سقلاوي: اقتراح رفع أسعار التبغ الوطني في الموازنة غير مدروس ولا منطقي
انتقد رئيس «الريجي» مديرها العام المهندس ناصيف سقلاوي «مقترحات رفع أسعار» المنتجات التبغية الوطنية في موازنتَي 2023 و2024، واصفاً إياها بأنها «قرارات غير مدروسة لا تأخذ في الاعتبار واقع السوق اللبنانية»، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال امس الثلاثاء بتسليم عدد من أبناء مزارعي التبغ والتنباك شهادات المشاركة في دورات الإرشاد التعليمي والتوجيه المهني.
وحضر الاحتفال الذي أقيم في مقر «الريجي» في الحدث ممثل رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء النائب قاسم هاشم، والدكتور وسيم وهبي ممثلاً وزير المالية، وممثلو سلطة الوصاية ورؤساء نقابات مزارعي التبغ في الجنوب والشمال والبقاع وممثلو الشركات التبغية العالمية، ومفوض الحكومة والمراقب المالي، وعُرض خلاله فيلم بعنوان «من حقل لحقل» يتضمن ملخص عن التدريب الذي شمل 61 من أبناء مزارعي التبغ والتنباك في الجنوب والشمال والبقاع، وهدف إلى تمكينهم من اختيار الاختصاصات الجامعية التي تناسب تطلعاتهم المستقبلية، ضمن خطتها لمكافحة عمالة الاطفال، إحدى أولويات التنمية المستدامة. وقال سقلاوي في كلمته إن «التحديات الاقتصادية والاجتماعية الهائلة» التي يواجهها لبنان «قد تكون حافزاً يدفع الريجي للسير عكس هذا الواقع». وأكد أن «الريجي هي فريق عمل واحد»، وأن ثمة «تعاوناً وتكاملاً مع نقابات المزارعين للحفاظ على الادارة كما المزارعين، إذ باستمرار هذه الادارة تستمر هذه الزراعة».
وأضاف: إذا كان البعض لا يدرك أهمية التنمية المستدامة والمسؤولية المجتمعية وخصوصاً في بلدنا، فإنه حتماً بعيد عن نبض الناس، فنحن عندما نتحدث عن التنمية المستدامة، نتحدث عن تحسين ظروف عمل المزراعين كما المجتمعات المحلية. وأوضح أن «الريجي» في «مسعى لمكافحة عمالة الأطفال، هذه الآفة التي تمنع الأبناء من التعلّم، بادرت إلى تقديم فرصة لأبناء المزارعين للمشاركة في دورة تدريبية للتوجيه المهني، متوقعاً أن «يكون لهذه الفرصة أثر إيجابي كبير على خياراتهم المهنية». وشكر «عائلات المزارعين الداعمة لابنائها، والتي تُسخَّر تعبها ورزقها لتحقيق طموحاتهم»، وقال: إننا نتفهم الضغوط التي يواجهها أهلنا المزارعون، ونحن اليوم على أبواب موسم شراء المحاصيل حيث ستبدأ عملية الشراء في الشمال اولا في 11 تشرين الاول، لذا ستدفع الريجي ثمن المحاصيل نقداً بالدولار الأميركي عبر الشركات المالية كما في العام الماضي. ولاحظ سقلاوي أن ثمة «قرارات غير مدروسة تأتينا، لا تأخذ في الاعتبار واقع السوق اللبنانية رغم الوضع الاقتصادي والظروف الصعبة التي يمر بها لبنان». وقال: «نحن نبيع أصنافنا الوطنية مكتفين بنصف الأرباح المفترضة حتى نحارب التهريب بالأسعار الذي يجتاح لبنان، وتأتي مقترحات رفع الأسعار في الموازنات 2023 و2024 من دون أي دراسة لتعيد تجربة العام 1998 الكارثية».
وإذ شدّد على أن «الاحتكار حبر على ورق حين تكون الحدود مشرّعة للتهريب»، استنكر «التوجهات لدى البعض بالانتقام من مؤسسة ناجحة من خلال منظمة الصحة العالمية كأن وضع البلد ككندا أو أستراليا».
وختم مخاطباً أبناء مزارعي التبغ في عكار والجنوب والبقاع بالقول: «أنتم أبناء هذه الشتلة المقاوِمة التي كانت داعماً اساسياً لأهلنا في الجنوب وعكار والبقاع. أنتم تمثلون فسحة الأمل لمستقبل هذا الوطن، فلا تيأسوا لأن النجاح يأتي مع التحديات. انتم التغيير في المستقبل الآتي، فأحسنوا اختياراتكم المهنية. انتم أبناء هذه الأرض، فواجبكم ان تقدموا لها كما قدمت لكم».
أما رئيس اتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ والتنباك حسن فقيه فأشاد بما «قامت وتقوم به الإدارة عبر ثلاثة عقود».
وقال: شرف لنا في هذه المؤسسة أن تزرع الأرض، ونشق طرقاً زراعية، ونعمل على إنشاء مكتبات لأبناء المزارعين، ومساعدة البلديات، وإقامة مشاريع مياه، وتوفير مساعدات مباشرة للطلاب الذاهبين إلى جامعاتهم من أبناء المزارعين وتطوير مهاراتهم.