يحدث ذلك بعد زيارة طبيب أسنان وإصلاحها، على سبيل المثال، أو عندما يكون لدى شخص ما حالة صحية أساسية تضعف مناعته، مثل مرض السكري. لكن هذه لم تكن الحال مع الأطفال في مجموعة مقاطعة كلارك.