مسؤول إيراني: الصين أهم شريك تجاري لبلادنا وأهم سوق للتصدير
وصف رئيس غرفة التجارة في محافظة بوشهر جنوب إيران، خورشيد كزدرازي، الصين بأنها «أهم شريك تجاري لبلاده في الوقت الحالي»، مؤكدا أنها «أهم سوق للتصدير وأهم شريك في الاستيراد والتكنولوجيا مع إيران، وأنها حليفة سياسية لبلاده». واعتبر أن «الحظر الغربي جعل من الصين دولة آمنة في التبادل الدولي»، لافتا إلى أن «اقتصاد البلدين يكملان بعضهما البعض في مجالات عديدة لا سيما في قطاع الطاقة»، مشيرا إلى أن «حجم صادرات بلاده خلال العام الإيراني المنصرم بلغ 53 مليارا و146 مليون دولار، منها 14 مليارا و584 مليون دولار مع الصين». وأوضح أن «العام الماضي شهد تصدير 13.3 مليار دولار من محافظة بوشهر إلى دول عديدة»، مشددا على «أهمية تسيير خطين للنقل البحري والجوي المباشر بين ميناء بوشهر والصين».
تاريخ العلاقة بين البلدين
لا يمكن اعتبار العلاقات بين إيران والصين وليدة الدولة الحديثة، بل هي ضاربة في عمق التاريخ وكانت التجارة وتبادل الدعم السياسي والعسكري والمواجهة في بعض المراحل التاريخية علامات بارزة في هذه العلاقة. ويعيد كتاب «تاريخ علاقات إيران والصين» لمؤلفه علاء الدين آذري(2) العلاقة إلى قرن وأكثر قبل الميلاد؛ حيث جرى أول اتصال بين الحكومتين عام 140 أو 141 قبل الميلاد. في هذا الوقت، حكمت سلالة هان الصين وحكم البارثيون (الأشكانيون) إيران. وكانت حكومة هان تتقدم في آسيا الوسطى، فيما استولى البارثيون على بلخ؛ وقاد التنافس إلى وقوع مواجهة عسكرية بين الطرفين بعد عدة سنوات. في عام 115 قبل الميلاد، أرسل الإمبراطور الصيني «وو دي» سفيرًا إلى بلاط مهرداد الثاني حاملًا عروضًا تجارية، بعضها يتعلق بالبحث عن سلالات من الخيول. خلال فترة حكم البارثية، وحكم سلالة هان في الصين، توسعت العلاقات التجارية بين البلدين، وتبادل الجانبان السفراء والزوار، وتبادلا البضائع، وكان من أبرزها الحرير الصيني. ومرَّ الطريق التجاري لهذه السلعة من الصين إلى أوروبا عبر إيران وذلك قبل مرور طريق الحرير بشكله الذي عُرف لاحقًا. خلال فترة حكم الساسانيين، شهدت العلاقات بين البلدين مراحل صعود وهبوط؛ فقد احتكر الإيرانيون تجارة الحرير مما تسبب في استياء كبير لدى الصين قادها إلى التحالف مع أعداء إيران من الروم والخزر. ومع الفتح الإسلامي لإيران، سعى الساسانيون إلى طلب مساعدة الإمبراطور الصيني، ولاحقًا لجأت مجموعة من السلالة الساسانية إلى البلاط الصيني، ثم لعبت إيران دورًا مهمًّا في العلاقات بين الخلافة الإسلامية والإمبراطورية الصينية.