شروق وغروب – بقلم خليل الخوري – المؤتمر الدولي
ماذا يريد الذين ارتفعت عقيرتهم ضدّ كلام البطريرك بشارة الراعي القائل بمؤتمر دولي من أجل لبنان؟ فعلاً، ماذا يريد هؤلاء؟ ولعلّ السؤال الأكثر صوابيةً ودقّةً هو: ما هو بديلكم عن المؤتمر الدولي؟ هؤلاء يرفضون الحوار. أولئك لا يريدون التوافق. وآخرون يريدون فرض مشيئتهم وليس لدى أي طرف مشروع فعلي وعملي قابل للتنفيذ ليس للخروج من دوّامة الأزمة القاتلة بل أقله لوضع الاستحقاق الرئاسي على سكة صحيحة… ومع ذلك لا يريدون المؤتمر الدولي.
نبادر الى القول إننا، من حيث موقفنا المبدئي، يؤلمنا أي تدخل خارجي في الشأن اللبناني، ولكن هل لدينا طاقم سياسي يستطيع، أو يريد، أن يقدم أي مشروع إنقاذي؟ وبالتالي هل نبقى نتفرّج على الانهيار يستجر انهياراتٍ متسلسلةً تتناسل انحداراً من دون حدود، فقط لأننا ندّعي (كذباً ونفاقاً) التمسك بأهداب سيادة غير موجودة في الممارسة والنهج، ولا على أرض الواقع.
ثم، أوليس أن رافضي المؤتمر الدولي بدعوى الحرص المنافق على السيادة، قد قَبِل فريق منهم المبادرةَ الفرنسية ولم يعارضها فريق آخر؟
ومن ثَمَّ، أوليس أن القبول بِـ «الخماسية»، المرشّحة لأن تصبح سداسية يتعارض مع مزاعم السيادة؟
فهل نتغرغر بالسيادة في وقتٍ نقبل ان تُسمّي لنا دولةٌ أجنبية رئيس جمهوريتنا ورئيس وزرائنا، وتعيّن لنا دولة أجنبية أخرى قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان؟
أي سيادة هذه، وهي ليست ذات معيارَيْن وحسب، إنما بضعة معايير أيضاً؟
والاتفاقات التي عقدتها أطراف لبنانية في الخارج القريب والبعيد وتناولت شؤوننا السيادية بامتياز ألم تكن برعاية إقليمية ودولية وهي دارت حول تعديلات جوهرية في الدستور حيناً، وتقرير مَن يكون رئيساً للجمهورية حيناً آخر؟ الخ…
أو أن السيادة هي أيضاً وجهة نظر مع هذا الطاقم السياسي الهجين؟!.
وهل المطلوب من سيد بكركي أن يظلّ يعاين الكارثة التي قادت الجماعة السياسية لبنان واللبنانيين الى نيرانها من دون أن يتقدم باقتراح علّ وعسى ينبثق منه نور قيامة لبنان؟
وتكراراً، تفضلوا وهاتوا ما عندكم من خطط إنقاذية حقيقية، وليس مجرد مشاريع شخصية وفئوية، وعندئذ اعترضوا على اقتراح الكاردينال بشارة الراعي ما طاب لعقيرتكم الصراخ.