شروط تأديبية في حفل عمرو دياب في لبنان.. ممنوع النقد
كرّم وزير السياحة وليد نصار الفنّان المصري عمرو دياب بعد وصوله على متن طائرة خاصة إلى مطار رفيق الحريري لإحياء حفلة في الواجهة البحرية لبيروت، وتمّ اتخاذ تدابير أمنية إستثنائية من بينها إقفال بعض الشوارع بسبب توافد حوالى ١٥ ألف شخص. وقبل ساعات من موعد الحفل، إنتشرت على مواقع التواصل وثيقة وزّعها متعهّد الحفل على الصحافيين للتوقيع عليها: «أنا الموقّع أدناه أفيد وأنا أتمتّع بكامل الأوصاف المعتبرة شرعاً وقانوناً وبدون إكراه وبملء إرادتي». وتضمّنت الوثيقة عدّة شروط، من بينها تعهّد الصحافيون الجلوس في الأماكن المسموح الجلوس فيها فقط. عدم كتابة مقال أو منشور من شأنه الإساءة لقيمة الحفل أو لشخصية عمرو دياب أو للشركة المنظمة. كما أنّ للفنّان عمرو دياب والشركة المنظمة الحق المطلق بطلب حذف أي مقال أو تصريح منشور أو متداول به عبر مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية عند مخالفة الشروط ومن دون الحاجة لإنذار أو مراجعة القضاء.
وقاحة
نحن إذ نقدّر الجهود التي يبذلها المنظّمون لإقامة فعاليات ناجحة، وسعيهم للحفاظ على مستوى عالٍ من الجودة في التغطية، ونفهم أنّ هناك رغبة في الحفاظ على أجواء إيجابية للحدث، لكن لا أحد فوق النقد، حتى لو وقف الجمهور بالطوابير لحضور الحفل، أو التزموا ارتداء اللون الأبيض، أو نفذت التذاكر بعد ساعات من الإعلان عن موعد الحفل، أو كانت أسعار البطاقات وصلت إلى ١٠ آلاف دولار جلوساً.
لماذا فرض التوجيهات بوقاحة على الصحافيين على طريقة الراعي والغنم؟
أليس تقديم التوصيات هو تدخّل بعمل الصحافي؟
هل القمع هو عدم ثقة بمهنية ومصداقية الصحافة اللبنانية؟
هل هذا حفل أو صف حضانة؟
هذه سابقة في توجيه دعوة مشروطة لحضور حفل فني، هل كان المطلوب أيضاً من الصحافيين التصفيق وأداء القسم قبل دخول الحفلة، والقول بإطراء مفرط «أمرك يا باشا»؟
الذليل والبلا كرامة من الزملاء هو من خضع، وخفض رأسه طاعةً للشروط التأديبية، ووقّع على فرامانات وقحة لتقزيم حرّيته، وحضر لتكريس مافيا دكاكين منظّمي الحفلات وشروطهم المخالفة للقوانين والأخلاق.
فدوى الرفاعي