اشتباكات وقصف متقطّع ومظاهر لشلل تام في الخرطوم

«حميدتي» يهدّد بتشكيل سلطة مدنية بمناطق سيطرته

تشهد حرب السودان منذ نحو أسبوع انخفاضاً في وتيرة المعارك، مع تواصل الاشتباكات المتقطعة وقصف الجيش الجوي والمدفعي لمواقع قوات «الدعم السريع» في كل من الخرطوم بحري وجنوب وغرب أم درمان. كما يواصل الجيش عمليات التمشيط البري في أحياء جنوب الخرطوم المجاورة لسلاحي المدرعات والذخيرة بمنطقة الشجرة العسكرية، وعمليات الاستطلاع الجوي للجزء الشمالي من طريق الخرطوم ود مدني، الرابط بين ولايتي الخرطوم والجزيرة الذي يشهد منذ أيام محاولات من قوات «الدعم السريع» للتوغل داخل الولاية.

وأكد شهود عيان سقوط قذائف مدفعية عشوائية على بعض مناطق محلية، جبل أولياء والقوز والديم ومربع 3 ومربع 2، تسببت بإصابة وجرح عدد كبير من المدنيين، فيما يتواصل قصف الجيش المدفعي الموجّه من قاعدتي كرري ووادي سيدنا على تجمعات ومواقع «الدعم السريع» في محيط سلاح المهندسين جنوب وجنوب غربي أم درمان.

وأفاد الشهود باستمرار القصف المتبادل والاشتباكات بالأسلحة المدفعية الرشاشة الخفيفة داخل أحياء أم درمان القديمة، وسماعهم أصوات دوي القذائف حتى مساء  الخميس.

وأكدت مصادر عسكرية أن الجيش مستمر في القصف الجوي والطيران المسير لمواقع «الدعم السريع» في كل من شرق النيل وحلفايا، وغرب مدينة بحري التي ينطلق منها القصف المدفعي العشوائي في اتجاه محلية كرري والريف الشمالي لأم درمان.

ومع إكمال الحرب شهرها الخامس، يقول مواطنون عالقون وسط القتال داخل الخرطوم إن العاصمة تشهد انهياراً وشللاً كاملاً على مستوى القطاع العام بينما يتضح عجز الحكومة حتى عن توفير المرتبات للعاملين بالدولة، والمدارس والجامعات مغلقة، والموت يحاصر السكان بواسطة الآلة العسكرية والقصف العشوائي والمتبادل بين الطرفين، في مأساة إنسانية مكتملة الأركان.

وقال أستاذ جامعي سوداني لم يغادر أم درمان منذ بداية الحرب حتى اليوم، إنه «على رغم سيطرة الجيش على معظم المقار والمواقع العسكرية التابعة له، لكن العاصمة ما زالت مستباحه للأسف الشديد، وباتت الآن سوقاً كبيرة للمسروقات والمنهوبات يغيب فيها بشكل واضح أي أثر للحكومة والقانون».

اما في مدينة نيالا بجنوب دافور، فاتهم بيان باسم أعيان مدينة نيالا، صراحةً الطيران الحربي التابع للجيش السوداني بقصف منطقة السوق الشعبي وسوق الخضار وموقف الضعين بالمدينة، ما خلف زهاء 40 قتيلاً وعشرات الجرحى، فضلاً عن أضرار كبيرة في الممتلكات.

في الأثناء هدد الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات «الدعم السريع»، بتشكيل حكومة موازية عاصمتها الخرطوم، بحال أقدم رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، على تشكيل حكومة الحرب التي يجري الترتيب للإعلان عنها، خلال ما اعتبر حميدتي أنها اجتماعات أجراها البرهان مع فلول النظام السابق في مدينة بورتسودان.

Spread the love

adel karroum

اترك تعليقاً