الابتزاز ليس من ضمن القاموس الكراميّ يا غسان
كتب علاء جليلاتي
من المؤسف ان يعتمد الاعلامي الصديق غسان ريفي، صاحب موقع “سفير الشمال”، هذه الاساليب المكشوفة والبائدة (باعتبار إنها من عصر مضى)، في هجومه غير المبرر على النائب فيصل كرامي.
بل لربما هو هجوم مبرر اذا اخذنا في الاعتبار ان محور هذا الهجوم هو “التطبيل” لنجيب ميقاتي الذي اطلق عدداً من الاصوات الاعلامية التي “يمون” عليها لكي تنفّذ هذه الهجمة على النائب كرامي، والتي من بينها صاحب موقع “سفير الشمال”.
والغريب ان ميقاتي يتعمّد عدم الرد على كرامي عبر مكتبه الاعلامي او مستشاريه المعلنين، مرتكباً بذلك “غلطة الشاطر” حين يكشف جزءاً من اعلامه السرّي واضعاً اياه في “بوز المدفع”.
تضمّنت مقالة غسان ريفي جملة من الاتهامات والمغالطات التي ساقها بأساليب ملتوية وغير بريئة لكنها مفضوحة بالنسبة الينا وبالنسبة الى معظم الناس.
وسأكتفي بالإشارة الى النقاط التالية:
اولاً، محاولة الايقاع بين النائب فيصل كرامي وبين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، تدعو الى الضحك ولا تستحق الرد. (خيّط بغير هالمسلّة يا غسان).
ثانياً، محاولة الايقاع بين كرامي وبين حلفائه، وبعضهم من اعضاء التكتل النيابي الذي أعلن كرامي عن ولادته قبل ايام، هي محاولة “ولاّدية” جداً وهي ايضاً لا تستحق الرد.
ثالثاً، استنتاج ريفي بأن كرامي يدلي بمواقف ملتبسة يمكن ان يُفهَم منها ان لا مشكلة لديه بالانفتاح على نواب القوات اللبنانية، هو استنتاج لا يليق بصحافي محترف.
رابعاً، كذلك الامر، استنتاج ريفي بأن كرامي يمارس عملية ابتزاز لحزب الله، هو استنتاج غريب جداً لمن يُفتَرَض به انه يعرف جيداً فيصل كرامي وطرق فيصل كرامي في العمل السياسي. (الابتزاز ليس من ضمن القاموس الكراميّ يا غسان).
خامساً، في هذا السياق لا يمكنني ان أصف محاولة الاعلامي ريفي في استثارة الشارع السنيّ في طرابلس وفي كل لبنان ضد فيصل كرامي سوى انها محاولة “مقرفة”. عيب!
سادساً، لا بدّ ان الفت انتباه الزميل غسان الريفي الى الخطأ الذي اقترفه في السطر الاول من مقالته عندما أطلق على التكتل النيابي الذي يضمّ خمسة نواب اسم “تكتل الوفاق الوطني”، والاسم الصحيح هو “تكتل التوافق الوطني”.
سابعاً، كما الفت انتباه غسان الى وجود عدد من الاخطاء في قواعد اللغة العربية في مقالته، ولربما وقع بها بسبب السرعة والّا فإن عليه ان يتدارك الامر بتحسين وتحصين لغته العربية.
ثامناً، يراودني سؤال بسيط: لماذا انتظر غسان ريفي يومين لكي يقدّم لنا تحليله لبيان “تكتل التوافق الوطني” الذي تلاه النائب كرامي باسمه وباسم رفاقه في التكتل وبحضورهم؟ من الواضح ان هذا التأخير مرتبط بالانتقاد الحاد الذي وجّهه النائب كرامي للرئيس نجيب ميقاتي، وبالتالي فإن مقال ريفي لا علاقة له فعلياً بكل ما يتعلق بالتكتل، وانما يهدف الى الاقتصاص من كل من ينتقد أداء “الزعيم المفدّى” و”المحسن الكبير” وصاحب المليارات التي تتكلّم السيد الرئيس نجيب ميقاتي.
تاسعاً، اللعب على وتر حسّاس في المجتمع اللبناني عموماً ولدى الطائفة السنّية خصوصاً عبر اتهام كرامي بالنيل من موقع رئاسة الحكومة، يتطلّب بعض التوضيح، وهو ان انتقاد أداء ومواقف رئيس مجلس الوزراء في لبنان، يشي بأن كاتب المقال (وعذراً يا غسان على صراحتي) يحتاج الى قراءات موسّعة في الدستور وفي طبيعة اللعبة السياسية في لبنان، كما يشي بأن كاتب المقال يعتبر ان انتقاد نجيب ميقاتي حصراً هو خط احمر، والاخطر ان هذه المنطلقات تتلاقى وتتناغم بشكل هائل مع الدعوات المريبة الى الفيدرالية الطائفية والمذهبية التي يواجهها كرامي بكل ما أوتيَ من صلابة سواء صدرت عن حلفائه او عن خصومه.
عاشراً، كذلك الامر فإن اللعب على وترٍ تافهٍ جعله الكاتب عنواناً لمقالته، وهو ان النائب كرامي يتناغم مع الوزير جبران باسيل، يشي ايضاً بأن الكاتب غير متابع لمواقف النائب كرامي تجاه الكثير من الطروحات السياسية الرائجة في لبنان!
كما ان الكاتب يكشف لنا بشكل علنيّ ما كنّا نعرفه وهو ان ميقاتي يعتبر باسيل العدو الاكبر، وبالتالي فإن دخوله (اي دخول ميقاتي) الى التاريخ ليجلس جنباً الى جنب مع صلاح الدين الايوبي محرر القدس من الصليبيين، انما يكون بالانتصار على جبران باسيل. بئس هذا الفهم الخاطئ والحاقد والشخصي لدور وواجبات رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في هذا الزمن العصيب الذي يمرّ به لبنان والشعب اللبناني.
١١، من الضروري ان يعرف الزميل غسان ومن خلاله الرئيس ميقاتي بأن ذكرى رشيد كرامي ليست بحاجة لبيانه لكي تتخذ موقعها واهميتها على المستوى الوطني. وليعلم غسان ومعه نجيب ميقاتي ان عدم اهتمام رئيس حكومة لبنان سواء كان اسمه نجيب ميقاتي او اي اسم آخر، هو انتقاص من موقع رئاسة الحكومة وليس من موقع رشيد كرامي، وهو ليس فقط مدعاة تشكيك بوطنية وسُنيّة وطرابلسية ميقاتي، بل هو مدعاة تشكيك بأهلية نجيب ميقاتي وفريق عمل نجيب ميقاتي. واني اتساءل هنا، من يكرّس اداؤه النيل من موقع رئاسة الحكومة السني الذي يتجاهل ذكرى استشهاد رشيد كرامي؟ (بكل الاحوال… بالناقص).
١٢، كان الأولى عليك يا غسان ان تعدد للبنانيين عموماً وللطرابلسيين خصوصاً ولابناء الطائفة السنّية بشكل اخصّ انجازات الرئيس ميقاتي بوصفها كافية للدفاع عنه ولطرحه كما يرغب وكما ترغب انت جهبذاً لبنانياً وسنياً. كان الأولى ان ترد على الملفات التي اثارها كرامي في معرض انتقاده لميقاتي، وفعلياً هو ليس انتقاداً لشخص ميقاتي وانما للحكومة التي يبدو انها عازمة على أخذ اللبنانيين الى ما بعد بعد جهنم. ماذا عن رفع الدعم عن الادوية المخصصة لمرضى السرطان؟ ماذا عن رفع الدعم عن كلفة استشفاء مرضى غسيل الكلى؟ ماذا عن سياسة رفع الدعم عن كل شيء بغياب البطاقة التمويلية والبطاقة التموينية وبغياب أية خطة لمساعدة محدودي الدخل من الطبقتين الوسطى والفقيرة في لبنان؟ ماذا عن كل الوعود وما أكثرها؟ نعم ماذا عن هذه السياسة الخرقاء والمشبوهة التي ستؤدي حتماً الى انهيار وشيك للاستقرار الاجتماعي الهشّ الذي يقود على الفور الى انهيار الاستقرار الامني.
١٣، يا اخي غسان، انت اكثر العارفين بأن هذا النوع من الترهيب في الخطاب السياسي والاعلامي يمكن ان تستعمله مع مبتدئين في العمل السياسي وليس معنا، لأنه ببساطة خطابٌ لا يُجدي معنا، وليس اكثر من مفرقعات نارية لا تُقدم ولا تؤخّر (مارق على راسنا كتير يا غسان وانت بتعرف). وبالمناسبة، انت تعرف ايضاً ان فيصل كرامي لا يؤمن بالعمل “تحت الطاولة”، وان كل عمله السياسي علنيّ وهو حين يزور او يُزار، يلتقط الصور ويحرص ان تكون هذه الزيارات علنية، في حين عليك ان تسأل ميقاتي لماذا يقوم بزيارات سرّية ويحرص ان تكون بعيدة عن الاعلام وبدون تصوير؟؟ ولك ان تتساءل لماذا اخترت ان ارد عليك دون سائر الكتبة، وذلك لسبب بسيط هو اننا نعرفك ونعرف معدنك وطويتك السويّة والأصل الطيب يغلُب. يبقى انك ستبقى ايها العزيز رغم كل شيء صديقاً، ويشفع لك انك مثل كثير من المواقع الاعلامية تسعى الى رضى الممولين، ونحن لا يمكننا ان نلومك في هذه المسألة مقدّرين الظروف والاسباب والمنطلقات.
١٤، اطلتُ في جوابي والاطالة دليل اهتمام وحرص على الدقة. اقتضى التوضيح.