استمرار الوضع الأمني متوتّراً في مخيم عين الحلوة رغم قرارات وقف إطلاق النار
قذائف ورصاص قنص وإصابات في محيط المخيم وإزالة خيم لإيواء النازحين
تراجعت بعد ظهر امس حدة الاشتباكات داخل مخيم عين الحلوة، والتي كانت قد اشتدت طوال النهار على محاور عدة، حيث شهد المخيم اشتباكات متقطعة، وذلك بعدما اصدر «الشباب المسلم» بيانا «مفاجئا» يطلب فيه وقف اطلاق النار والتزامه به «حقنا للدماء داخل المخيم»، فيما عمم المسؤول في «الشباب المسلم» هيثم الشعبي تسجيلا صوتيا يطلب فيه من جميع عناصره الالتزام بوقف اطلاق النار «رأفة بالشيوخ والاطفال وبمشاهد التهجير التي يشهدها المخيم».
«الشباب المسلم»
وجاء في بيان «الشباب المسلم»: «نحن تجمع الشباب المسلم، وأنصار الشباب المسلم وكل من يعنيه الأمر من الإسلاميين في هذه الأحداث المؤلمة، نعلن تديُّنا وتقرُّبًا إلى الله، وحقنًا للدماء، وحفاظًا على أهلنا ومخيمنا بعد أن بدأت تتَّضح لنا معالم التهجير وإنهاء قضية اللاجئين، نعلن وقف إطلاق النار، وكافة الأعمال العسكرية من طرف واحد، آملين من كل الصادقين والمخلصين والحريصين على قضية فلسطين وشعب فلسطين السعي لدى الطرف الآخر من أجل الالتزام بوقف شامل وكامل لإطلاق النار».
وفي السياق، اشارت معلومات ان اجتماعا للفصائل الفلسطينية سيعقد غدا في مكتب النائب اسامة سعد،
وفي اتصال لـ»الوكالة الوطنية للاعلام» مع مدير مستشفى الهمشري في صيدا عضو قيادة حركة فتح الدكتور رياض ابو العينين، لفت الى انه «كان الاولى بالشباب المسلم المسارعة الى تسليم قتلة العميد ابو اشرف العرموشي ورفاقه، وتنفيذ مقررات اجتماع سفارة دولة فلسطين من اجل انهاء الاشتباكات وتثبيت وقف اطلاق النار»، لافتا الى ان «حركة فتح ملتزمة بقرار وقف اطلاق النار، ولكن في كل مرة نعمل على تنفيذه تُفاجأ عناصرنا بهجوم وباطلاق نار باتجاهها ما يضطرها للرد على مصادر النيران، وبالتالي اشتعال محاور الاشتباك من جديد».
وقال ابو العينين: «كما نحن حريصون على وقف اطلاق النار، حريصون ومصرون في الوقت نفسه على تسليم القتلة من اجل سحب فتيل التفجير ومحاسبة كل من تخول له نفسه العبث بأمن شعبنا ومخيمنا» .
اما على الصعيد الطبي ومواكبة المستشفى للاحداث، لفت ابو العينين الى ان حصيلة الاشتباكات منذ اندلاعها يوم الخميس هو خمسة قتلى و52 جريحا وان هناك سبع نقاط لفرقنا الطبية منتشرة عند محاور الاشتباكات داخل المخيم، تعمل على نقل الجرحى ومعالجة الحالات التي لا يستدعي نقلها ميدانيا».
شريط الاشتباكات
جاء ذلك بعد تصاعد حدّة الاشتباكات امس ، حيث افيد عن تساقط القذائف خارج المخيّم لتطال مدينة صيدا والاوتوستراد البحري لجهة الجنوب، فيما بلغت حصيلة القتلى الـ9.
وفي التفاصيل، شهدت جولة الاقتتال عصراً مواجهات عنيفة عند محور الرأس الاحمر والطيري وحي التعمير والطوارئ، شنت خلالها حركة فتح هجوماً عنيفاً من البركسات باتجاه حي الطوارئ ومدارس الاونروا، حيث معقل المجموعات الاسلامية، لتخفيف الضغط عليها عند جبهة الرأس الاحمر وحطين، التي انسحبت من بعض مواقعها التي كانت سيطرت عليها بالامس. كما شهد محور جبل الحليب حطين اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والقذائف التي طاولت حي الجامعة والجانب البحري، وتضررت الواجهة الزجاجية لشركة سليم للتجارة قرب المهنية في صيدا، اثر إصابتها بقذيفة «لانشر» كما سقطت اخرى قرب سنتر ابو دراع في المدينة.
كر وفر
وكانت ساحة مخيم عين الحلوة قد تحولت ظهرا ً إلى عمليات كر وفر بين «فتح» والمجموعات المتشددة عند محور حطين ، استخدمت فيها الاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وسقط إحداها في جوار المخيم على الاوتوستراد الشرقي الذي يربط المدينة بالجنوب والمقفل امام السيارات في وجهة سير نحو الطريق الساحلية البحرية، كما انفجر عدد من القذائف الصاروخية في اجواء مدينة صيدا و درب السيم وسيروب، كما أدى الرصاص الطائش الى اصابة المواطن عدنان الزكنون في منطقة تعمير عين الحلوة، ونال الرصاص ايضاً من احدى السيارات في تعمير حارة صيدا.
فشل مساعي التهدئة
وقد عادت الاشتباكات واشتعلت مجدّداً، على الرغم من الاتصالات والمحاولات التي بذلتها القيادة السياسية في «فتح» و»هيئة العمل الفلسطيني المشترك» وقيادات لبنانية لوقف إطلاق النار، والتي باءت جميعها بالفشل، علماً أنّ السفير الفلسطيني أشرف دبور، استطاع الدخول مساء اول من أمس مع أعضاء في «هيئة العمل الفلسطيني»، لكنّه فشل وواجه صعوبة في إقناع المجموعات المسلحة التابعة لـ»فتح» بالتزام قرار وقف إطلاق النار، كما حاولت القوى الإسلامية إقناع المتشدّدين في عدم إطلاق النار. ولتتركّز الاشتباكات لاحقا على المحور الغربي والجنوبي، الرأس الأحمر وحطين والطيري، بالإضافة إلى محور البركسات، بستان اليهودي وحي الطوارئ ومحلة التعمير التحتاني. وقد أشارت معلومات من داخل المخيم إلى قيام أحد العناصر الإسلامية بقتل ضابط من حركة «فتح» في حي الرأس الأحمر داخل مكتبه واستيلائه على بعض الأسلحة.
إزالة الخيم
في سياق متّصل، أثار مشهد نصب خيم لإيواء النازحين من مخيم عين الحلوة عند مدخل صيدا الشمالي ردود أفعال عديدة على المستوى الرسمي، إذ أفادت معلومات في وقت متأخر أمس بأنّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي طلب من وزير الداخلية بسام مولوي إزالة خيم النازحين من أمام الملعب البلدي في صيدا – وهو ما قد تمّ بالفعل صباح امس، حيث تمّت بشكلٍ كامل إزالة الخيم .وكان وزير الداخليّة والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي قد تواصل مع محافظ الجنوب منصور ضو، وأعطى توجيهاته للقوى الأمنيّة وعناصر بلديّة صيدا لإزالة الخيم. على أن يستمرّ تنسيق الجهود مع الأونروا لإيواء الهاربين في المدارس والمراكز الآمنة. وأصيب مواطن برصاص طائش أثناء مروره على طريق بلدة الغازية، نتيجة الاشتباكات في مخيم عين الحلوة.
الجيش يحذر
وكان صدر اول من امس عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان التالي: على أثر تجدد الاشتباكات المسلحة داخل مخيم عين الحلوة ــــ صيدا، تشير قيادة الجيش إلى أنها تعمل على اتخاذ التدابير المناسبة والقيام بالاتصالات اللازمة لوقف هذه الاشتباكات التي تُعرّض حياة المواطنين الأبرياء للخطر، وتدعو جميع الأطراف المعنيين في المخيم إلى وقف إطلاق النار حفاظًا على مصلحة أبنائهم وقضيتهم، وصونًا لأرواح السكان في المناطق المجاورة. كما تدعو جميع المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر في المناطق المحيطة بالمخيم وعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات، والتقيّد بالإجراءات التي تتخذها الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة حفاظًا على سلامتهم.