قبل ساعات من سريان الهدنة.. غارات واشتباكات في الخرطوم
تجددت الاشتباكات صباح امس بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق مختلفة من الخرطوم. وقال الجيش أمس إنه سيطر على 3 مناطق وسط العاصمة، بينما دخل مساء وقف جديد لإطلاق للنار حيّز التنفيذ بناء على اتفاق جدة الذي تضمن آلية مراقبة دولية بإشراف سعودي أميركي.
وسمعت أصوات انفجارات وسط الخرطوم وبعض أحياء وسط وجنوب مدينة أم درمان، وأشار إلى تحليق كثيف للطائرات الحربية وسماع أصوات المضادات الأرضية من مواقع قوات الدعم السريع في عدد من أحياء جنوب أم درمان.
ونقلت وكالة رويترز عن سكان في الخرطوم امس أن ضربات جوية وقعت في الخرطوم وأم درمان وبحري، وهي المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم، وأضاف السكان أنه أمكن سماع دوي اشتباكات في وسط العاصمة.
ويجد الجيش السوداني صعوبة في طرد قوات الدعم السريع من مواقع إستراتيجية وسط العاصمة، ومن أحياء استولت فيها على مبان مدنية.
غير أن الإعلام العسكري التابع للجيش أورد -مساء أمس- مقاطع فيديو لسيطرة الجيش أمس الأحد على منطقة السوق العربي ومناطق الرميلة وأبو حمامة وسط الخرطوم.
وأوضح ضباط تحدثوا في مقاطع الفيديو أن «قوات الجيش سيطرت تماما على منطقة السوق العربي والمناطق المجاورة والتي تقع جنوب القصر الرئاسي بالخرطوم».
وفي بيان له أمس، قال الناطق الرسمي باسم الجيش إن الموقف العملياتي مستقر بجميع أنحاء البلاد، عدا مناوشات مع «المليشيا المتمردة بأجزاء من العاصمة».
وأضاف الناطق العسكري أن قوات الجيش «وجهت ضربات لتجمعات من المليشيا المتمردة شمال ووسط الخرطوم بحري وجنوب الخرطوم، نتج عنها تدمير عدد كبير من السيارات المسلحة والشاحنات المحملة بالذخائر، وقتلى وجرحى من المتمردين».
ولم يرد من «الدعم السريع» حتى الساعة أي بيان يتحدث عن الوضع في المناطق الثلاث التي قال الجيش إنه سيطر عليها.
وقالت نقابة أطباء السودان أمس إن عدد القتلى في صفوف المدنيين جراء القتال الدائر ارتفع إلى 863، وذلك بعدما أودت الاشتباكات بين طرفي الصراع في مدينة نيالا الواقعة بإقليم دارفور (غرب) إلى سقوط 28 قتيلا في 3 أيام (من 18 إلى 20 الحالي).
وقالت الأمم المتحدة إن الاشتباكات الدائرة في السودان شردت نحو 1.1 مليون شخص من ديارهم، سواء داخل البلاد أو إلى الدول المجاورة، مما أجج أزمة إنسانية تهدد بزعزعة استقرار المنطقة، كما حرمت ملايين السودانيين من الرعاية الصحية.
من ناحية أخرى، أكد بيان سعودي أميركي أمس أن اتفاق وقف النار بالسودان سيدخل حيز التنفيذ في 9:45 ليلا بتوقيت الخرطوم (11:45 ليلا بتوقيت غرينتش)، وهو الاتفاق الذي وقعه ممثلون عن الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية أول أمس.
وأضاف البيان أن الاتفاق ستدعمه آلية مراقبة مدعومة دوليا من السعودية والولايات المتحدة، وذلك لأول مرة منذ بدء المواجهات بين الجيش و»الدعم السريع» منتصف نيسان الماضي. ووفقا لنص اتفاق جدة، ستتولى لجنة (مؤلفة من 3 ممثلين عن كل من طرفي
طرفا الصراع بالسودان وقعا في جدة قبل يومين اتفاق وقف إطلاق النار يستمر 7 أيام (رويترز)
وقال البيان السعودي الأميركي إن وقف النار «يمكن تمديده بموافقة الطرفَين» وأوضح أن طرفي النزاع اتفقا أيضا على «إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانيّة، واستعادة الخدمات الأساسيّة وسحب القوات من المستشفيات والمرافق العامة الأساسية» كما اتفقا على تسهيل المرور الآمن لمقدمي المساعدات الإنسانية، مما يسمح بتدفق المساعدات دون عوائق من موانئ الدخول إلى السكان المحتاجين.
وقد أعلن طرفا النزاع في السودان التزامهما بالهدنة المرتقبة، وفقا لاتفاق جدة الجديد، وقال المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله إن الاتفاق في جدة سيقتصر على الترتيبات الخاصة لحماية المدنيين والمستشفيات، ولا يتطرق للقضايا السياسية.
في حين، وصف يوسف عزت المستشار السياسي لقائد قوات الدعم السريع اتفاق وقف إطلاق النار في جدة بأنه خطوة جيدة وإيجابية، وأضاف أن جديد هذه المفاوضات يتلخص في ضرورة تشكيل لجنة لمراقبة وقف إطلاق النار، وقد تم إقرارها في الاتفاق الأخير.
وقال مصدران دبلوماسي مطلع وآخر رفيع في قوات الدعم السريع للجزيرة إن ممثلين لوفدي الجيش و»الدعم السريع» المشاركين في مفاوضات جدة سيظلان في جدة، إلى جانب عدد من الوسطاء من أجل ترتيب إدخال المساعدات الإنسانية، والتأكد من الالتزام بوقف إطلاق النار.
واتفاق وقف إطلاق النار يُضاف لسلسلة من الهدن التي لم تصمد في السودان، إذ اتفق الطرفان على ما يقرب من 12 هدنة خرقت كلها بعد دقائق على دخولها حيز التنفيذ.