أيوب: نريد مشروعاً يخلّص لبنان لا التعطيل والفرض والقوة
نظّمت منطقة بنت جبيل في القوات اللبنانية قداسًا لراحة أنفس شهداء المقاومة اللبنانية في كنيسة السيّدة في عين ابل بالتعاون مع جهاز الشهداء والمصابين والأسرى وبمشاركة مناطق مرجعيون – حاصبيا والنبطية.
حضر القدّاس عضو تكتّل “الجمهورية القوية” غادة أيّوب ممثلةً رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، جان العلم الموفد الخاص لرئيس حزب القوات اللبنانية، المُرشّح السابق عن المقعد الأورثوذكسي في مرجعيون فادي سلامة، رئيس جهاز الشهداء والمصابين والأسرى شربل أبي عقل، وعدد من أعضاء المجلس المركزي ومنسقي المناطق، كما شارك رئيس بلدية عين ابل عماد اللوس، رئيس بلدية رميش ميلاد العلم، رئيس بلدية دبل خليل ايوب، إضافة إلى عدد من المخاتير وفعاليات المنطقة، وحشد من أهالي الشهداء والمحازبين.
ترأس القداس كاهن الرعية الأب حنّا سليمان الذي عاونه كل من رئيس دير سيّدة البشارة الأب وسيم كلاكش، الأب نجيب العميل، الأب جورج العميل، الأب طوني الياس، الأب فادي فلفلة والأب طوني حنّة.
وكان الأب حنّا قد ألقى عظة شدد فيها على ضرورة صون الإرث الذي تركه لنا الشهداء والذي يكمن في الحفاظ
على الأرض والوطن والوجود.
وقبل القداس كانت أيّوب قد زارت والوفود المشارِكة ضريح الشهيد البطل كيروز بركات في عين إبل حيث وضعت أكاليل الغار، كما تم وضع الأكاليل بعد القداس على ضريح شهداء المقاومة اللبنانية في ساحة كنيسة السيّدة في عين إبل.
وقد التقت أيوب أهالي المنطقة في صالون الكنيسة وقد ألقت كلمة جاء فيها:
في أقاصي الجنوب، عند الحدود، التقينا اليوم لنقول أن مساحة الوجود الحرّ على امتداد مساحة الوطن، مساحة ال 10452 كيلومتر مربّع. هذه المساحة التي احتضنت التضحيات الغالية لشهدائنا لكي نبقى ونستمر، الشهداء وعلى رأسهم الشهيد كيروز بركات سألوا الأسئلة ذاتها التي نسألها اليوم، اذا رحلنا كلنا عن الوطن، فمن يبقى في لبنان؟ ولمن يبقى لبنان؟
ونحن نقول لهم، من هنا لن نرحل، سنبقى ثابتين متشبثّين بالأرض وترابها.”
وأضافت أيّوب: “لن نتعب، لن نيأس، لن نكل ولن نملّ ولن ننعس ولن ننكسر.
وكما قال بطريرك الحرية والاستقلال الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، نحن أنشأنا لبنان ولن نكون غرباء فيه. وبذلك نكون قد حافظنا على الأمانة وهكذا لا يموت الشهداء مرتين.”
وأردفت أيوب، “نجتمع اليوم لنقول، كم هي غالية على قلوبنا عين ابل ورميش، ومرجعيون، والقوزح، ودبل، والنبطية، وحاصبيا، وجزين وكل الجنوب،
ولنقول أيضاً أن هذه المناطق أعطت نموذجاً عن الوجود الحر السيّد والمقاومة السلمية والثبات بالأرض دفاعاً عن لبنان كما أراده الشهداء.”
وقالت أيّوب، “من الجنوب نقول، الجنوب هو القضيّة التي تختصر قضيّة كل الوطن ، وتحديداً قضية السيادة فيه. كلما كانت السيادة ناقصة او منتهكة في الجنوب، كلما كان وجود الدولة اللبنانية نفسها بخطر. وكلما كان هناك كلام عن حل جذرّي للبنان، كان الحل يبدأ من عودة الدولة إلى الجنوب، والحل هو ان يعود الجنوب بكامله إلى الدولة اللبنانية،
فلا يبقى صندوقة بريد وكرة في ملعب المصالح الاقليمية والدولية. تارة نريد أن نقاوم وتارة أخرى نريد ترسيم الحدود، وفي كل الأوقات لا نريد الدولة.”
وأكدت أيّوب أن “عنوان معركتنا اليوم “الدولة أولاً” وعودة الدولة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية. نريد انتخاب الرئيس لكي نضع حداً للكارثة فيعود الأمل. نريد رئيساً يحمل مشروعاً، نريد رئيس التوافق لا رئيس التسوية، الرئيس الذي يجمع، لا الرئيس إبن المحور، الرئيس الذي يصالح اللبنانيين مع الدولة، ومع القانون ومع العالم. نريد رئيساً يأتي بالإنتخاب لا بالفرض ولا بالقوة. رئيس يكون الخيار بينه وبين مرشّح آخر، لا بينه وبين الفراغ والفوضى، رئيس لبناني بكل ما للكلمة من معنى، من أجل خدمة لبنان.”
واعتبرت أيّوب أننا نحن اليوم في مواجهة، والمواجهة مكشوفة وواضحة بين مشروعين: مشروع اسمه الدولة القوية صاحبة القرار، والجيش القوي والقضاء القوي والمؤسسات القوية، وبين
مشروع اسمه الدويلة القوية التي تريد أخذ لبنان إلى الانتحار والموت. نحن نريد مشروع يخلّص لبنان لا مشروع التعطيل والفرض والقوة.”
وتابعت أيوب، “ولأن المعركة اليوم هي بين بقاء لبنان وعدم بقائه، الخطأ ممنوع، والتردد ممنوع والرمادي ممنوع. وكل من يقف في النصف هو فعلياً يقف في محور الممانعة، وهو شريك في التعطيل لأن بين الحق والباطل لا يمكننا الوقوف في الوسط، بين الانقاذ والموت البطيء لا يمكننا أن نساوم وندوّر الزوايا. لذلك أيّدنا ترشيح الوزير جهاد ازعور لأن لديه مواصفات الرئيس – الحل، وهم رشّحوا الوزير السابق سليمان فرنجية لأنه إبن الخطّ.
والخيار اليوم إمّا أن نبقى تحت الخطّ، خطّ الفقر والفراغ… وإما أن نذهب باتجاه خطّ جديد، خطّ مختلف عن السنوات الست الأخيرة،
خطّ على رأسه رئيس رمز، رئيس للكل وحَكَم بين الكل ويحكم بإسم الكل.”
وشددت على أننا “تقاطعنا مع سائر قوى المعارضة والسياديين والتيار الوطني الحر في معركة إنقاذ لبنان، وانتخاب الرئيس هو رمز هذه المعركة.”
وتابعت أيوب، “يوم الأربعاء إما أن تنتصر الديموقراطية، ونقرّر أن الإنتخاب هو الذي يُنتج رئيساً للجمهورية، وإما نتركهم يتابعون مسلسل التعطيل.
نحن اخترنا جهاد أزعور وصندوقة الإقتراع، وهم خيارهم سليمان فرنجية وصندوقة السلاح، ورهاننا على يوم الأربعاء لنقول نحن صوت الأكثرية والشهداء لم يموتوا.
وختمت أيوب بمقولة اقتبستها عن الرحابنة: “اذا راح الملك بيجي ملك غيرو، واذا راح الوطن ما في وطن غيرو”.
كما القى ابي عقل كلمة اعتبر فيها أن “لقاؤنا اليوم له رمزية مضاعفة، لأنه أولا في الجنوب، في الأرض التي وطِئَها السيد المسيح فباركها واجترح فيها المعجِزات، في الأرض التي إذا تحررت من احتلال، فليسَ لاحتلال بديل أو لوصاية جماعة تستقوي على الآخرين”.
وشدد أبي عقل على أن “المسيحيون في هذه المنطقة لم يكونوا يوماً ولن يكونوا إلا أهلَ انفتاح ومحبة وشراكة فعلية سليمة، لكنهم في الوقت عينه لن يرضَوا أن يكونوا مواطنين درجة ثانية أو أهلَ ذمة، فهم ابناءُ حرية وكرامة وحق، وهم مواطنون يلتزمون كاملَ واجباتهم ويصرّون على كامل حقوقهم، وهم مستعدون دائما للتضحية حتى بذل الذات ومهما كان الثمن حفاظاً على هذه الحقوق”.
كما وحيّا “ذكرى شهداءَنا على مر التاريخ، ولاسيما شهداء ايار 1920 وشهداء المقاومة اللبنانية الذين خصّبوا ارضَ الجنوب بدمائهم الذكية فزادوها قداسة. إنهم شهداءُ منطقة النبطية الأربعةَ عشر، إنهم شهداءُ منطقة مرجعيون الثلاثةَ عشر، إنهم شهداءُ منطقة بنت جبيل الستةُ والستون، وعلى رأسهم القائد البطل كيروز بركات الذي زرع أنحاء لبنان بمآثره وبطولاته حيثما حلّ، في الجنوب، وفي أشرفية المئة يوم، وفي شكا، وفي زحلة التي كان أحدَ أبرزِ قادة الدفاع الأسطوري عنها، وفي الجبل حيث استُشهد ليبقى في البال قمر عين إبل وبطل زحلة وشهيدَ الجبل”.
وأكّد على أننا اليوم في مرحلة بالغة الخطر والخطورة، وإننا وكما في كل لحظة وعلى مدى تاريخنا، مستعدون للمزيد من النضال وللمزيد من التضحيات، حتى الاستشهاد عند اللزوم، لكي نبقى ونستمر، ولكي تبقى هذه المناطق حرة عزيزة.
ولفت أبي عقل الى أننا “لا نطمع بشيء ولا نعتدي على أحد، لكننا نرفض أن نتعرّض للإهانة في أرضنا وكرامتنا وحريتنا، فنحن أبناء هذه الأرض الأصيلون، كما في كل أرض لبنان الـ10452 كيلومتر مربّع، لبنان بشير الجميل رئيس الشهداء، ونريد أن نعيش في هذه الأرض مع جيراننا وأخوتنا في المواطنية بسلام ووئام وعلى قدم المساواة”.
وتابع أبي عقل، نشد على أيادي أهلنا في مختلف بلدات وقرى مناطق مرجعيون والنبطية وبنت جبيل، بلدة بلدة وقرية قرية، ولا سيّما في بلدة رميش العزيزة التي تواجه بعنفوان وبحكمة ما تتعرض له بين الحين والآخر من تطاول، كما نحيّي بلدة القليعة، أو بالأحرى قلعة الصمود، على رغم ما لحق بها من ظلم وتهجير قسري”.
بدوره ألقى مُنسّق منطقة بنت جبيل جوزف سليمان كلمة قال فيها: “لكم المجد والخلود في عليائكم رفاقي الشهداء. انتم يا من بذلتم ذاتكم دفاعاً عن أرض الوطن وعن هذه الأرض المقدّسة في جنوبنا الحبيب، أنتم اخترتم الشهادة لكي نبقى نحن أحرار هنا، فيوم دق الخطر باب الوطن لم تتأخروا في الدفاع وتقديم ذواتكم قرباناً عنّا لصون حرية وكرامة أهلنا ومجتمعنا.”
وتابع سليمان، “نحن في القوات اللبنانية الحزب الذي اتشرف بالإنضمام الى صفوفه مع نخبة من الرفاق ومنهم الحاضرين بيننا، كنّا وسنبقى المدافعين عن كيان لبنان 10452 كلم مربّع حرًا سيدًا مستقلًا، وسنبقى نعمل جاهدين أين ما كنّا لبناء وطن، وقيام مجتمع يحلو معه وبه العيش الكريم.
وشدد سليمان على أنه “كلن يعني كلن لا تنطبق على من قدّم الشهداء، ودافع عن كل شبر مغتَصَب على أرض الوطن، وقدّم سنين عمره لكي تُصان كرامتنا ويزدهر مجتمعنا، وعمل على انشاء المؤسسات التي تُعنى بالصحة والثقافة وكل مقومّات الحياة الكريمة يوم غابت الدولة في الحرب الاهلية وعنيت بنا نحن القوات اللبنانية”.