زيارة رعوية للبطريرك الراعي الى طرابلس

زيارة رعوية للبطريرك الراعي الى طرابلس

الراعي من كنيسة مار مارون: السياسيون ينتهكون الرحمة بشكل سافر

ترأس البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفالياً في كنيسة مار مارون في طرابلس يعاونه رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف والمونسيور انطوان مخايل والنائب القضائي المونسيور نبيه معوض ، بمشاركة حشد من الكهنة، وذلك بمناسبة الإحتفال باليوبيل الفضي والذهبي لمجموعة من كهنة الأبرشية، كرسوا حياتهم للخدمة،

وقد حضر القداس النائبين ايلي خوري وجميل عبود ورجل اعمال سيمون سعاده

بعد الانجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة قال فيها:”الرحمة مطلوبة من كلّ مسؤول في الكنيسة والدولة: المسؤولون السياسيّون عندنا ينتهكون بشكل سافر الرحمة ومقتضياتها تجاه المواطنين. وقد أوصلوا الدولة إلى تفكّكها، والشعب إلى حالة الفقر المدقع والحرمان، وحرموه حقوقه الأساسيّة والعيش بكرامة. وها معطّلو نصاب جلسات مجلس النوّاب لإنتخاب رئيس جديد للجمهوريّة يمعنون في ذلك، وكأنّ العمل السياسيّ أصبح وسيلة للهدم والقهر، بدلًا من أن يكون فنًّا شريفًا لخدمة الخير العام. 

مرة اخرى نردد للمسؤولين السياسيين: ان لبنان ليس ملكًا لاحد ليتصرف به وبشعبه على هواه وبحسب مصالحه. لبنان ملك شعبه وتاريخه وثقافته وحضارته. نحن نشجب وندين هذا التصرف الهدّام للبنان ومؤسساته واقتصاده وماله العام. ان مدينة طرابلس العزيزة التى كانت تدعى “ام الفقير” اصبحت اليوم “مدينة الفقراء”. 

وليتذكروا مقدمة الدستور التي تنص على ان لبنان جمهورية ديموقراطية برلمانية”. فليتفضل  المجلس النيابي ان ينتخب رئيسا للجمهورية ولديه مرشحان محترمان.

8. إنّنا نصلّي إلى الله كي يجعل يوبيل الخمسين سنة بداية مسيرة نحو اليوبيل الماسيّ، ويوبيل الخمس وعشرين سنة افتتاح المسيرة نحو اليوبيل الذهبيّ، لخير الأبرشيّة العزيزة وخلاص أبنائها وبناتها، ونصلّي كي يفيض المسيح الربّ الدعوات لإتّباعه على طريق الكهنوت، بشفاعة أمّنا مريم العذراء، ومار يوحنّا المعمدان، ومار مارون، آمين.

*

المطران سويف

وقد استهل القداس بكلمة للمطران سويف رحب فيها بالبطريرك والكهنة وجميع المشاركين وقال:” نرحّب بكم يا صاحب الغبطة أبينا وراعينا الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في طرابلس، في هذا اللّقاء الفارح حيث تحتفل الأبرشيّة بيوبيل البعض من كهنتها الذهبي والفضّي. فنشكركم من صميم القلب على ترؤسكم ذبيحة الإفخارستيّا، ومعكم تشكر الأبرشيّة الربّ على نعمة الكهنوت لتمجيد الله وتقديس العالم. نشكر الربّ معكم يا صاحب الغبطة على دعوة الكهنوت العظيمة التي من خلالها يسمع الإنسان صوت الربّ فيجيبه: “ها أناذا ارسلني” (أشعيا 6: 8)

إنّه كهنوت المسيح من أجل الإنسان، فكما جرى على الصليب مع الكاهن الأعظم والأوحد يسوع الذي يفتح يديه ويضمّ البشريّة كلّها الى قلبه. هكذا الإخوة الكهنة يسعون بصدقٍ أن يكونوا على مثاله”.

اضاف:” إنّه كهنوت الخدمة، خدمة الكلمة وخدمة المذبح وخدمة الإنسان، بترابط وتكاملٍ لتحقيق مشروع الربّ.

إنّه كهنوت الفرح، فرح لقاء المسيح القائم والمنتصر على الموت. فرحُ إعلان البشرى السارّة لكلّ إنسانٍ. فرحٌ ينبع من المسيح فيظهر على مُحيّا الكاهن ويحوّل الحزن والألم واليأس الى تعزيةٍ وحبٍّ ورجاء. فرحٌ كهنوتيّ يقود خادم الربّ الى لقاء الناس بحبٍّ واندفاع.

إنّه كهنوت الإنفتاح، على جميع الناس في أخوّةٍ إنسانيّةٍ يتلاقى فيها الواحد الآخر باحترامٍ وتفاعلٍ وحوارٍ، وهي من ثوابت أبرشيّتنا المتعدّدة في مناطقها وثقافاتها وأديانها والواحدةٍ في المحبّة الإنسانيّة. فثقافة التعدّديّة في الوحدة هي من أبرز معالم الهويّة اللّبنانيّة والإنسانيّة على الإطلاق”.

تابع:” إنّه كهنوت الرجاء، الذي ينبع من الإيمان ويتجسّد بالمحبّة. رجاءٌ يعيشه الكاهن كلّ يوم، لأجل عالم أفضل ورعيّة أفضل وكنيسة تسعى أن تتجدّد برسالتها في قراءةٍ عميقةٍ لعلامات الأزمنة. كهنوت الرجاء الذي ينشد الحريّة ويحقّق السلام ويصون الكرامة الإنسانيّة. إنّه رجاءٌ بمجتمعٍ أفضل في تحقيق العدالة يعكس جمال الحياة الأبديّة”.

ختم :”نشكركم على زيارتكم يا غبطة أبينا البطريرك، الأب والرأس. باركتم الأبرشيّة بكهنتها وشعبها، باركتم الفيحاء التي تكنّ لكم كلّ احترامٍ وتقديرٍ لجهادكم الدائم في إنقاذ العائلة اللّبنانيّة بمسلميها ومسيحيّيها. وطننا يحتاج الى تجدّدٍ حقيقيٍّ ليدخل من جديدٍ في يوبيله المُنتَظَر الذي نصنعه جميعنا كلبنانيّين بوحدتنا ومحبّتنا.

أدامكم الله بالصحة والعافية، قدوةً ومثلاً لمجده تعالى وخدمة الإنسان”.

في الختام سلم البطريرك الراعي بركة بطريركية للمحتفى بهم.

وكان البطريرك الراعي وصل الى قلاية الصليب في مطرانية طرابلس الماورنة في طرابلس عند الساعة التاسعة والنصف وكان باستقباله اضافة الى المطران سويف والكهنة النواب اللواء اشرف ريفي ، ايلي خوري ، ايهاب مطر ، جميل عبود ، النائب السابق علي درويش، محافظ لبنان الشمالي القاضي رمزي نهرا ، نقيب اطباء الاسنان الدكتور ناظم حفار ، رئيس اتحاد عمالي الشمال النقيب شادي السيد وحشد من الفاعليات .

وخلال اللقاء القى المطران سويف كلمة قال فيها:” نحن اليوم في فرحة كبيرة على مستوى طرابلس، فيحاء المحبة والأخوة واللقاء والعيش الواحد وذلك هو أصالة المدينة، صاحب الغبطة، نقول لك أهلا وسهلا بك في طرابلس، ومثلما ذُكر أن إطار الزيارة اليوم هو إطار كهنوتي بمعنى أن لدينا كهنة يحتفلون في الأبرشية في اليوبيل الكهنوتي الفضي والذهبي بإطار الاجتماع الشهري”.

اضاف:” وطلبنا من غبطته أن يترأس القداس اليوم في هذه المناسبة، وهذه شهادة صدق فيها كل الصدق الاحترام لأصحاب السعادة وفعاليات المدينة، وهم ما ان عرفوا أن غبطتكم آتون، أحبوا أن يجعلوها مناسبة كهنوتية جامعة وليست فقط كنسية وروحية، لأن الكهنوت هو خدمة الشعب والناس، ونقرّ كل الاحترام والتقدير لشخصك الكريم و للدور الذي تلعبه للحفاظ على لبنان الرسالة، لبنان العيش المشترك، لبنان الوفاق، لبنان الذي هو نموذج لعيش المسلم مع المسيحي باحترام متبادل، لإظهار هذه الأيقونة الرائعة ليس في لبنان فقط وإنما في هذه المنطقة المتخبطة بصراعات وثقافات غريبة عنها”.

ختن:” نشكركم أصحاب السعادة والمعالي على قدومكم للترحيب بصاحب الغبطة في طرابلس كمحطة أولى ومن بعدها الخروج إلى الكنيسة للصلاة في هذا اليوم الذي سيكون طويلا لتشاركنا هذه الفرحة، أدامكم الله، وأدام لبنان دومًا يجتمع في روح الأخوة والمحبة”.

ثم القى البطريرك الراعي كلمة جاء فيها :” 

 إن المجيء إلى طرابلس لا يحتاج طلب، وإنما يحتاج غمزة فقط، فنحن آتون إلى طرابلس العزيزة على قلوبنا، في احتفال غالٍ على قلوبنا بمناسبة يوبيل ال ٥٠ سنة كهنوت، و٢٥ سنة كهنوت، وهذا بالنسبة لي، فهذا عيد خاص، عيد كهنوتنا، ونتمنى لمن يمشي بال٥٠ سنة أن يكمل صوب ٧٥، ومن يمشي بال٢٥ أن يمشي صوب ٥٠، وانا فرحٌ جداً بوجود أصحاب المعالي والسعادة وأقدّر حضوركم، ولا أتعجب من سماحة الشعب الطرابلسي، وعلى المدينة أن تستمرّ بهذه الروح الطيبة”.

اضاف:” مهما أتت من أحداث فهي عبارة عن غبار لا تستطيع نزع جوهر المدينة، نحن نصلي اليوم احتفالا بهذه المدينة لكي تستمر بدورها الأساسي مثل ما تفضّل سيدنا المطران، كمدينة للعيش المشترك، ونصلي من أجل أن تستعيد المدينة دورها الاقتصادي والاجتماعي والتنمية وجمال روحها، وكما يُقال أن طرابلس هي أم الفقير، فمَنْ يريد التبضع لا يسعه إلا القدوم إلى طرابلس، وحتى نحن اليوم قد اشترينا فرش مطرانية عمشيت من طرابلس، ولكن يؤسفنا أن المدينة صارت أم الفقراء، ونحن اليوم سنذكركم في القداس، كل عائلات طرابلس وشبابها وبناتها، وان شاء الله يكون هذا العيد موسمًا للخير والبركة على الجميع وعلى لبناننا الحبيب، وشكرا لكم..”.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً