قرع لأجراس الكنائس.. وميقاتي: لضبط الوضع ومنع تطور الأمور بشكل سلبي
حالة من الغليان سادت منطقة الكحالة أمس، اثر انقلاب شاحنة محملة بالأسلحة تابعة لـ»حزب الله» آتية من البقاع، بسبب الحمولة الزائدة عند احد منعطفات البلدة ، وعندما اقترب أحد الدراجين التابعين لقوى الامن الداخلي ليطلب أوراق السائق والشاحنة، ترجل مسلحون كانوا يواكبون الشاحنة بسيارة من الخلف، وطلبوا من الدراج المغادرة، وبعد تجمهرالأهالي في المكان حول الشاحنة ، بدأ عناصر الحزب بإطلاق نار بالهواء للترهيب ما أدى الى سقوط جريح بحالة حرجة من أبناء المنطقة ويدعى فادي بجاني الذي توفي لاحقا كما قتل أحد عناصر الحزب وجرح آخرون. وضربت عناصر من الجيش والقوى الامنية طوقا حول المكان.
وعلى الفور، حضرت قوة من الجيش، وعندما حاولت رفع الشاحنة، سادت حالة من الغضب بين أهالي المنطقة الذين طالبوا بعدم رفعها قبل معرفة صاحبها والسائق الذي فر مع مجموعة مسلحي حزب الله. وسجل تدافع بين عناصر الجيش وأهالي المنطقة الذين أقفلوا الطريق وطالبوا بكشف وتوقيف القاتل، مؤكدين أنهم لن يفتحوا الطريق وبان مشكلتهم ليست مع الجيش اللبناني.
يشار الى ان شاهد عيان من المنطقة اكد ان فادي بجاني يرقد في المستشفى وهو في حالة حرجة.
الى ذلك، قرعت أجراس الكنائس ما ينم عن غضب كبير في البلدة.
ونقل مراسل العربية الحدث أن شاحنة تنقل عتادًا عسكريًا لحزب الله قادمة من البقاع انقلبت على طريق الكحالة، مشيرًا إلى إطلاق رصاص في المحلة وناقلًا عن شهود قولهم إن مسلحين قتلوا مدنيًا.
ميقاتي: لكشف الملابسات
تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع قائد الجيش العماد جوزاف عون ملابسات الكحالة، وطلب رئيس الحكومة الاسراع في التحقيقات الجارية لكشف الملابسات الكاملة لما حصل بالتوازي مع اتخاذ الاجراءات الميدانية المطلوبة لضبط الوضع.
ودعا رئيس الحكومة الجميع الى التحلي بالحكمة والهدوء وعدم الانجرار وراء الانفعالات وانتظار نتيجة التحقيقات الجارية.
وأكد ان الجيش مستمر في جهوده لاعادة ضبط الوضع ومنع تطور الامور بشكل سلبي.
رواية حزب الله
أصدرت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» البيان الآتي: «أثناء قدوم شاحنة لحزب الله من البقاع الى بيروت انقبلت في منطقة الكحالة وفي ما كان الأخوة المعنيون بإيصالها يقومون بإجراء الاتصالات لطلب المساعدة ورفعها من الطريق لمتابعة سيرها الى مقصدها، تجمع عدد من المسلحين من المليشيات الموجودة في المنطقة، وقاموا بالاعتداء على افراد الشاحنة في محاولة للسيطرة عليها، حيث بدأوا برمي الحجارة اولا ثم باطلاق النار مما اسفر عن إصابة أحد الاخوة المولجين بحماية الشاحنة وتم نقله بحال الخطر الى المستشفى حيث استشهد لاحقا. وقد حصل تبادل لاطلاق النار مع المسلحين المعتدين، في هذه الاثناء تدخلت قوة من الجيش اللبناني ومنعت هؤلاء المسلحين من الاقتراب من الشاحنة أو السيطرة عليها. ولا تزال الاتصالات جارية حتى الآن لمعالجة الاشكال القائم».
وفي رد سريع على بيان الحزب توجه أهالي الكحالة في بيان له بالقول:»أنتم الميليشيا وليس نحن.»
الجيش بين عين الرمانة والشياح
انتشر عناصر الجيش اللبناني بشكل كثيف على خط غاليري سمعان، بين منطقتي الشياح وعين الرمانة، لتفادي أي توتر في المكان على إثر الاشتباكات التي حصلت في الكحالة وسقوط قتيلان، بعد انقلاب شاحنة تحمل السلاح تابعة لحزب الله.
القوات: لمنع التفلُّت الأمني
الى ذلك، صدر عن منطقة عاليه في «القوات اللبنانية» بيان رأى فيه أن «مرة جديدة يدفع اللبنانيون ثمن التفلت الأمني وانتشار السلاح غير شرعي، وهذه المرة كانت الكحالة الأبية مسرحاً لاستعراض فائض القوة واطلاق النار المباشر باتجاه المدنيين الذين تجمعوا على أثر انقلاب شاحنة يُعتقد أنها تحمل السلاح ليتبين أن مجموعة مسلحة ترافقها وقد قامت المجموعة باطلاق النار المباشر على المدنيين ما أدى الى استشهاد فادي يوسف البجاني الذي كان يحاول انقاذ السائق».
وتابع البيان: «ان القوات اللبنانية في منطقة عاليه اذ تدعو القوى الأمنية وبخاصة الجيش اللبناني للقيام بدورهم عبر توقيف مطلقي النار واحتجاز الشاحنة واجراء التحقيقات اللازمة ومنع أي مظهر من مظاهر التفلت الميليشياوي، تؤكد أن الكحالة لم ولن تكون مكسر عصا لعصابات السلاح المتفلت والمشاريع العابرة للحدود، فدويلة العصابات والسلاح لن تمر في الكحالة ودماء شباب الكحالة من جو بجاني الى فادي بجاني، كما دماء كل اللبنانيين من الكحالة الى عين إبل غالية جداً ولن نسمح بأن تذهب هدراً».
ردود فعل
{ كتب نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني عبر حسابه على منصة «أكس»: «هدر دماء ابن الكحالة الذي استشهد برصاص الغدر جريمة موصوفة. مشهدية الكحالة تؤكد المؤكد الا أمل ببناء دولة في ظل وجود الدويلة، واستعدادها لقتل اللبنانيين في سبيل حماية سلاحها».
{ كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب الياس اسطفان عبر حسابه على منصة «أكس»: «1680 و 1701 والباقي لا قيمة له . نريد سلطة تحمي المواطن وليس المعتدي . دم فادي بجاني رسالة صارخة ان الشعب اللبناني يرفض الدويلة . كفى».
{ اعتبر عضو تكتل «لبنان القوي» النائب سيزار ابي خليل، انّ «بيان حزب الله يجافي للحقيقة وبداية اي حديث بتسليم الفاعلين».
{ حيّا النائب نديم الجميّل، أهالي بلدة الكحالة على «صمودهم ووقفتهم السلمية وأحيي البطل الشهيد الذي سقط دفاعاً عن كرامة أهله وبلدته وحريتهما».
ولفت الجميل في حديث تلفزيوني الى أن «ما حصل من اغتيال الياس الحصروني في عين ابل وحادثة كوع الكحالة مروراً باشتباكات عين الحلوة تبرهن أن الجيش لم يعد يستطيع ضبط الأمن ولربما ما نراه يعيدنا 40 عاماً إلى الوراء».
وأضاف «على الجيش أن يخبرنا فوراً عن حمولة الشاحنة ومالكها ويجب أن يؤكدوا لنا أنها لن تعود إلى حزب الله وفي حال عادت إلى الحزب فستكون نهاية الجيش وما تبقّى من الدولة».
{ كتب النائب عماد الحوت عبر حسابه على منصة «أكس»: «حادثة الكحالة تؤكد ضرورة الوصول لاستراتيجية دفاعية للدولة اللبنانية يخضع لها الجميع ويتشاركوا من خلالها بواجب مقاومة العدو، ويتعاونوا بضوئها على بناء الوطن بناءً صحيحاً. المشكلة ليست في مقاومة العدو فكلنا في مواجهته سواء وشركاء، المشكلة بتفلت السلاح تحت عنوان السرايا وغيره».
{ كتب النائب مارك ضو عبر منصة «اكس»: «نتوقع فورا تحرك من الأجهزة الأمنية باعتقال كل من أطلق رصاص ضد الأهالي في الكحالة وليس حماية سلاح غير شرعي. وعلى القضاء فتح تحقيق ونشر كل من له علاقة بشاحنة السلاح وتوقيفهم فورا. حياة الناس وقراهم ليست مستباحة للميليشيات وتجار السلاح «.
{ كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب بيار بوعاصي عبر حسابه على منصة «أكس»: «تَحمُّل القوى الامنيّة والسياسيّة مسؤولياتها بنتيجة الوضع في الكحالة قد يكون فرصتها الأخيرة لإثبات التزامها بأن أمن المواطنين فوق كل اعتبار. كلّ متخاذل جبان ومتواطئ. الكحالة مش مكسر عصا».
{ قال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب سعيد الأسمر إن: فجور ووقاحة هذه الدويلة الشاذة عن أدنى المقوّمات التي تقوم عليها سيادة أي دولة يجب وضع حدّ حازم وجازم لهما. أضاف عبر “X”: لقد قرِف القرف من قرفِكم واشمأزّ الإشمئزاز من استفزازاتكم. تابع: على ما تبقّى من كرامة لهذه الجمهورية أن ينتفض.
{ أكد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب زياد الحواط أن “الجريمة التي وقعت في الكحالة أكدت السقوط المدوي للدولة أمام الدويلة والخضوع لها بالكامل”.
وأضاف عبر “X”: كيف يسرح السلاح الفالت ويمرح تحت عيون الدولة الساقطة؟ لم يعد ممكناً التعايش مع الحالة الشاذة ولن نقبل أن يقتل اللبنانيون العزّل في بيوتهم.
{ أوضح النائب نزيه متى في حديث لقناة الـ»إم تي في» تعليقًا على حادثة الكحالة، أنّ «ما حصل انتهاك لسيادة لبنان ولضيعة مُسالمة ولن نقبل في تغطية الجريمة، ونُريد أن نعرف من قتل فادي بجاني ونطلب من الجيش أن يبسط سلطته على كل الأراضي اللبنانية».
*سألت عضو تكتل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب: ماذا ننتظر من دولة يغيب فيها مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية عن موقع الجريمة التي سقط فيها مواطن امام الكنيسة على كوع الكحاله بسلاح غير شرعي حماية لسلاح غير شرعي ولا يقوم بدوره بفتح تحقيق قضائي جدّي ويضبط الأدلة بل ينتظر طمس الحقيقة واخفاء الادلة حماية للدويلة!”.
{ سأل عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص: “ما بتستاهل الكحالة توقف ع خاطر اهلها وشهيدها يا وطن؟”. أضاف عبر “X”: “ليش مصرّ تشيل الآلية الليلة يا وطن؟”. وتابع: “في حدا عم يدعس ع رقابنا وكرامتنا، منتبهلو يا وطن؟ او انت وطن بس علينا يا وطن؟”.
{ كتبت الإعلامية ديما صادق عبر منصة « أكس»: من شويا، لخلدة، للكحالة حوادث كلها تؤكد أن اكثرية المناطق اللبنانية ما بقا رح تسكت عن مدنسي صفة المقاومة».
أضافت: «صحيح ميزان القوة لصالحكن اليوم، وصحيح المعركة طويلة، ولكن هيك معركة يستحيل الا ان تنتهي بانكساركم، لان كل اللبنانين يلفظونكم، يا افظع من دنس مفهوم المقاومة».