شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – النزوح بين الحكي والفعل
كي لا تبقى أزمة النزوح السوري تراوح في «الكلام بكلام»، ولأن السلطة مقصّرة جداً في التصدّي لهذه المعضلة المرشّحة الى تصعيد وتداعيات على قدر كبير من الخطورة الموصوفة، ولأن هذا الهمّ يأكل مع اللبنانيين في الصحن، قرّرت البطريركية المارونية ألّا تكتفي بعظات صاحب النيافة والغبطة البطريرك الراعي، فكان ثمة حراك جدّي وصل الى أن يستضيف المركز الكاثوليكي للإعلام، من صباح يوم الثلاثاء المقبل الواقع فيه 30 أيار الجاري الى مسائه، «ورشة علمية متخصصة» ينظّمها «منتدى الفكر الوطني» تحت عنوان «خدمةً لسوريا وللبنان»: إحصاءات وتداعيات، وآليات الحلول والعودة.
ستشارك في هذه الندوة نخبة مفكرين، من مختلف الأطياف اللبنانية، يغوصون في قضية النزوح السوري الى أعماقها ويتناولونها من جوانبها كافة، كما يتضح من التفصيل الآتي:
يفتتح الندوة سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري مفصّلاً محاور الورشة، ليعقبه المحامي وليد غيّاض قارئاً مقطعاً من مذكرة البطريرك الراعي حول النزوح السوري، تليه الدكتورة منى رسلان متحدثةً في الهوية الإنسانية للنازحين. أما المحامي عمر زين فيتناول الموضوع من الناحية القانونية. ويتطرق المهندس عبدالله ريشا الى الملف السياسي للنزوح. ويعالج الدكتور نبيل سرور التداعيات الاجتماعية والتربوية والاقتصادية للنزوح.
وبينما تتحدث الدكتورة ليندا غدار عن تداعيات النزوح السوري الأمنية، يتعرض الدكتور مصطفى الحلوة الى تداعياته على العلاقات الإنسانية اللبنانية – السورية. ويتناول الدكتور باسم الراعي ظاهرة المهاجرين والمهجَّرين العالمية.
اما الدكتور علي فاعور فيدخل في مسألة النزوح السوري والمعادلات الديموقراطية إخلالاً وتوازناً والتداعيات المستقبلية.
وبموجب بطاقة الدعوة فثمة نقاشات، قبل أن تنتهي الورشة بتوصيات، وآليات المتابعة.
ونحن على معرفة وثقة بأن بكركي ستتابع، لتنأى بهذه المعضلة الكبرى من سوق المزايدات الى رحاب الحلول. طبعاً هنا يأتي دور السلطة، اذا كان ثمة سلطة في هذا البلد البائس. والأمل أن يتعامل المعنيون في لبنان وسوريا مع التوصيات، المرتَقَب إصدارُها عن الندوة، بما تستحق من أهمية، وبقَدْر خطورة هذه المعضلة المرشّحة الى تفاقم كارثي بكل ما للكلمة من معنى، إذا لم تُتَدارك، سريعاً، بالحلول، واذا لم تتوقف الضغوط الأميركية والأوروبية والأممية، وإذا لم يبادر الجانبان الرسميان اللبناني والسوري الى التصدّي للأزمة بمسؤولية كاملة.