اصطياد الأردن «اسكوبار» الجنوب السوري أول غيث عودة دمشق للعرب
نجوى ابي حيدر
مع ان الخطوات العملية المطلوبة من النظام الايراني ومحوره المتمدد في عواصم عربية عدة لم يُنفَذ اي منها حتى اللحظة، أقله في العلن، بدا في الساعات الاخيرة، وتحديدا بعد يوم واحد على قرار اعادة سوريا الى مقعدها في جامعة الدول العربية من ضمن تشعبات اتفاق بكين، ان ثمة ما يلوح في الافق لجهة بدء التنفيذ، لا سيما في الشق المتصل بمطالب المملكة العربية السعودية من النظام السوري وقف تصدير الكبتاغون الى اراضيها والشروع في وقف انتاج المخدرات في المصانع التي تغزو البلاد وتشكل مردودا اساسيا للنظام.
احد ابرز المؤشرات تظهّر عبر الغارات الجوية التي استهدفت اخيرا مواقع تصنيع الحبوب المخدرة ومنزل ابرز تجار ومهربي المخدرات الى دول الخليج مرعي رويشد الرمثان في قرية الشعاب القريبة من الحدود الأردنية- السورية في ريف السويداء،جنوب سوريا وأسفرت عن مقتله مع زوجته وأطفاله الستة، علما ان الرجل، وهو زعيم عشيرة تتمدد بين سوريا والاردن، ينشط في مجال تصنيع وتهريب المخدرات بمساعدة ابناء عشيرته في الجانب الاردني وموضوع على قائمة المطلوبين الأبرز للسلطات الأردنية التي اصدرت محاكمها احكاما غيابية في حقه بتهمة استهداف أمن البلاد.
الاردن التي شنت طائراتها الحربية الغارات وفق المُسَرب من معلومات ، كما النظام السوري الذي يعلن عن كل هجوم ينتهك سيادة بلاده لا سيما من الجانب الاسرائيلي، لم ينبثا ببنت شفة ازاء الغارات، فلم تصدر المملكة الهاشمية اي بيان او تبنٍ، وتجاهلها نظام الاسد الذي لم يطلق دفاعه الجوي لاعتراضها ولا حتى استنكر، في خطوة توسّع مروحة التساؤلات عما اذا كانت الغارات تمت برضى الطرفين، ما يعني، إن كان الجواب ايجابا، انطلاق حقبة رضوخ سوريا لشروط اعادتها الى الجامعة العربية بقبة باط ايرانية، بدءا من وقف تصنيع المخدرات وتهريبها الى دول الجوار العربي، والسعودية في صلبها حكما، ما يعزز موقعها وموقفها ازاء تنفيذ المطلوب منها قبيل القمة العربية في 19 الجاري في الرياض.
وتلاحظ مصادر سياسية عربية وجود تنسيق كامل بين الاردن وسوريا من ضمن التفاهمات الاخيرة في عمان وجدة في اطار استهداف كبار مصنعي ومهربي المخدرات في سوريا، بما يخدم الاول عمليا في جهوده لمكافحة آفة تضرب شبابه وتهدد امنه، والثانية نظريا لاثبات جديتها في تلبية مطالب العرب من دون ان تتكبد مشقة مكافحة مافيا المخدرات، خصوصا ان المعلومات تشير الى ان صناعة وتصدير الكبتاغون يشكل الرافد المالي الاضخم لنظام الرئيس بشار الاسد، وتذكّر عبر «المركزية» بكلام لوزير خارجية الاردن ايمن الصفدي اعلن فيه عن تشكيل فريق امني وسياسي مع سوريا لمواجهة تهريب المخدرات استبقه بتهديد باحتمال شن عملية عسكرية اردنية داخل سوريا ان لم توقف تدفق المخدرات الى بلاده. وتعتبر ان التفاهمات التي ابرمت تحت الطاولة تضمنت، مقابل استعادة سوريا مقعدها بشرط وضع حد لتصدير المخدرات، تقديم الدعم الاقتصادي للنظام كبديل عن المردود المالي الوفير الذي تضخه التجارة اياها.
ولا تستبعد المصادر احتمال شن عمليات اردنية اضافية في الجنوب السوري في قابل الايام او الاسابيع لتنظيف المنطقة من بؤر المخدرات وتجارها، وان كان الرمثان، اسكوبار الجنوب السوري، ابرز هؤلاء الا انه ليس الوحيد ، بما يلقن «زملاءه في المهنة» درساً بوجوب وضع حد لتجارتهم غير المشروعة وتصديرهم الكبتاغون في الاتجاه العربي –الخليجي، والا فمصير الرمثان خير امثولة.