طريقة ثورية لتجديد أعصاب العين التالفة
استخدم العلماء العلاج الجيني لتجديد الألياف العصبية التالفة في العين، في اكتشاف يمكن أن يساعد على تطوير علاجات جديدة لمرض الجلوكوما، وهو أحد الأسباب الرئيسية للعمى في جميع أنحاء العالم.
ووفق دراسة نُشرت في دورية “نيتشر كومينكيشنز”، طور العلماء نظامًا لزراعة الخلايا بهدف تنمية خلايا المخ وإصلاحِها. وقاموا باستخدام الليزر لإحداث إصابات في تلك الخلايا ثم قاموا بحقنها بأحد البروتينات يسمى البروترودين.
ووجد الباحثون أن زيادة كمية أو نشاط البروترودين في هذه الخلايا العصبية يَزيدُ من قدرتها على التجدد بشكل كبير.
في الجهاز العصبي المركزي للبالغين، لا تتجدد الألياف العصبية بشكل طبيعي بعد الإصابة أو المرض. مما يعني أن الضرر غالبًا ما يكون غيرَ قابلٍ للإصلاح.
وخلال العقد الماضي؛ اكتشف العلماء العديد من الطرق لتحفيز الخلايا العصبية لتتجدَّد وتُصلحَ نفسها؛ إلا أن تلك هي المرة الأولى التي يكتشف فيها الباحثون إن بروتين “البروترودين” يمكن أن يحفز الخلايا العصبية ويحميها من الموت ويساعد في الشفاء من مرض الجلوكوما.
تقوم الخلايا العصبية في شبكية العين، والمعروفة بإسم الخلايا العقدية للشبكية، بتمديد محاورها من العين إلى الدماغ عبر العصب البصري من أجل نقل المعلومات المرئية ومعالجتها. استخدم العلماء ذلك البروتين للتحقق مما إذا كانت لديه القدرة على تحفيز عمليات إصلاح الخلايا التالفة في الجهاز العصبي المركزي.
استخدم الباحثون تقنيةَ العلاج الجيني لزيادة كمية البروترودين ونشاطه في العين والعصب البصري. وعندما قاسوا مقدار التجدد بعد أسابيع قليلة من إصابة العصب البصري، وجد الفريق أن ذلك البروتين مكّن الخلايا العصبية من التجدد، كما لاحظوا أيضًا أن الخلايا العقدية الشبكية محميةٌ من موت الخلايا المبرمَج.
أظهر الباحثون أن هذه التقنية قد تساعد في الحماية من الجلوكوما، وهي حالةٌ مرضية شائعة للعين.
في الجلوكوما، يتضرر العصب البصري الذي يربط العين بالدماغ بشكل تدريجي، وغالبًا ما يرتبط بالضغط المرتفع داخل العين. إذا لم يتم تشخيصه مبكرًا بما فيه الكفاية، يمكن أن يؤدي الجلوكوما إلى فقدان البصر.
لإثبات هذا التأثير الوقائي للبروتين ضد الجلوكوما، استخدم الباحثون شبكيةً كاملة من عين فأر، وزرعوها في طبق زرع خَلَوي. عادةً ما يموت حوالي نصف الخلايا العصبية في شبكية العين في غضون ثلاثة أيام من إزالة الشبكية، لكن الباحثين وجدوا أن زيادة البروترودين أو تنشيطه أدى إلى حماية شبه كاملة للخلايا العصبية في شبكية العين.
Scientific American