4 مليارات دولار ثمن عودة سوريا إلى الحضن العربي
كتب عوني الكعكي:
ما زلنا نتساءل عن الأسباب التي دفعت المملكة العربية السعودية الى أن تتبنّى وتساعد في عودة سوريا الى الجامعة العربية، خاصّة وأنه بات معروفاً أنّ المملكة هي ميزان العالم العربي، وهي التي تحمي الشعوب المظلومة، وهي تكون دائماً في المقدمة عندما تقع أي كارثة في العالم العربي فتكون السبّاقة في مد يد العون للتخفيف من هذه الكارثة.
على كل حال، وقع تحت أيدينا تقرير لوكالة «رويترز»، وهي وكالة عالمية ودقيقة جداً وتتمتع بصدقية عالية…
فماذا يقول التقرير:
قالت وكالة «رويترز» عن مصدر إقليمي إنّ السعودية عرضت مبلغاً مالياً كبيراً على نظام الأسد مقابل وقف عمليات تجارة المخدرات والكبتاغون.
وحسب مصدر إقليمي -لم تسمّه الوكالة- قالت «رويترز» إنّ السعودية عرضت أربعة مليارات دولار لبشار الأسد مقابل وقف تجارة المخدرات والكبتاغون، وذلك خلال زيارة الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية السعودية الأخيرة الى دمشق ولقائه بشار الأسد.
ونوّهت «رويترز» الى ان السعودية قدّرت قيمة تجارة المخدرات التي يقوم بها الأسد بأربعة مليارات دولار، وهو ما اقترحه ابن فرحان.. إذ تُعتبر السعودية السوق الأكبر والوجهة الأولى لتجارة النظام السوري. ويبدو أنّ الرياض تريد وقف هذه التجارة.
وأضافت «رويترز» إنّ مصدرين عربيين على اطلاع على هذه القضية، هما على اتصالات أيضاً مع سوريا، قالا إنّ التعْويض سيكون ضرورياً لإبعاد الوحدات المسلحة المرتبطة بالدولة عن تجارة الكبتاغون.
واشارت الى ان هناك سابقة حصلت مع تركيا… فعندما أرادت الولايات المتحدة إيقاف تركيا عن زراعة ما يساعد على تصنيع الكوكايين والهيرويين، وكانت تركيا في ذلك الوقت تعتمد اعتماداً كبيراً على هذه الزراعة… دفعت أميركا 4 مليارات من الدولارات الى تركيا لاستبدال هذه الزراعة بزراعة دوار الشمس، إضافة الى مساعدات مالية أخرى مقابل هذا التوقف.
أما الاتفاق مع نظام الأسد فقد بات من الواضح أنه موجّه فقط لوقف تجارة الكبتاغون، وليس لإيجاد حلّ سياسي أو مساعدة الشعب السوري، كما يتم الترويج له من دول التطبيع، حيث باتت الدول العربية تضبط شحنات مخدرات بشكل شبه يومي، ما يدلّ على ان هذه التجارة لم تتوقف بعد.
ويبدو ان الدول العربية تطالب بشار الأسد بخطوات ملموسة، لإعادة تعويمه ودعم نظامه مرّة أخرى، حيث يتطلب في بداية الأمر وقف تجارة المخدرات، ومن ثم العمل على طرد الميليشيات الايرانية من سوريا. اما مواضيع الحل السياسي، وإعادة اللاجئين والنازحين والإفراج عن المعتقلين، فهي ليست من أولويات دول التطبيع، حيث قامت الدول العربية بإعادة العلاقات الكاملة مع سوريا وإعادة الأسد الى الجامعة العربية.
وقالت هيئة الزكاة والضريبة والجمارك السعودية إنها ضبطت محاولتي تهريب كمية من مادة الشبو، عُثر عليها مخبّأة في إرساليتين وردتا الى المملكة كانت مخبّأة في قطع من حجر رُخام..
وقبل يومين، أحبطت السعودية أيضاً تهريب 5.280.000 قرص من مادة الإمفيتامين المخدر خلال شحنة أحجار ومستلزمات بناء عبر ميناء جدّة. وذكر ديبلوماسي خليجي في المنطقة انه يتعيّـن على النظام السوري التوقف عن تصدير المخدرات.
وللتذكير فقط، يبدو ان العملية التي قام بها الاردن وقيام طائرات باستهداف معمل لتصنيع الكبتاغون، وأحد أبرز المسؤولين عن تهريب المخدرات من الجانب السوري الى الاردن مرعي الرمثان (اسكوبار السوري).. وقد جاءت العملية بشكل لافت، بعد يوم من قبول عودة سوريا الى الجامعة العربية..
وكان وزير الخارجية الاردني أيمن الصفدي هدّد بشكل مباشر بعملية داخل الأراضي السورية. يومذاك ردّ وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد بالقول: «إنّ الفوضى والفساد والرشوة تمنعنا من القيام بدورنا في هذا الشأن، وهذا ما اعتبر ضمنياً غضّ طرف من الجانب السوري عن أوّل تدخل عسكري أردني في العمق السوري، ويتساءل المراقبون: هل أطلق الأردن رصاصة البداية في حربه على المخدرات بموافقة سورية؟
وبالعودة الى اجتماع عمّان التشاوري مع نظام الأسد، فقد أكدت مصادر مُطلعة ان وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد قال لنظرائه العرب في الاجتماع الذي عُقِد في العاصمة الاردنية عمّان مطلع أيار الجاري، إنّ التقدّم في كبح تجارة الكبتاغون يعتمد على الضغط العربي على الولايات المتحدة الأميركية لتخفيف العقوبات.
وربط المقداد بين عودة اللاجئين والحصول على التمويل لإعادة إعمار سوريا. وتحدّثت المصادر أيضاً ان الاجتماع في الأردن كان «مُحْتَدماً الى حدّ كبير» وان الوزراء العرب شعروا بالانزعاج بسبب لهجة المقداد التي تحدّث بها هناك أمام نظرائه العرب.