ماكرون ممتعض من عدم قبول مساعدته
تزايد الإحباط لعدم وصول الإغاثة إلى مناطق نائية في المغرب
يواجه كثير من الناجين من أقوى زلزال يضرب المغرب منذ أكثر من قرن ظروفاً صعبة في الملاجئ الموقتة التي يحتمون بها بعد أن قضوا ليلة رابعة في العراء، وعبر قرويون في مناطق جبلية دمرها زلزال المغرب عن إحباطهم لعدم تلقي أي مساعدة من السلطات.
وقال التلفزيون الرسمي إن زلزال المغرب الذي بلغت قوته 6.8 درجات وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر يوم الجمعة، حصد أرواح 2901 شخص وتسبب في إصابة 5530.
واستبد اليأس بأشخاص في مناطق نائية عزلتهم الانهيارات الأرضية الناجمة عن زلزال المغرب، وتكثفت جهود الإغاثة في الأماكن التي يمكن الوصول إليها من خلال إقامة مخيمات إيواء وتوزيع الغذاء والمياه.
وقالت وكالة الأنباء المغربية الرسمية إن الملك محمد السادس زار المركز الاستشفائي الجامعي (محمد السادس) في مراكش التي تبعد 72 كيلومتراً من مركز زلزال المغرب للقاء المصابين وتبرع بالدم هناك، في أول ظهور تلفزيوني له منذ وقوع الزلزال.
وقالت وسائل إعلام رسمية يوم السبت إنه ترأس اجتماعاً لتخصيص أموال للمساعدات لكنه لم يُلق خطاباً عاماً بشأن الكارثة.
وتضاءلت آمال العثور على ناجين لأسباب من بينها كثرة منازل الطوب اللبن التقليدية المنتشرة في منطقة الأطلس الكبير لأنها بعد انهيارها تتحول إلى أكوام تراب لا تترك منافذ لتسلل الهواء. ويعاني كثير من سكان القرى من انقطاع الكهرباء والاتصالات الهاتفية منذ وقوع الزلزال، وقالوا إنهم اضطروا لإنقاذ أحبائهم وانتشال الجثامين المدفونة تحت أنقاض منازلهم المدمرة من دون أي مساعدة.
وفي قرية أمزميز التي تقع عند سفح جبل وتحولت إلى مركز للمساعدات، زودت السلطات بعض الأشخاص الذين شردهم زلزال المغرب بخيام، لكن آخرين ما زالوا يعيشون تحت بطانيات.
من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء بالجدل الدائر حول العلاقات بين باريس والرباط بعدما امتنع المغرب عن قبول مساعدات عرضتها عليه فرنسا إثر الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة مراكش الأسبوع الماضي.
وأعلن المغرب الأحد قبوله دعماً من أربع دول هي إسبانيا وبريطانيا وقطر والإمارات، لكنه لم يطلب المساعدة من فرنسا، ما أثار على الفور العديد من التساؤلات.
والثلاثاء، قال ماكرون في رسالة مصورة خاطب فيها الشعب المغربي «من الواضح أنه يعود إلى (…) الملك والحكومة المغربية، بصورة سيادية بالكامل، تنظيم المساعدات الدولية، وبالتالي نحن بتصرف خيارهما السيادي».
والعلاقات بين المغرب وفرنسا، القوة الاستعمارية السابقة والتي تعيش فيها جالية مغربية كبيرة، متوترة منذ أن حاول ماكرون التقرب من الجزائر التي قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع الرباط في 2021 إثر اتهامها المملكة بالقيام بـ»أعمال عدائية».