الخرطوم تلتهب بالنيران وتبادل اتهامات باعتماد سيناريو “الأرض المحروقة”
تحول وسط الخرطوم إلى لهيب من النيران المشتعلة بكثافة في مختلف أجزائها وسمائها بسبب احتدام الاشتباكات المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني (لليوم الثاني على التوالي)، التي أدت إلى حرق عدد من الأبراج المشهورة في قلب الخرطوم، وهو ما جعل كل طرف يتهم الآخر باتباع سياسة الأرض المحروقة أي تحميله مسؤولية الدمار الذي لحق بالبنى التحتية ومعالم البلاد، في وقت أبدى كثير من السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي حسرتهم على ما أصاب عاصمتهم من دمار لمعظم المنشآت الحيوية والاستراتيجية.
وأكد وزير الصحة المكلف هيثم محمد أن كل المستشفيات الرئيسة في الخرطوم ودارفور خرجت عن الخدمة بسبب تزايد أعمال العنف والاشتباكات بين الجيش والدعم السريع.
وبحسب شهود، فإن محيط القيادة العامة للجيش شهد الأحد قتالاً عنيفاً بين الطرفين تصاعدت على أثره أعمدة الدخان، وذلك باستخدام المدفعية الثقيلة، كما تجدد القصف المدفعي باتجاه تمركزات الدعم السريع نواحي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية، حيث سمع دويه في مناطق جنوب الحزام بالخرطوم.
كما أشار الشهود إلى أن الجيش استهدف عبر الطائرات المسيرة مواقع عدة للدعم السريع في المنطقة الصناعية بحري ومستشفى الأمل في كوبر، ومستشفى شرق النيل.
وفي ظل الاتهامات المتبادلة لما حدث من دمار في العاصمة، قال الناطق الرسمي باسم الجيش العميد نبيل عبدالله، على موقع “فيسبوك” إن “الميليشيات المتمردة المحلولة تتمادى في التدمير والتخريب، حيث قامت بإحراق مباني شركة النيل الكبرى للبترول وبرج وزارة العدل وبرج الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس، كما نهبت وحرقت برج الساحل والصحراء”.
أما قوات الدعم السريع فنشرت بياناً على منصة “إكس”، جاء فيه “في خطوة تأتي ضمن سيناريو الأرض المحروقة الذي انتهجه النظام البائد في مناطق مختلفة من السودان، واصل طيران ميليشيات البرهان والفلول عمليات القصف المتعمد للبنى التحتية والمناطق الحيوية في الخرطوم بغرض تدميرها، والذي شمل مباني وزارة العدل، وديوان الضرائب، وبرج الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس، وبرج شركة النيل للبترول، إلى جانب استمرار القصف على المناطق المأهولة بالسكان والأسواق بالبراميل المتفجرة”. وأضاف البيان أن “هذه الممارسات التي تستهدف مقدرات الشعب السوداني تزيد قواتنا إصراراً وعزيمة لاقتلاع هذا النظام الإرهابي من جذوره لفتح المجال أمام شعبنا لبناء دولته على أسس جديدة تحقق العدالة والمساواة”.