الأدوار الصعبة في الدراما.. الموهبة أوّلاً
تقديم الأدوار الصعبة تبرز القدرات التمثيلية، ويعتبرها الممثّلون المحترفون تحدياً كبيراً، وهذا سبب حرصهم على إختيار الأدوار بحسب أهميّتها في مجريات المسلسل، إضافة إلى تجنّبهم حصرية تقديم شخصيّات معيّنة سبق لهم أن قدّموها في أعمال السابقة. بالمقابل فإنّ صناعة ممثّل ناجح أكيد مستحيلة في حال غياب الموهبة والشغف والجدّية في العمل على «بناء» الشخصيّة في سبيل «إقناع» الجمهور بالدور الذي يقدّمه الممثّل. طرحنا هذا السؤال على نجمات في عالم الكتابة والتمثيل والإخراج: ما هي المعايير التي يتوجّب أن يمتلكها الممثّل حتى يتجرأ على تقديم الأدوار الصعبة؟ ومن يصنع النجاح: الدراسة الأكاديمية أو شركات الإنتاج؟ وأجمعت الردود على إعتبار أنّ أهم معيار لتحقيق النجاح هو إمتلاك الموهبة والكاريزما، وطبعاً الحصول على الفرص للظهور ونصوص جيّدة، وشركات إنتاج، ومخرج يجيد إدارة الممثّل ويكون بمثابة العين الثالثة لتحفيز الممثّل على تقديم أفضل إمكانياته.
*كلوديا مرشليان: أهم معيار لتحقيق النجاح في تقديم الأدوار الصعبة هو إمتلاك الموهبة، فالأدوار الصعبة لا تعني أداء دور غرام أو رومانسي أو دور البطولة الأوّل، وهي لا تنحصر كذلك بعمر معيّن أو بشكل خارجي جميل، وهي تسهّل كذلك تقديم الأدوار المركّبة والصعبة «لأنّو ما في لعب». ومفروض أن يدرك الممثّل كيفية الإمساك بالشخصية من الحلقة الأولى وحتى الأخيرة. وبخصوص الشقّ الثاني من السؤال، برأيي أنّ العمل في مجال التمثيل اليوم أصبح علاقات عامة، وتتداخل فيه البروباغندا والدعم وتلقّي العروض والفرص. وطبعاً الدراسة الأكاديمية مفيدة، ولو أنّ معظم الممثّلين الموهوبين نجحوا من دون دراسة أكاديمية، ولكن طبعاً إقتران الموهبة بالدراسة أمر مهم جداً، ولكنّه ليس مقياساً، إذ قد يتخصّص في التمثيل ولا ينجح، لأنّ الشاشة حسّاسة إزاء الكاريزما، ومن هذا المنطلق يحظى البعض بالقبول على عكس آخرين، وهي في صلب شخصية الممثّل، ولا علاقة لها بجمال الشكل الخارجي، لأنّ ليس كلّ ممثّل جميل يعني أنّه ناجح. أيضاً شركات الإنتاج تساهم في صناعة النجاح، ولكن الأهم هو الحصول على الفرص للظهور، وأعني بذلك أنّ الشخص قد يمتلك كل مقوّمات الممثّل الناجح ولكنّه لن يحقّق الشهرة إذا لم تتوفّر له الفرص للمشاركة في أعمال يبرز فيها إمكانياته.
*هند باز: أهمّ شيء هو أن يحب الممثّل دوره حتى يقدّمه بسهولة مهما كان صعباً، وأكيد يجب أن يكون لديه موهبة، وأن يدرس الشخصية، ويخترع لها ماضياً، ويبحث لها عن تفاصيل غير موجودة في النص، حتى تصبح كأنها هاجساً يفكّر فيها دائماً لتقديمها بالشكل الأفضل. وطبعاً الدراسة الأكاديمية مهمة جداً لأنّها تمكّننا من أدواتنا التمثيلية، وتضعنا على الطريق الصحيح، ولكن في غياب الموهبة، لا أحد يستطيع صناعة ممثّل ناجح لديه الإحساس والشغف. أيضاً الممثّل بحاجة إلى فرص ونصوص جيّدة، وإلى شركات إنتاج تقدّم للممثّل أدواراً يبرع بها، وإلى مخرج يكون بمثابة العين الثالثة للممثّل لتحفيزه على تقديم أفضل إمكانياته.
*رندلى قديح: الأدوار الصعبة متشعبّة الأنواع، بعضها يتعلّق بالشكل الخارجي، وبعضها الآخر بالإحساس والنفسية. والمفروض التحلّي بالخبرة والشخصية القوية والثقة بالقدرات التمثيلية، وحتى جمال الشكل الخارجي أيضاً هو معيار مساعد. وبرأيي الدراسة الأكاديمية مهمّة جداً لأنّها تعلّم قواعد التمثيل بمدارسه المتعدّدة، والموهبة أيضاً مهمّة، بدليل أنّ كثراً تخصّصوا في مجال التمثيل، ولم ينجحوا لأنّهم لا يملكون الموهبة، وبالمقابل البعض لم يدرسوا التمثيل ولكنّهم نجحوا لأنّ لديهم الموهبة «واشتغلوا على حالهم». وطبعاً شركات الإنتاج تتعامل مع الناجح والموهوب، والحظ يلعب دوره إذا كان المسلسل تكتمل فيه كل عناصر النجاح من نص وإنتاج وغيرها من الأمور.
*أنجيلا مراد: ليس هناك دور صغير أو كبير، ولا يمكننا التحدّث عن دور جريء أم لا، بل يجب أن نتحدّث عن ممثّل مُتمكّن من أدواته جيداً وأسلوبه ومشاعره في التمثيل أثناء تجسيد أي دور، وذلك لإحياء الشخصية المسندة إليه على الورق، وتحويلها إلى شخصية من لحم ودم بكل تفاصيلها ومشاعرها. لا علاقة للدراسة الأكاديمية في أن يكون الممثّل ناجحاً أم لا، فهي ليست معياراً للنجاح، فقط صاحب الموهبة والكاريزما، والمحافظ على ملامحه الطبيعية التي تميّزه عن سواه بعيداً عن عمليات التجميل، ويمتلك نبرة صوت مميّزة ويجيد إستخدامها، بالإضافة إلى العمل الدائم من أجل تطوير مهاراته، ومع الخبرة يصنع الممثّل نجاحه ويتفرّد بأسلوبه، ويصنع نجاحه مخرجاً يجيد إدارة الممثّل، ومتمكّناً من أدواته، بالإضافة إلى كاتب يطرح أفكاراً وقضايا تحاكي الواقع والخيال. أما بالنسبة لشركات الإنتاج فكما هو الحال اليوم، يمكنها أن تصنع نجماً من أيّ شخص لا يتميّز بأيّ صفات أو موهبة، أو حتى «فاشل»، ولكن لا يمكنها أن تصنع منه ممثّلاً «ناجحاً»، فالنجومية شيء، والنجاح شيء آخر.
فدوى الرفاعي