بن فرحان رداً على بلينكن: لا تطبيع دون سلام مع الفلسطينين
الرياض وواشنطن تحثان الدول على استعادة مواطنيها المنتمين لداعش
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن ستواصل القيام بدور أساسي في تعزيز التطبيع مع إسرائيل في المنطقة، في المقابل شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان على أن التطبيع دون سلام مع الفلسطينيين سيكون محدود الفائدة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك للوزيرين في ختام اجتماع في العاصمة السعودية الرياض بين وزراء خارجية دول الخليج ووزير الخارجية الأميركي.
وقال بلينكن إن واشنطن تعمل على تكامل إسرائيل في الشرق الأوسط، وتعميق الاتفاقات الموجودة أصلا وتوسيعها.
غير أن وزير الخارجية السعودي علّق بالقول إنه من «دون وجود سلام مع الفلسطينيين فإن أي تطبيع مع إسرائيل ستكون فائدته محدودة».
وفي إطار مكافحة الإرهاب، اتفق الطرفان على ضرورة مواصلة قطع مصادر تمويل تنظيم الدولة الإسلامية، وأكد فيصل بن فرحان أن المملكة تبذل جهودا كبيرة لمكافحة تمويل التنظيم.
لكنه قال إنه «من المؤسف أن هناك دولا متقدمة لا تزال ترفض استقبال مواطنيها من مخيم الهول» (الواقع في ريف محافظة الحسكة شمالي شرقي سوريا)، وأضاف أن «هناك دولا كبيرة لا تزال ترفض استقبال مواطنيها من أعضاء تنظيم الدولة».
كما أكد الوزير السعودي على الاتفاق على ضرورة توفير البيئة الملائمة لعودة اللاجئين إلى سوريا والعراق.
وفي السياق ذاته، أكد بلينكن أن التنظيم تكبّد خسائر فادحة، لكنه لا يزال يشكل تهديدا وينتقل لمناطق أخرى، وشدد على ضرورة التركيز على مناطق يمكن أن ينشط فيها التنظيم «خاصة أفريقيا».
أما فيما يتعلق بإيران وبرنامجها النووي، فقال وزير الخارجية الأميركي إنهم ينسقون مع دول المنطقة لمواجهة «سلوك إيران المزعزع للاستقرار».
بدوره، كشف وزير الخارجية السعودي أن بلاده تطور برنامجها النووي المحلي، وقال إن واشنطن ودولا أخرى تريد المشاركة في تطوير هذا البرنامج.
وفي الشأن السوداني، ناشد وزير الخارجية السعودي أطراف النزاع العمل على «معالجة الأزمة عبر الحوار وليس من خلال السلاح»، في حين أشاد وزير الخارجية الأميركي بالجهود التي تقودها الرياض لإحلال الاستقرار في السودان.
وكان بيان خليجي أميركي مشترك شدد على أهمية الجهود المشتركة للعمل على خفض التصعيد في المنطقة، مشيدا في الوقت ذاته بقرار السعودية وإيران استئناف العلاقات الدبلوماسية.
وصدر البيان في ختام اجتماع بالعاصمة السعودية الرياض بين وزراء خارجية دول الخليج ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.
وجدد البيان الخليجي الأميركي الدعم لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، كما جدد دعوة إيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي الشأن السوري، أكد البيان الالتزام بالتوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها.
وفي شأن السودان، قال البيان الخليجي الأميركي إنه لا يوجد حل عسكري لإنهاء الصراع السوداني.
أما المسألة اليمنية، فأشار البيان إلى دعم سيادة اليمن واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه.
وقد، حثت الولايات المتحدة والسعودية الدول على استعادة مواطنيها الذين تم احتجازهم خلال المعركة ضد تنظيم داعش، وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن من «غير المقبول على الإطلاق» أن تتنصل الدول الغنية من مسؤوليتها.
وأضاف الوزير في اجتماع للتحالف بقيادة الولايات المتحدة في الرياض «لذلك أقول لتلك الدول عليكم التحرك وتحمل مسؤولياتكم. كونكم جزءا من تحالف يعني العمل معا».
وخلال المؤتمر نفسه قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن استعادة الدول لمواطنيها هي مفتاح ضمان الهزيمة الدائمة لداعش.
وقال إن مراكز الاحتجاز بها قرابة عشرة آلاف من مقاتلي. داعش منهم 2000 من دول أخرى غير سوريا والعراق.
وأضاف «الإخفاق في ترحيل المقاتلين الإرهابيين الأجانب ينذر بإمكانية عودتهم مجددا لحمل السلاح ومحاولة استعادة ما يطلق عليها خلافة الدولة الإسلامية».
وتعهّدت الولايات المتحدة بتخصيص 148 مليون دولار لجهود إرساء الاستقرار في العراق وسوريا.
وجاء الإعلان في مستهلّ اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة الإسلامية في الرياض الذي تترأسه واشنطن والرياض ويهدف إلى جمع 601 مليون دولار لتمويل صندوق مخصص لإرساء الاستقرار في العراق وسوريا.
وقال بلينكن الذي وصل الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام، «نعلن اليوم عن هدف تمويل حملة لإرساء الاستقرار بقيمة تفوق 601 مليون دولار بقليل – وأعلن أن الولايات المتحدة ستخصص 148,7 مليون دولار لهذا الصندوق».
وأضاف أن «هذا الدعم سيلبّي الحاجات الأساسية التي أشار إليها السوريون والعراقيون بأنفسهم، ومعالجة نقاط الضعف التي استغلها تنظيم الدولة الإسلامية في السابق».
من جانبها، أعلنت بريطانيا العضو في التحالف الذي يضمّ أكثر من ثمانين دولة، أنها ستقدّم نحو 109 ملايين دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لدعم إرساء الاستقرار والتنمية في العراق وشمال شرق سوريا، وفق بيان لوزارة الخارجية. ويترافق ذلك مع تخصيص 19,9 مليون دولار في العامين المقبلين، «للحاجات الإنسانية الملحّة» في سوريا.
وكان فرحان قد التقى نظيرته الفرنسية كاترين كولونا على هامش اجتماع التحالف، وفق الخارجية السعودية. وتتوجه كولونا إلى الدوحة للمشاركة في الحوار الاستراتيجي القطري الفرنسي.
ولطالما طالبت الإدارة الذاتية الكردية الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم الموجودين خصوصاً في مخيم الهول الذي يشهد عمليات قتل وفوضى وحوادث أمنية.
لكن رغم النداءات، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها. وقد تسلمت دول قليلة عدداً كبيرا من مواطنيها، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو. واكتفت أخرى، خصوصاً الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.
وأشاد بلينكن بالدول التي قامت بهذه الخطوة، داعيًا الدول الأخرى إلى القيام بالمثل. وقال إن «استعادة (الرعايا) هو أمر أساسي لتقليص عدد سكان مخيّمات الاحتجاز مثل مخيم الهول» الذي يؤوي نحو 10 آلاف أجنبي.
وأكد أمام شركاء بلده في التحالف أن «الإخفاق في استعادة المقاتلين الأجانب قد يؤدي بهم إلى حمل السلاح مرة جديدة».
في السياق، أشار بلينكن إلى أن التركيز أيضًا منصبّ على «تدهور الوضع الأمني في كافة أنحاء منطقة الساحل وجزء كبير من غرب إفريقيا، بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية».