ميقاتي في اللقاء الوزاري: القرار للقضاء اللبناني

ميقاتي في اللقاء الوزاري: القرار للقضاء اللبناني

ايا تكن المعطيات المعلنة وغير المعلنة لوقائع الاجتماع الحكومي الذي عقد امس في السراي بدعوة من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وخصص للبحث في مصير حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وتقرر بنتيجته عقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة المقبل ، فالثابتة الوحيدة تبقى ان سمعة لبنان المالية في العالم باتت في الحضيض واعادة بنائها يستلزم عقودا. والاخطر ان الموسى بعد مذكرة التوقيف الفرنسية المبلغة الى الانتربول بدأت تفعل مفاعيلها البالغة السلبية، في ضوء ما يتردد من معلومات عن اتجاه مصارف مراسلة الى وقف التعامل مع بنوك لبنانية، في وقت تتمدد مؤسسات مالية غير مرخصة على مساحة الوطن في دويلة العراضات العسكرية الضاربة عرض الحائط دولة السيادة والقانون.

الخوري… فليستقل

ساعات قبل الاجتماع الحكومي، أعلن وزير العدل في حكومة تصريف الاعمال هنري خوري تعليقا على المذكرة القضائية بحق الحاكم ان «ما نخشاه ان يتدحرج الوضع وان تقوم دول أوروبية أخرى  بنفس الخطوات الفرنسية لذا يجب ان يُدرك الحاكم الوضع ويستقيل».

امكان الطعن

وفي السياق، قال خبير قانوني مالي لـ»المركزية» ان الجهة الوحيدة التي تملك حق الغاء مفعول البطاقة الحمراء، هي الدولة التي طالبت الانتربول باصدارها، بيد ان ثمة احتمالات اخرى واردة من بينها العودة الى محكمة الانتربول الداخلية، عبر تقديم  الشخص الصادرة في حقه البطاقة الحمراء طعنا بقرارالمحكمة الفرنسية، مثبتاً ان  خلف صدورها اهدافا سياسية. اما في لبنان فلا مفعول  لنتائج البطاقة، الا انها توجب على السلطات القضائية المحلية استدعاء الحاكم وتبليغه، في موازاة ابلاغ فرنسا ان رياض سلامه موجود في لبنان. آنذاك يطلب  المدعي العام اللبناني الملف من فرنسا ويطلع على ما فيه. فاذا تبين ان الجرم المنسوب للحاكم في فرنسا غير معاقب عليه في القانون اللبناني يحفظ الاوراق. اما العكس فيوجب الادعاء اللبناني على الحاكم. ذلك ان لا ارتباط بين المسارين الغربي واللبناني قانونيا، ولكل دولة قانونها الجزائي.فالقانون اللبناني ليس كالفرنسي في الجزاء، لذلك سيدرس القضاء الفرنسي الملف وفق القانون الفرنسي. ويشير  الى ان قرار المحكمة الفرنسية قابل بدوره للطعن وثمة اكثر من مسلك في القانون الفرنسي لتعطيل قرار قاضي التحقيق، قد يلجأ اليه محامو رياض سلامه في باريس.

الاستنابات

ليس بعيدا، كلف قاضي التحقيق الاول في بيروت شربل ابو سمرا وانفاذاً للاستنابة القضائية الفرنسية فصيلة الاشرفية وفصيلة انطلياس تبليغ كل من رجا سلامة وماريان حويك موعد جلسة باريس في 10 حزيران المقبل . من جانبها، اشارت معطيات اعلامية الى ان القضاء الفرنسي حدد جلسة لرجا سلامة في 31 آيار ولمساعدة حاكم مصرف لبنان ماريان حويك في 13 حزيران المقبل.

ميقاتي والسيادة

وسط هذه الاجواء، بقيت مناورة حزب الله العسكرية في الجنوب امس، في الواجهة. في هذا الاطار، وبعد نحو 24 ساعة من الصمت الرسمي، تطرق رئيس الحكومة الى الاوضاع في الجنوب، خلال استقباله  المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا امس في السراي، مشددا «على التعاون القائم بين الجيش وقوات اليونيفيل ضمن منطقة عمليات الامم المتحدة، والتزام لبنان القرار الدولي الرقم 1701». وطلب «أن يبذل مجلس الامن الدولي جهوده لتثبيت وقف دائم لاطلاق النار في الجنوب والضغط على اسرائيل لوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية».  وردا على استفسار فرونتسكا عن المناورة التي قام بها حزب الله ،  قال ميقاتي «إن الحكومة اللبنانية ترفض اي مظهر يشكل انتقاصا من سلطة الدولة وسيادتها، الا ان الاشكالية المتعلقة بموضوع سلاح حزب الله  تحديدا ترتبط بواقع يحتاج الى وفاق وطني شامل، وهو أمر  يجب ان يكون من اولويات المرحلة المقبلة. وفي الوقت الحاضر فأن الحكومة تشدد على الحفاظ على الاستقرار الامني على كامل الاراضي اللبنانية وعدم القيام باي عمل يتسبب بزعزعته».

فرونتسكا

وتم خلال الاجتماع البحث في التطورات الراهنة في لبنان ونتائج القمة العربية في ما يتعلق بالوضع اللبناني، لجهة التشديد على قيام القيادات السياسية والنواب اللبنانيين بدورهم في انتخاب رئيس جديد للبنان واجراء الاصلاحات المطلوبة.  وبعد اللقاء قالت فرونتسكا «عرضنا نتائج قمة جدة بما يخص لبنان وتبادلنا الآراء حول الفرص الجديدة التي يمكن ان يستفيد منها، ونحن نشجع دائما على انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن لمساعدة لبنان وشعبه، وما يهمنا هو استقرار لبنان».

ترنّح المفاوضات

وسط هذه الاجواء، الملف الرئاسي يراوح سلبا سيما غداة ترنح المفاوضات بين التيار الوطني الحر والمعارضين، بعدما اعلن امين سر تكتل لبنان القوي النائب الان عون ان « لا اتفاق مع المعارضة على مرشح بوجه الثنائي الشيعي إلا اذا كان من داخل تكتل «لبنان القوي» لأنه لا يعتبر حينها استهدافاً لهم أما الاتفاق على مرشح مستقل فيحتاج الى توافق مع الثنائي»، مضيفا «مخطئ من يطمح الى استخدام «التيار» لضرب خصمه وهدفنا أن نكون جسر تواصل بين الفريقين وعدم ترشيح التكتل أي اسم هو من باب التسهيل».

الفاتيكان للانتخاب

وفي ظل هذه المعطيات وبينما رئيس التيار النائب جبران باسيل سيلتقي مستشار الرئيس الفرنسي باتريك دوريل في باريس، استهل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب زيارته لروما بلقاء مع أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين. وقد تناول البحث الاوضاع والتطورات في الشرق الاوسط وأزمة الشغور الرئاسي في لبنان وكيفية حلّها.

الالتزام بقرار القضاء اللبناني

علم أن اللقاء التشاوري بحث باستفاضة مذكرة الإنتربول بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وتمّ الاتفاق على حماية مؤسسات الدولة والالتزام بما يقرره القضاء اللبناني.

ورأى المجتمعون وجوب اعطاء الاولوية لكل ما من شأنه حماية مؤسسات الدولة الرسمية وفي طليعتها مصرف لبنان والالتزام المطلق بما سيقرره القضاء اللبنانية في هذا الشأن، مهيبين بالجميع التحلي بالمسؤولية وتغليب المصلحة العامة الدولة وحماية مؤسساتها على المصلحة الشخصية».

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً