٨ جرحى في عملية دهس بتل أبيب .. و١١شهيداً في مواجهات جنين
دهس فلسطيني عددا من المارة بشاحنة صغيرة في تل أبيب امس قبل أن يشرع في تنفيذ هجمات طعن عشوائية مصيبا ثمانية أشخاص في حادث أعلنت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مسؤوليتها عنه كرد على عملية إسرائيلية كبيرة في الضفة الغربية.
في حين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد مواطن متأثراً بجروح حرجة في الرأس، أصيب بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي في جنين، وهو ما يرفع عدد شهداء الاجتياح الإسرائيلي لجنين المستمر منذ، الاثنين، إلى 11 شخصا، فضلا عن إصابة نحو 100 بينهم 20 في حالة خطيرة.
وذكرت الوزارة أن 3 مواطنين أصيبوا مؤخرا برصاص الاحتلال الحي داخل ساحة مستشفى جنين الحكومي، اثنان منهم بجروح خطيرة.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد اشتية، ردا على بعض التصريحات الدولية حول اجتياح جيش الاحتلال الاسرائيلي لجنين: «إلى من يقول إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، نقول: الجيش الإسرائيلي هو جيش احتلال، اجتاح مخيما للاجئين، اعتقل وقتل الأبرياء، والأراضي الفلسطينية هي أراض محتلة».
وقال قائد الشرطة الاسرائيلية يعقوب شبتاي «تمت تصفية المنفذ الذي جاء من الضفة الغربية. نحن نعرف بعض التفاصيل عنه. ومازال التحقيق جاريًا».
وقال إعلام جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) في بيان إن منفذ هجوم الدهس والطعن في تل أبيب هو عبد الوهاب خلايلة وهو فلسطيني في العشرين من عمره من سكان بلدة السموع جنوب غربي الخليل. وأضاف أنه «بدون سوابق أو خلفية أمنية، وبدون تصريح يسمح له بالدخول لإسرائيل. والتحقيق في الهجوم مستمر».
وأشادت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في غزة «بالعملية البطولية والنوعية» التي رأتا فيها رد فعل طبيعيًا على «جرائم الاحتلال في جنين» حيث قتل الجيش الاسرائيلي الإثنين عشرة فلسطينيين وأصاب نحو مئة بجروح، عشرون منهم إصاباتهم خطرة، في عملية قال إن هدفها «القضاء على السلاح والمسلحين» فيها.
واكدت الشرطة وفق المعلومات الأولية «أن السيارة التي كانت متجهة من الجنوب إلى الشمال اصطدمت بمشاة في شارع بنحاس روزين، وأن السائق «نزل من السيارة وطعن آخرين بأداة حادة. مما أسفر عن إصابة سبعة أشخاص، ثلاثة منهم في حالة خطيرة».
ونقلت القناة 13 الاسرائيلية بالعبرية عن أحد الشهود أن راكب دراجة نارية شاهد المنفذ يطعن الناس «فقام باطلاق عيارات نارية تجاهه وأسقطه. لولا ذلك لاستمر بالطعن».
جاء الهجوم في وقت تشن اسرائيل عملية عسكرية على مدينة جنين ومخيمها بدأتها فجر الاثنين واستخدمت فيها عربات مدرعة وجرافات عسكرية ونفذ خلالها الجيش ضربات بطائرات مسيرة. وتشارك في العملية وحدات النخبة من مختلف قوات الجيش والأمن وحرس الحدود.
صباح امس بدت مدينة جنين خالية ما عدا من دوريات الجيش. وأقفلت المحال التجارية وانتشرت بقايا إطارات مشتعلة في أماكن متفرقة، وحلقت الطائرات المسيرة الاسرائيلية في سمائها، حسب ما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس.
وقال الجيش إن قواته تعمل على تدمير ممرات تحت الأرض تستخدم لتخزين المتفجرات. وأضاف في بيان أن جنوده عثروا «على غرفتي عمليات تابعة لمنظمات إرهابية في المنطقة وقاموا بتفكيكها».
وأضاف «إن القوات الإسرائيلية ألقت القبض على 120 فلسطينيا مشتبها بهم»، موضحا أن «حوالي 300 مسلح ما زالوا في جنين، معظمهم مختبئون».
وقال الجيش إنه «لا ينوي البقاء في جنين، لكنه مستعد لحرب طويلة».
قبل هذه العملية، صعدت إسرائيل عمليات المداهمة والتوغل في شمال الضفة الغربية بعد هجمات استهدفت إسرائيليين كما نفذ مستوطنون غارات على عدة بلدات فلسطينية أحرقوا فيها ممتلكات وسيارات ومزروعات.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان «قواتنا دخلت وكر الإرهاب في جنين… وهي تدمر مراكز القيادة وتصادر كمية كبيرة من الأسلحة».
بالمقابل قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إن كتيبة جنين تصدت لعملية توغل جديدة في المخيم، وأضافت الكتيبة أن مقاتليها يخوضون اشتباكات محتدمة مع جيش الاحتلال ويفجرون عددا من العبوات الناسفة.
وذكرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن كمائن مقاتليها «اصطادت جنود الاحتلال وآلياته بشكل دقيق ومباشر في مخيم جنين مساء أمس وصباح اليوم»، وأضافت الكتائب أن عناصر «ما زالوا يخوضون المواجهة الشاملة مع جيش الاحتلال المتوغل في المخيم».
في المقابل، أوردت الإذاعة الرسمية في إسرائيل أن الجيش يستعد لإنهاء هجومه في جنين «ما لم تحصل تطورات جديدة»، فيما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا لإجراء تقييم أمني للوضع في جنين.
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه «حرب مفتوحة على أهالي جنين».
في الأثناء، صرّح نائب محافظ جنين كمال أبو الرب أن «حوالى 3000 شخص غادروا المخيم حتى الآن»، مضيفا أنه يجري اتخاذ الترتيبات لإيوائهم في مدارس وملاجئ أخرى في مدينة جنين.
وفي ردود الفعل الدولية، حضّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الجيش الإسرائيلي على «ضبط النفس» وحماية المدنيين الفلسطينيين، مع تكراره دعم بريطانيا «لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها»، وإدانته ما وصفه بالاعمال «الارهابية» الفلسطينية.
لكنّ رئيس الوزراء قال للنوّاب «يمكننا القول إنّ حماية المدنيّين يجب أن تكون الأولوية في أيّ عملية عسكرية ونحضّ الجيش الإسرائيلي على التحلّي بضبط النفس في عمليته وكافة الاطراف على تجنّب مزيد من التصعيد في كلّ من الضفة الغربية وغزة، سواء الآن أو في الأيام المقبلة».
من جانبه، قال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان إنه «قلق للغاية» بشأن العنف ودعا إلى احترام القانون الإنساني الدولي.