عودة التعاون الأمني وإعادة النازحين الترحيل لا يتناسب مع قوانين الحماية ومعالجة الملفات الأخرى السياسية والاقتصادية والتجارية
كتب عادل كروم
وحسب المعلومات، ستكون هناك خطوات عمليّة في هذا الملف، بالتنسيق الكامل بين المديرية العامة للأمن العام والجيش اللبناني، ولهذا يعمل العميد بيسري على وضع آليّة مدروسة للبدء بخطوات تنفيذيّة على صعيد عودة النازحين كخطوة أولى ولإستئناف تنظيم قوافل العودة الآمنة كما كان مقرراً وجرى البدء به أيام اللواء عباس إبراهيم.
أعلنت الإدارة الذانية لشمال وشرق سوريا استعدادها لاستقبال النازحين السوريين من لبنان ومختلف مناطق العالم، ولذلك بسبب الظروف الصعبة التي يختبرها النازحون واللبنانيون على حدٍ سواء، وطلبت من الأمم المتحدة المساعدة لتوفير المناخات المناسبة.
وأشارت المصادر الى ان عودة التعاون الأمني وإعادة النازحين ومعالجة الملفات الأخرى السياسية والاقتصادية والتجارية، تحتاج الى التنسيق المكثّف بين البلدين، ولا سيما تواصل الوزراء اللبنانيين المعنيين مع نظرائهم السوريين، لإستكمال البحث والتنسيق في كل الملفات العالقة. وهو ما أشار إليه ايضا وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار بعد اجتماع اللجنة الوزارية المكلّفة بحث موضوع النازحين السوريين.
وجاء الإعلان بعد التوتر الذي حصل في لبنان على خلفية قضية ترحيل النازحين.
وأشار الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بدران جياكرد إلى أن “لبنان عانى خلال سنوات مضت من أزمات داخلية وتصدّع واضح في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي والتبعات التي تُشكّل عبئاً كبيراً، إلى جانب التعطّل الواضح لجهة العملية السياسية”.
ولفت جياكرد إلى أن “اللاجئين السوريين في لبنان يعانون من وضع سيء للغاية، ونحن بدورنا، وضمن المبادرة التي أطلقناها، مبادرة 18 نيسان الجاري، تحدّثنا عن وضع اللاجئين، ونحن في الإدارة الذاتية جاهزون لاستقبال أهلنا من الخارج وأبوابنا مفتوحة لكل السوريين دون تمييز، كواجب إنساني وأخلاقي ووطني”.
وأضاف: “في الوقت الذي نؤكّد جهوزيتنا لاستقبال أهلنا اللاجئين من عموم السوريين من لبنان، فإننا نؤكد أيضاً وننادي بضرورة أن تقوم الأمم المتحدة بتقديم العون والضمانات، ولعب دورها المسؤول من أجل فتح ممر إنساني بين لبنان وبين مناطقنا تسهيلاً لعودة اللاجئين، إذ نحن جاهزون للإستقبال وتقديم الخدمات والعون ضمن إمكانياتنا، ونعتبر أن هذه المعضلة قضية انسانية ولا بد من التعاون معنا لحلها”.
وشدّد على أن “بقاء اللاجئين في لبنان أو ترحيلهم كرهاً لسوريا غير قانوني ولا يتناسب مع قيم ومعايير وقوانين حماية اللاجئين، ولابد من معالجة هذا الوضع بالسرعة القصوى، في ظل استعداداتنا وجهوزيتنا التامة لذلك”.
وكانت اللجنة الوزارية المكلّفة متابعة ملف النازحين قد قررت في اجتماعها يوم الأربعاء الماضي، «تكليف وزيري الشؤون الاجتماعية والعمل وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع ومدير عام الأمن العام بالإنابة، متابعة تنفيذ مقررات اللجنة والتنسيق بشأنها مع الجانب السوري، ورفع تقارير دورية بهذا الخصوص إلى اللجنة الوزارية». وعليه يُفترض أن يبدأ التحضير لزيارة وفد وزاري الى دمشق للقيام بخطوات التنسيق اللازمة.
وفي هذا الإطار، قال وزير العمل مصطفى بيرم لـ «اللواء»: ان موعد زيارة الوفد الوزاري الى دمشق لم يتحدد بعد لكن يُفترض أن يكون قريباً، وانه سيلتقي غداً الثلاثاء القائم بأعمال السفارة السورية في بيروت علي دغمان، بهدف البحث في الاجراءات التنسيقية المطلوبة والخطوات المقبلة ومنها زيارة لوفد الوزاري الى دمشق، «بعيداً عن الشعبوية والكراهية والعنصرية البغيضة، لأننا في النهاية شعبين شقيقين ولأننا وسوريا نسعى لأن لا نكون ضحية مؤامرة دولية خطيرة».