لماذا تحقيق النجاح أصبح صعباً للفنّانين والممثّلين؟
لماذا تحقيق النجاح أصبح صعباً سواء للفنّانين أو الممثّلين؟ السبب أنّ المنافسة كبيرة في كلّ مجالات الفن وخصوصاً مع ظهور المنصّات، وتقلّبات فرص العمل، وتأثّر صناعة الفن والترفيه بالأزمات الإقتصادية، وصار مطلوباً من الفنّانين والممثّلين مواكبة أذواق الجمهور، وتقديم محتوى يحظى بالمتابعة، وتطوير المهارات لأنّ النجاح ليس وجهة نهائية، وإنما هو رحلة مستمرة تتطلّب بذل الجهد بشكل مستمر.
*غريتا عون-ممثّلة: برأيي أنّ النجاح صار أسهل تحقيقه، لكن تغيّرت معاييره، وصار يُقاس للأسف بعدد المتابعين وقوّة وجود الفنّان أو الممثّل على مواقع التواصل الإجتماعي وحجم تفاعله مع متابعيه. وأكبر دليل هو تحقيق البعض للشهرة، ولكن المحتوى الذي يقدّمونه جداً دون المستوى.والصعوبة تكمن بالجهد الكبير الذي يلزم المشاهير القيام به لمواكبة هذه الموجة، يعني صار الجهد مضاعفاً: على اللوك والشكل، وتقديم كل شيء جديد وباستمرارية، وعلى المحتوى الذي يريدون تقديمه، وعلى الموهبة وتطويرها. وأنا أحاول أن أحافظ على الصورة التي أحب الظهور فيها، وفي الوقت نفسه أواكب كل المعايير.
*جوانا ملاح – فنّانة: في كلّ مرّة يحقّق فيها الفنّان نجاح معيّناً، يصبح مطالباً بالعطاء أكثر. وكلّما أصبحت ثقة الجمهور بالفنّان أكبر، تصبح المسؤولية أكبر بالنسبة لاختياراته الغنائية، ولهذه الأسباب بعيش الفنّان بحالة قلق مستمرّة وهذه برأيي ضريبة النجاح.
*رانيا عيسى – ممثّلة: الفنّانون يحقّقون النجاح، أمثال نجوى كرم، وإليسا، ونانسي عجرم، وغيرهن. «يخزي العين ما عم يهدوا» حفلات وشغل ونجاحات بلبنان والدول العربية وأوروبا وأميركا.وربما الفنّانون الناشئون لديهم أصوات جميلة و«خارقة»، لكن مواهبهم «مدفونة» بسبب عدم توفّر الإنتاج لإصدار أغنيات لهم، أيضاً توقّف عرض برامج المواهب لأنّ المحطات لم تعد تملك التمويل. أما بخصوص الممثّلين فنحن نمرّ بمرحلة صعبة جداً، وثلاثة أرباع الممثّلين في بيوتهم، «ما في شغل»، والمحطّات اللبنانية لم تعد تدفع للإنتاجات بسبب الضائقة المادية والصعوبات وغيرها. والإنتاج في لبنان محصور في شركتين هما شركة صادق الصبّاح و «إيغل فيلمز»، وهما حالياً في فترة هدوء ما قبل العاصفة، ومعظم أعمالهما تُعرض على منصّة «شاهد»، والشركتان تنتجان مسلسلاً أو ٢ فقط للمحطّات اللبنانية، وتُعرض هذه الأعمال في شهر رمضان. إذاً السوق أصبح «ضيّقاً» بالنسبة للممثّلين اللبنانيين، والإختيار كذلك، لأنّ الأدوار الرئيسية محصورة بممثّلين معيّنين. علماً أنّ اللبنانيين يبدعون في المسلسلات اللبنانية أو تلك التي يتمّ تصويرها في تركيا، أو في الأعمال المشتركة، ولكن كما قلت السوق «ضيّق كتير عنا».
*أنجيلا مراد (مخرجة سينمائية): النجاح لم يكن يوماً من السهل تحقيقه، لكن غالباً ما يختلط مفهوم الشهرة بالنجاح. بالتالي ليس كل شخص معروف أو مشهور هو شخص ناجح، خصوصاً في عصر وسائل التواصل الإجتماعي، حيث أصبحت الشهرة متاحة للجميع بعيداً عن أيّ محتوى أو موهبة. وفي الغناء كما في التمثيل ما ينقصنا اليوم هو المحتوى، طبعاً مع بعض الإستثناءات التي لم تشوّهها وسائل التواصل الإجتماعي. وفي النهاية، الموهبة الحقيقية تفرض نفسها، وتتميّز وتكتب قصة نجاحها المحتوم.
فدوى الرفاعي