إيران وروسيا تعززان تعاونهما التجاري ضمن مساعي الإلتفاف على العقوبات
خطت إيران وروسيا خطوة إضافية في تعزيز التعاون المشترك للالتفاف على العقوبات الغربية المفروضة على كل منهما، بتوقيع اتفاقية لتسريع إنشاء حلقة أساسية في شبكة للسكك الحديد ستسرّع نقل البضائع وتتيح الاستغناء عن ممرات بحرية أبرزها قناة السويس.
وبعد أعوام من النقاش، أبرمت طهران وموسكو اتفاقية إنشاء خط سكك حديد يربط بين مدينتين في شمال شرق إيران، هما رشت وأستارا الحدودية مع أذربيجان والمطلة على بحر قزوين، ما يتيح عمليا الربط التجاري البري بين جنوب شرق آسيا وشمال أوروبا.
وتأتي الاتفاقية في إطار «الممر الدولي للنقل بين الشمال والجنوب» (المعروف اختصارا باسم «خط شمال جنوب») والموقع في مطلع الألفية الثالثة بين روسيا والهند وإيران، ويتيح نقل البضائع برّاً من الأولى الى الثانية مرورا بأراضي الثالثة.
وفي دلالة على أهمية الاتفاقية، حضر حفل توقيعها في طهران الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وعبر الاتصال بالفيديو نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال رئيسي إن الاتفاقية «مرحلة استراتيجية مهمة في التعاون بين جمهورية إيران الإسلامية والاتحاد الروسي»، مشددا على أن «الإمكانات» بين البلدين «هائلة».
وأكد أن الاتفاقية «لا تنحصر في التعاون بين ايران وروسيا بل تصبّ أيضا لصالح دول المنطقة»، وأن الممر «سيكون مفيدا لجميع دول المنطقة وهو يمتد من آسيا الشرقية الى جنوبها ويصل الى القوقاز وشمال أوروبا».
وهدف البلدين الخاضعين لعقوبات تفرضها دول غربية أبرزها الولايات المتحدة، هو انجاز مشروع الممر بين الشمال والجنوب، وهو شبكة من الطرق البرية والبحرية وسكك الحديد بطول 7200 كيلومتر، تتيح للبضائع الروسية بلوغ المحيط الهندي دون المرور عبر ممرات بحرية غربية وقناة السويس.
وقال بوتين في كلمته خلال التوقيع «سيساعد ممر النقل الفريد بين الشمال والجنوب الذي سيكون خط سكة الحديد رشت – أستارا جزءا منه على تنويع تدفقات النقل الدولي بشكل كبير».
واضاف «سيكون لنقل البضائع عبر الممر الجديد ميزة تنافسية كبيرة. وبالتالي فإن تسليم البضائع من سانت بطرسبرغ (روسيا) إلى بومباي (الهند) سيستغرق حوالي 10 أيام. للمقارنة تستغرق الرحلة عبر الطرق التجارية التقليدية 30 الى 45 يوما.