بعيدًا عن «المستقبل».. «معراب» تفتح نافذة على المرجعيات السنّية
منذ ايام بدأت “القوات اللبنانية” جولات على المرجعيات الدينية السنّية استهلتها بلقاء مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس واستكملتها الاسبوع الفائت بزيارة لمفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام.
ولعل الابرز في هذه الجولات التي يقوم بها وفد قواتي يضمّ نواباً ومستشارين ورؤساء مصالح انها تأتي في وقت تمرّ العلاقة بين “القوات اللبنانية” بشخص رئيسها سمير جعجع و”تيار المستقبل” برئاسة الرئيس سعد الحريري بمرحلة ضبابية فرضتها الظروف السياسية الاستثنائية التي يعيشها البلد منذ انطلاق الانتفاضة في 17 تشرين الاول 2019.
ومنذ ذلك التاريخ، بدأ التباعد بالمواقف يفرض نفسه على العلاقة بين المكوّنين، وبلغ ذروته مع عدم تسمية تكتل “الجمهورية القوية” للرئيس الحريري تشكيل الحكومة ومطالبتها بحكومة مستقلّة، رئيساً ووزراء عن الطبقة السياسية القائمة.
ومع اتّساع رقعة التباعد بين الحليفين التقليديين وتصاعد لهجة المواقف بينهما، كان لا بد من مبادرة تفتح كوة في جدار الازمة القائمة، فأتت جولة الوفد القواتي على المرجعيات الدينية السنّية لشرح وجهة نظرها من عدم تسمية الحريري الممثّل الاكبر للسنّة في السلطة، خصوصاً ان ما يجمع الحليفين والجمهورين من مواقف سيادية داعمة للدولة ومؤسساتها اكبر بكثير مما يُفرّقه استحقاق حكومي من هنا وتصاريح ظرفية من هناك.
وفي الاطار، اوضح رئيس مكتب التواصل مع المرجعيات الروحية في حزب “القوات اللبنانية” انطوان مراد “ان هذه الجولات تأكيد على الدور الوطني للقوات وإنفتاحها على معظم المكوّنات، خصوصاً بعض التساؤلات التي طُرحت حول علاقة الحزب بالساحة السنّية بعد التباينات في المواقف مع الرئيس الحريري و”تيار المستقبل”.
ولفت الى “اننا لا نريد ان تعتري علاقتنا بالسنّة في لبنان اي خلل بمعزل عن بعض التباينات مع الرئيس الحريري التي نعتبرها ظرفية ولا تشمل كل العناوين الاساسية المتّفق عليها، علماً ان التواصل مع الرئيس الحريري الى تحسّن نسبي”.
وقال “ما يجمعنا كـ«قوات» مع الطائفة السنّية اكبر بكثير من التباينات الظرفية. فنحن وإيّاهم على نفس الموجة وطنياً وسيادياً، وهم كانوا في طليعة من نادى بلبنان اولاً بعد ثورة الارز في العام 2005، من هنا قررنا كحزب تنظيم زيارات للمرجعيات السنّية التي تُمثّل معظم المكوّنات”.
واشاد مراد بزيارة مفتي طرابلس تحديداً الذي “يُمثّل اكبر مدينة تحتضن الوجود السنّي”، مشدداً على “اننا حريصون على العلاقة مع اهل طرابلس، واتّهامهم بالتطرّف باطل وساقط، فهم منفتحون واقلية قليلة جداً منهم ليست كذلك، وهذا امر موجود في معظم الطوائف”.
واوضح رداً على سؤال “اننا طوّرنا علاقتنا بالرئيس الحريري بدليل اننا لم نُسمِ احداً في الاستشارات النيابية المـُلزمة بعدما كنّا سمّينا السفير نواف سلام، كما ان الدكتور جعجع اكد انه اذا نجح في مهمته بتشكيل حكومة مستقلّين كما يريد سيكون من اوّل الداعمين له، واعلن منذ ايام ان الرئيس المكلّف هو الوحيد الذي يجهد من اجل تشكيل حكومة كهذه”، مشيراً الى “ان هذه الاشارات تؤكد انفتاحنا على الرئيس الحريري والساحة السنّية”.
اما عن اجواء المرجعيات السنّية التي جالوا عليها، لفت مراد الى “ان زيارة مفتي البقاع الشيخ خليل الميس كانت ناجحة جداً شكلاً ومضموناً، حيث شارك فيها حشد من العلماء والمشايخ، والمفتي الميس رحّب بنا خير ترحيب، والمشايخ اكدوا اهمية العلاقة التي تربط القوات واهل السنّة، كما ان اللقاء مع مفتي طرابلس كان ممتازاً، فهو شخص مُنفتح جداً وارسل تحياته للدكتور جعجع، منوّهاً بالزيارة، ومؤكداً ان العلاقة مع القوات هي علاقة تعاون ومحبة من اجل الوطن”.
واعلن مراد “ان جولات القوات على المرجعيات الدينية السنّية ستُستكمل في الايام المقبلة لتشمل مختلف المناطق، سواء في الجنوب او عكار على ان تتوّج بزيارة الى دار الفتوى ولقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان”.
المركزية