عين الحلوة على شفير الانفجار مجدّداً… اتّفاقيات تنهار واستقدام سلاح ومسلحين
نجوى ابي حيدر
مع انتهاء المهلة التي حددتها هيئة العمل الفلسطيني المشترك الاربعاء الماضي لتسليم المطلوبين الثمانية بجريمتَي قتل العميد الفتحاوي أبو أشرف العرموشي والإسلامي عبد الرحمن فرهود، من دون تسليم اي منهم ، بلغ منسوب الخوف من تجدد الاشتباكات في مخيم عين الحلوة أوجهُ تعززه حركة استقدام سلاح ومسلحين وتحصين وتدشيم مواقع قتالية، بحيث قد لا ينقضي الاسبوع الجاري الا وتكون الاشتباكات قد تجددت، إن لم يطرأ ما يفرملها، بحسب المعطيات والمؤشرات المتجمعة في افق المخيم.
في مكتب نائب صيدا اسامة سعد، كان يفترض ان يعقد اليوم اجتماع بين رئيس الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب الذي تعتبره حركة فتح منحازا للاسلاميين، بعدما اعتبر في خطبة الجمعة ان معالجة الاشتباك تكون بالتفاهمات السياسية وليست الأمنيةً أو بتسليم المطلوبين، وبين مسؤولين من حركة فتح بهدف عقد مصالحة بين الطرفين ، الا ان المعلومات اشارت الى ان الاسلاميين لم يتمكنوا من الخروج من المخيم فطار الاجتماع ، وبقيت الامور على حالها.
مصادر امنية لبنانية تؤكد لـ»المركزية» انها تراقب من كثب حركة مخيم عين الحلوة كما سائر المخيمات الموضوعة تحت المراقبة الدقيقة لمنع الانفجار بعدما اخفق اتفاق اجتماع السفارة الفلسطينية ولم تلتزم الاطراف لا بالآلية ولا بالمهلة الزمنية التي انقضت امس. واذ تشير الى ضغط كبير يمارس على بعض الفصائل لتسليم المطلوبين بهدف تنفيس الاحتقان وسحب فتيل اندلاع الاشتباكات مجددا، يفيد بعض المعلومات عن نقل مجموعات مسلحة اخيرا من سوريا الى عدد من المخيمات الفلسطينية في لبنان. شأن ترى فيه اوساط تتابع ملف المخيمات، محاولة لتوسيع الانتفاضة الفلسطينية ضد السلطة، مع بدء المفاوضات الفلسطينية -الاسرائيلية المتوقعة في وقت غير بعيد على الارجح . وتقول لـ»المركزية» ان ايران تسعى الى تحوّيل الضفة الى غزة جديدة، لتؤكد امتلاكها الورقة الفلسطينية وتدعم كل تحرك من شأنه ان يخدم هذا الغرض، لا سيما في مخيمات لبنان . وتذكّر في السياق ان اسرائيل حينما احتلت لبنان وصولا الى العاصمة بيروت لم تدخل مخيم عين الحلوة ولم تحتله، بل اكتفت بمحاصرته ومحاصرة الفلسطينيين الموجودين فيه.
وتضيف الاوساط ان مخيم عين الحلوة بات يؤرة للارهابيين والدواعش والاصوليين والهاربين من العدالة والمتطرفين من مختلف الفصائل يتوزعون على مربعات نفوذ تشكل كل منها منطلقا لاعمال امنية قد تندلع في اي لحظة، ما يوجب وضع حد لحال شاذة تتهدد ليس المخيم فحسب بل لبنان ككل ، في ضوء الخشية من تمدد الاشتباكات الى خارجه واشتعال سائر المخيمات، اذ ما اقتضت الحاجة الاقليمية ذلك في غفلة من الزمن والارضية جاهزة.
وتقترح الاوساط في حال رغبت السلطة اللبنانية في تفادي انفجار كهذا ان تعمد الى نقل سكان عين الحلوة الى مخيم جديد يتم انشاؤه في البقاع مثلا او غيره من المناطق وهدم المنشأت القائمة فيه وتاليا تغيير هويته وتحويله الى منطقة امنة، الا ان الرغبة في ذلك لا تبدو متوافرة والذريعة الدائمة ان وضع عين الحلوة ليس موضوعا لبنانيا بحتا، انما تتداخل فيه العوامل والارتباطات الاقليمية، حتى ان قرار هيئة الحوار الوطني الذي قضى بجمع السلاح من خارج المخيمات وضبطه في داخلها لم ينفذ على رغم مرور 17 عاما عليه، فكيف الحال بالنسبة لخطوة كهذه؟