بلينكن يحثُّ إسرائيل على خفض التصعيد واستشهاد فلسطيني في الضفة
قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث امس مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون دريمر أهمية خفض التصعيد والتزام واشنطن بحل الدولتين للصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين.
وأوضح فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحفيين أن بلينكن ودريمر ناقشا أيضا التحديات الإقليمية التي تشكلها إيران ووكلاؤها.
يأتي ذلك فيما اعلن الجيش الإسرائيلي انه قتل فجر امس خلال عملية «استباقية» في جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة مسلّحاً فلسطينياً وأصاب بالرصاص مدنيَّين بينهما عاملة صحية جروحها خطرة، وفق ما أكّدت مصادر إسرائيلية وفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «استشهاد الشاب مصطفى الكستوني (32 عاماً) بعد إصابته برصاص الاحتلال في الرأس والصدر والبطن، خلال العدوان على جنين صباح امس «.
وأكّدت الوزارة في بيان منفصل إصابة «إحدى موظفات وزارة الصحة (34 عاما) تعمل في المهن الطبية المساندة برصاصتين في البطن والصدر خلال العدوان على جنين».
وأصيبت العاملة بينما كانت في طريقها إلى عملها في مديرية صحّة جنين القريبة من الحارة الشرقية حيث وقعت الاشتباكات، وفق ما أكد نائب محافظ جنين كمال أبو الربّ.
وبحسب أبو الربّ فإنّ حالة الجريحة «خطرة» لكنّها «مستقرة».
وأشار مدير خدمة إسعاف الهلال الأحمر في جنين محمود السعدي إلى أنّ الجريح الثاني هو شاب أصيب بالرصاص في قدمه وجروحه متوسطة وقد نقل إلى المستشفى للعلاج.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّ قواته نفّذت «عملية استباقية ووقائية لاعتقال خلية إرهابية مرتبطة بمنظمة الجهاد الإسلامي الإرهابية»، مؤكّداً «اعتقال مطلوبين إثنين».
وأكّد بيان الجيش «مقتل مصطفى قمبع (الكستوني) من سكان جنين بعد إطلاقه النار على القوات ومحاولته الفرار أثناء محاولة اعتقاله».
وبحسب بيان الجيش فإنّ القتيل «تورّط في عمليات وأطلق النار على جنود» الجيش الإسرائيلي.
وأشار الجيش في بيانه إلى أنّ وحداته عثرت في المبنى المستهدف على «مسدس وعشرات العبوات الناسفة الجاهزة للاستخدام وقد تمّ تفكيكها».
وخلال العملية أصيب جندي من حرس الحدود الإسرائيلي «بجروح طفيفة»، وفق بيان الجيش.
وكان محمد حردان مالك مخبز يقع أسفل المنزل الذي استهدفه الجيش الإسرائيلي شاهداً على العملية الإسرائيلية التي تمّت «في الساعة السابعة والربع من خلال مركبتين مدنيتين إحداهما فضية اللون».
وأفاد حردان بأنّ «القوات الخاصة (الإسرائيلية) اختطفوا شابين من الشارع الرئيسي (أحدهما شقيق مصطفى الكستوني) وأخذوهما في هذا الاتجاه ودخلوا المبنى من الجهة الجانبية».
وأشار حردان إلى المنزل، قائلا «هنا قتلوا مصطفى القمبع (الكستوني)».
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ العام 1967 تصاعداً في وتيرة أعمال العنف بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وشمل هذاالتصعيد عمليات عسكرية إسرائيلية متكرّرة ضدّ أهداف فلسطينية وتنفيذ فلسطينيين هجمات ضدّ مستوطنين إسرائيليين.
وتركّز التصعيد في شمال الضفة الغربية في مدينتي نابلس وجنين اللتين تعتبران معقلاً للفصائل الفلسطينية المسلّحة.
وقال نائب محافظ مدينة جنين كمال أبو الربّ إنّ «وحدات خاصة إسرائيلية متخفّية دخلت في مركبات فلسطينية مدنية، وحاصرت منزلاً في الحارة الشرقية من المدينة لاعتقال أحد المطلوبين، وتمّ كشف الوحدة ووقعت مواجهات مسلحة».
من جهتها، نعت «كتيبة جنين» وهي مجموعة فلسطينية مسلّحة تنشط في المدينة «الشهيد المجاهد مصطفى الكستوني (32 عاماً) أحد مجاهدي كتائب شهداء الأقصى، الذي ارتقى خلال تصدّيه لقوات الاحتلال برفقة مجاهدينا في كتيبة جنين».
وقالت الكتيبة في بيانها إنّ عناصرها استهدفوا القوة الإسرائيلية بـ»صليات كثيفة ومتتالية من الرصاص والعبوات المتفجرة، وخاض مجاهدونا اشتباكات مع تعزيزات الاحتلال التي وصلت للمكان لفكّ القوة الخاصة وسحبها».
من جانبها، نعت هيئة شؤون الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية «شهيد جنين» الكستوني، مشيرة إلى أنّه «أسير سابق وشقيق لأسيرين أحدهما اعتقل خلال العملية العسكرية.
وبعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنين، رصد مصور فرانس برس فلسطينيين يتجمعون قرب أنقاض المبنى الذي استهدفه الجيش في شارع ضيّق.
وتأتي المواجهات في مدينة جنين بعد يومين من إعلان الجيش الاسرائيلي عن «فشل» محاولة إطلاق صاروخ من مدينة جنين باتجاه مستوطنة اسرائيلية.