مفاوضات المعارضة و”التيار” تتقدّم نحو أزعور
ملف دولرة المساعدات للنازحين في السراي
على رغم بعض المظاهر الإيجابية التي طفت على سطح الأزمة الرئاسية امس، من خلال تراجع وتيرة السجالات الحادة واستئناف حركة السير على خطوط المواصلات السياسية بين التيار الوطني الحر واطراف المعارضة، إلا أن هذه المفاوضات لم تتجاوز بعد حدود “القشرة الخارجية”، وتبقى محدودة بل على مستوى التسريع في الاستحقاق، وذلك في انتظار اعلان رسمي من الطرفين عن الاتفاق يفترض ان يتظهر مصيره خلال اليومين المقبلين والانتقال بعدها الى مرحلة خطوات الثنائي الشيعي ازاء الانجاز هذا وما اذا كان سيمضي بمعركته داعما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ام يقدم على مبادرة ما سواء منه أو من مرشحه، تكسر الحلقة المفرغة.
تقدّم المفاوضات
وفي انتظار اي جديد “علني” على الضفة الرئاسية، أفيد عن تقدّم في المفاوضات بين المعارضة والتيار الوطني الحر، يبقى التثبت من صحّته. في السياق، افادت المعلومات ان قنوات التواصل بين التيار ومختلف مكونات المعارضة فتحت على مصراعيها، في الساعات الاخيرة فكان تواصل كتائبي بين رئيس الحزب النائب سامي الجميل ورئيس التيار البرتقالي النائب جبران باسيل من جهة، وقواتي – برتقالي بين النائبين فادي كرم وجورج عطاالله، واطراف من التغييريين والمستقلين من جهة ثانية، وسجلت بضع خطوات ايجابية عبرت عنها مشاركة الوزيرة السابقة النائبة ندى البستاني مع وفد المعارضة في زيارتهم الفرنسية وبيان المجلس السياسي الاخير للتيار، نجحت حتى الساعة في تعبيد درب الاتفاق على وزير المال السابق جهاد ازعور، من دون بلوغ نقطة النهاية، ذلك ان المفاوضات تتقدم لكنها لم تنته، والخشية تبقى قائمة من امكان الوصول الى طريق مسدود، استنادا الى التجارب السابقة في المفاوضات مع التيار، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
الحوار ايجابي
ليس بعيدا، أكد “التيار الوطني الحر” في بيان، أن “موقف التيار من الحوار مع المعارضة، وكافة الكتل، هو إيجابي منذ تموز الماضي”. وأضاف “ما تغيّر هو الايجابية بالحوار التي ظهرت عند “الكتل المعارضة” التي بدأت تترجم بتوافق على الاسماء، على ان يسري قريباً على المقاربة والبرنامج، وعلى امل ان تطال هذه الايجابية كافة الكتل، كي يتمّ التفاهم على رئيس اصلاحي مستقل يجمع اللبنانيين على برنامج اصلاحي سيادي ينقذ لبنان الكيان ويبني لبنان الدولة”.
جعجع والتعطيل
رئاسيا ايضا، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أن الاستحقاق الرئاسي “عالق” بفعل التعطيل، لذا “المطلوب اليوم قبل الغد إعادة فتح ابواب المجلس والدعوة الى جلسة انتخاب في أسرع وقت ممكن، باعتبار أن التعطيل لن يزيد من فرص أي مرشح، بل سيفاقم الازمة ويضيّق الخناق على اللبنانيين”. موقف جعجع جاء خلال عرضه في معراب، لمستجدات الساحة اللبنانية والاقليمية مع سفير استراليا لدى لبنان اندرو بارنز .
دولرة المساعدات
وسط هذه الاجواء، بقيت قضية دولرة مساعدات السوريين في لبنان تتفاعل. في السياق، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، “أننا رفضنا إعطاء اللاجئين السوريين المساعدات بالدولار لأن الشعب اللبناني رافض لهذا النزوح وهو يقارن بين المساعدات التي يحصل عليها النازحون والمساعدات البسيطة التي يحصلون عليها كلبنانيين”. كما شدد على “أننا نعمل لتحريك عجلة عودة النازحين السوريين الى بلدهم”، مطالبا بأن “تُدفع المساعدات النقديّة في سوريا لتشجيع النازحين على العودة”.
صيغة بناءة
الى ذلك، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا في السراي الحكومي. وقال ريزا بعد الاجتماع “التقيت ميقاتي وكان اجتماعنا مثمرًا، وكنت قد اجتمعت باكرًا مع وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، وتطرّقنا الى ما يتم تداوله في الاعلام في ما يخص المساعدات للاجئين السوريين، وسنعمل مع مفوضية شؤون اللاجئين ومع برنامج الأغذية العالمي على وضع صيغة بناءة للتقدم في هذا الموضوع، وفق تطلعات رئيس الحكومة والدولة اللبنانية”.
مجلس وزراء
في الاثناء، غابت هذه القضية ومعها ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة عن جدول اعمال جلسة مجلس الوزراء في السراي. فقد انعقد مجلس الوزراء قرابة الثالثة برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي، بحضور 16 وزيرا، وعلى جدول اعماله 72 بندا وقد حضر الجلسة وزيرا السياحة وليد نصار الذي غادر الجلسة لاحقا، والمهجرين عصام شرف الدين.
يعطلون ويتباكون
وخلال الجلسة قال ميقاتي: “انعقاد مجلس الوزراء وتسيير العمل الحكومي لابقاء دورة المؤسسات قائمة ليس استفزازا ولا ضربا للميثاقية والشراكة والدستور، كما يزعم البعض، بل ان ضرب الدستور والشراكة يتمثلان في اعتماد نهج التعطيل المتعمد والمتعدد الاشكال ومنذ سنوات وهدر الوقت لاهداف شخصية. من السهل جدا ان نتخذ قرار الاعتكاف ولكن هل هذا الخيار لمصلحة البلد؟”.
اجتماع غير دستوري: وغداة انتقاد باسيل الجلسة، اكد جعجع عبر تويتر ان “اجتماع الحكومة اليوم غير دستوري لأن أكثرية بنود جدول أعمال هذه الجلسة ليست ملحّة وغير طارئة”.
الحزب ارهابي: في المواقف، أكد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية سامويل وربيرغ في حديث صحافي أن “قرار انتخاب رئيس الجمهورية يجب أن يكون بيد الشعب اللبناني ولن نتدخل”. ولفت إلى أن “لا يمكن عودة النازحين السوريين بسبب الظروف غير المناسبة والقرار يجب أن يكون بيد النازحين”. من جهة ثانية، أشار وربيرغ إلى “أننا نشجع دور جامعة الدول العربية ولكن لا نتفق مع قرار السعودية بتطبيع العلاقات مع سوريا”، موضحا أن “لدينا رؤية أخرى عن السعودية ولكن لدينا نفس الأهداف”. وتابع “نعتبر حزب الله منظمة إرهابية وليس لدينا أي تواصل معه”، مشددا على “أننا نريد الاستقرار في لبنان”.