أجواء إيجابية توحي بقرب فك أسر رئاسة الجمهورية
اللبنانيون يخترعون الفرح. يبتدعون المناسبات السعيدة. يحتفلون بالساعات الحلوة، لأنهم يحبون الحياة، والتمتع بمباهج ما أنعم الله عليهم من وطن جميل، وطبيعة خلاّبة، ومناخ معتدل، وتنوع ثقافي وحضاري، بالإضافة إلى الإنفتاح على الأمم والشعوب الأخرى، والتكيّف مع التطورات العلمية، ومتطلبات الحداثة الفكرية والإجتماعية.
مناسبة هذا الكلام ما بدأنا نعيشه من أجواء إيجابية توحي بقرب فك أسر رئاسة الجمهورية، وبدء الخروج من هذا النفق المظلم، والإستعداد للإنتقال إلى مرحلة الإصلاحات الجدّية، وإستعادة هيبة الدولة وقدرتها على إعادة لبنان إلى الخريطة العالمية، من خلال الإسراع في بناء خطوات الثقة من جديد مع الأشقاء والأصدقاء.
كانت طفرة إقبال المغتربين في أسابيع أعياد الفصح والفطر نموذجاً مصغراً لما يمكن أن يكون عليه الإزدحام هذا الصيف، خاصة في حال إنجاز الإستحقاق الرئاسي، وتشكيل حكومة قادرة على إتخاذ القرارات الإصلاحية الحاسمة، وعلى فتح باب المساعدات العربية والخارجية لوقف التدهور المالي، وإعادة إنعاش الإقتصاد، وبرمجة عمليات إعادة أموال المودعين في المصارف.
عودة الحياة للحركة العقارية في البلد مؤشر آخر على قرب الإنفراج الموعود في الأشهر المقبلة، لا سيما في حال تحققت «نبوءة» الرئيس نبيه بري في حسم إنتخاب الرئيس العتيد قبل ١٥ حزيران المقبل.
تحسن حركة التحويلات من الخارج مؤشر ثالث على إمكانية عودة الإستثمارات اللبنانية إلى أرض الوطن، إلى جانب تحفز المئات من رجال الأعمال والمستثمرين الخليجيين للإستثمار في لبنان.
يبقى من الأهمية بمكان أن يولي العهد الجديد الإهتمام اللازم بتسريع الخطوات الإنقاذية، ويتجنب الوقوع في مطبات الخلافات الداخلية، وفي مستنقعات الصراعات الشعبوية، ويكرر أخطاء العهد المنصرم في هدر الفرص التي لا تعوّض، وتعطيل مسيرة الحكم بساسات كيدية وأنانية، أدّت إلى وقوع البلد في مهاوي الإنهيارات المدمرة، وسقوط الدولة في دوامة العجز والإفلاس.