سامي الجميّل: أنا مهدَّد
غالباً ما يُسَمّي رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل، الأشياءَ بأسمائها في مقاربته لِما حَلَّ بلبنان من فراغٍ في رئاسةِ الجمهوريةِ يَقتربُ من عامه الأول، وانهيارٍ للنظام التشغيلي للحُكْم، وأزمةٍ ماليةٍ – نقديةٍ لاهبةٍ وتَدَفُّقٍ مُتَعاظِمٍ للنازحين من سورية إلى «بلاد الأرز».
في بكفيا الجبليّة… هنا بيتُ بشير (رئيس الجمهورية الراحل الذي اغتيل في 14 سبتمبر 1982)، وعلى مرمى العين «بيت المستقبل» حيث يمْضي رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل (1982 – 1988) تَقاعُدَه السياسي، وبينهما مَقَرُّ رئيس حزب «الكتائب» الشيخ سامي، الذي تَسَلَّمَ المشعلَ بعد استشهاد شقيقه بيار بعمليةِ اغتيالٍ في وضْح النهار (21 نوفمبر 2006).
لم يكن مُمْكِناً لقاءُ النائب الجميل في بيت الكتائب المركزي في (الصيفي) بيروت، فهو مُقِلٌّ في تحرّكاته ويَحوط نفسَه بإجراءاتٍ لافتة. ولذا قصدتْه «الراي» في معقله في بكفيا وأجرتْ معه حواراً سألتْه في بدايته عن سرّ هذا «الاحتراز»، وهل هو مجرد تَحَوُّطٍ تلقائي أم بناءً على نصائح أمنية، أم لأن طبيعةَ اللحظة السياسية المأزومة تَقتضي ذلك؟
فأجاب «في شي من كل شي. هناك تهديداتٌ وهناك نصائح أمنية، إضافة إلى تحليلٍ لخطورة المرحلة».
وعن طبيعة التهديدات ومَصْدرها، لم يشأ الجميل الإفصاح عن أي شيء «لن أدخل في التفاصيل».
وعما إذا كانت ثمة خشية من استخدام العمل الأمني لإحداث خرْقٍ ما في الستاتيكو السياسي؟
قال «في رأيي ان هذا الخطر موجود».
وفي تفاصيل المأزق الرئاسي يكاد أن يستعصي الجواب عن «الصندوق الأسود» للأزمة الرئاسية وما الذي يمكن أن يكسر الجدار المسدود بعدما كثُر الحراك الدولي – من الموفد الفرنسي إلى التحرك القطري – من دون جدوى حتى الساعة، رغم أن جان – إيف لودريان أعلنها بالفم الملآن عشية زيارته الرياض ولقائه وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان «حان وقت الخيار الثالث».
الجميّل يقارب المأزق من خلال ما يعتبره «وضعاً للإصبع على الجرح»، «بمعزل عما يقوله الموفدون الدوليون أو يفعلونه في سياق سعيهم لإيجاد حلول للأزمة، الحقيقة أنه ما دام حزب الله متمسكاً بمرشحه فكل هذه المبادرات والتصريحات لن تصل لمكان. وهنا النقطة المفصلية، إذ لا يهمّ ما هو رأيي، ولا ماذا يقول الفرنسي أو يفكّر القطري، وما دام الحزب مُصِراً على تعطيل الاستحقاق الرئاسي ومحاولة فرْض مرشحه، فهذا يعني أننا مازلنا في النقطة صفر».
ويضيف «في اليوم الذي يعلن حزب الله أنه لم يعد متمسكاً بخياره الرئاسي ويقبل بأن نتحدّث في بدائل، عندها تنفتح كل الآفاق ويصبح بالإمكان الحديث في أسماء وفي أمور بنّاءة، ولكن حتى الآن مازال الحزب، في موقفه الرسمي والمعلَن، على دعْمه لمرشّحه».
وعن الدور الذي حاول الموفد القطري القيام به لجهة انتزاع إقرارٍ من كل الأطراف بمبدأ «الخيار الثالث»، قال الجميل «هذا أمرٌ أَقَرَّ به جميع الأفرقاء في لبنان إلا حزب الله. ونحن في المعارضة ذهبْنا إلى الخيار الثالث من جانبٍ واحدٍ من دون أن ننتظر أي ضمانةٍ أو خطوة من الفريق الآخَر، وذلك حين دعمْنا ترشيح جهاد أزعور. ولنذكّر الجميع بأن مرشّحنا الذي يمثّل تطلعاتنا هو ميشال معوض، واتخذنا قرار سحْب ترشيحه بالتنسيق معه لنعطي إشارةً للمجتمع الدولي والأفرقاء في الداخل بأننا مستعدّون للتنازل من أجل البلد والذهاب إلى خيارٍ ثالث، ومن هذا المنطلق طرحْنا الوزير أزعور. وتالياً فإن النواب الـ 59 الذين صوّتوا لأزعور، بما يمثّلونه أيضاً من أحزاب وكتل ومستقلين، أقرّوا منذ ترشيحه قبل 4 أشهر بالخيار الثالث، ولكن المشكلة تكمن في أنه كلما ذهبْنا إلى خيار ثالث تعتبره الممانعة ثانياً ويُطلب منا مرشح رابع، وحين نصل إلى الرابع سيتعاطون معه على أنه صار مرشّحَنا ويدعوننا إلى تسمية مرشح خامس، فيما هم ما يزالون على مرشحهم الأول».
وحين نسأله، في ضوء وضوح «القفل والمفتاح» في الملف الرئاسي، على ماذا تُراهِنُ الديناميةُ الخارجية؟
يردّ «في رأيي أن فريق الممانعة يمارس الغش مع الموفدين الخارجيين، إذ يقول لهم نحن منفتحون لنسمع، ومن هنا يَعتبر الموفدون أن هناك إشاراتٍ إيجابيةً، ولكنهم يبلغون نقطةَ أنه حين نصل إلى الجدّ والأسماء، يعود الحزب ليتمسك بمرشحه. ولماذا اصطدم الطرح الفرنسي بحائط مسدود؟ الوزير لودريان طَرَحَ الخيار الثالث، ومَن الذي أوقف هذا المسار؟ حزب الله. والآن الموفد القطري سيعتمد المقاربة نفسها، ولا تُتوقّع نتائج مغايرة إلا إذا حصل تغيير في موقف الحزب بسحْب مرشحه. ومتى وافَقَ الحزب على الانتقال إلى خيار ثالث لا يعود ثمة حاجة لموفدين دوليين، ويمكن أن نحلّ الأمر بين بعضنا البعض. والمشكلة أنه حتى اللحظة حزب الله يخطف الاستحقاق الرئاسي والدولة والمؤسسات ويريد فرض مرشحه على الجميع، فإما تكون الدولة على ذوقه، أو لا تكون».
نقول له: في كواليس زيارة الموفد القطري، ثمة معطيات عن أن «حزب الله» لن يسلّم بمبدأ الخيار الثالث أي التنازل عن فرنجية قبل أن يعرف مَن مرشحكم الثالث الحقيقي وهل هو مدعوم من حلفائكم الإقليميين والدوليين. فلماذا لا تعلن المعارضة مرشّحها الثالث وتلاقون لودريان؟
يجيب الجميّل: «ليس لدينا مرشحُ تمويهٍ ومرشحٌ حقيقي. نحن نعمل لنحاول بلوغَ حل. مرشّحُنا الأساسي ميشال معوض، ووافقْنا على جهاد أزعور باعتبار ذلك خطوةً في اتجاه الفريق الآخَر، ولم يلاقونا في منتصف الطريق، من أين نخترع أسماء»؟
ونقاطعه: لكنكم في لحظة ستتخلّون عن أزعور؟ فيردّ «نحن ذهبْنا إلى مرشح وسطي، وَوَقَعَ الخيارُ على جهاد أزعور لأنه كان محط توافق بين غالبية أطراف المعارضة وسار به التيار الوطني الحر».
ونقول له: لكن أزعور ليس مطروحاً عند الفرنسيين ولا القطريين و»الخيار الثالث» لا ينطبق عليه بالتأكيد في هذه المرحلة، ليؤكد «هذه المشكلة ليست لدينا، بل عند حزب الله. وليبدأ بإعلان عدم التمسك بمرشحه، ويقُل لنا مَن يريد بديلاً. لماذا نحن مَن يتعيّن علينا دائماً طرْح أسماء»؟
وإذ يَسأل الجميل رداً على استيضاحه حول إعلانه سابقاً ألا فيتو على قائد الجيش، وهل يعتقد أن حظوظه متقدّمة على غيره، «وهل حزب الله يوافق على العماد جوزف عون»؟ يجيب عن مسألة الحوار الذي تطرحه «الممانعة» كممرّ إجباري لأي جلسات انتخاب مفتوحة ولماذا لا تُلاقون الرئيس نبيه بري حتى النهاية وماذا تخسرون من الجلوس على طاولةٍ عوض تحميلكم مسؤولية تعطيل الحوار، «نحن كمعارضة أوّل مَن فَتَحَ حواراً وجعلْناه علنياً من لحظة ترشيح جهاد أزعور، وهذا نوع من حوار أمام كل اللبنانيين، ولماذا يُراد أن نجلس في غرفة مغلقة؟ إذا كانت لديهم فعلاً نية في الوصول إلى اتفاقٍ مع الآخرين في لبنان، كان يُفترض أن يلاقونا في منتصف الطريق حين سحبْنا ترشيح ميشال معوض، وهو ما لم يفعلوه مع مرشحهم».
وأضاف «لا أفْهم هذا الاستقتال على جعْلنا نجلس إلى طاولةٍ في وقتٍ الجميع يعرف موقف الجميع. وإذا كانت لديهم نية لإيجاد حلول، لماذا لا يطرحونها في العلن»؟
وعن تحميل بري المسيحيين والموارنة تحديداً مسؤولية الاستعصاء الرئاسي واعتباره أن «المشكلة عندهم وبينهم»، يسأل الجميل «وكيف يفسّر الرئيس بري إذاً أن كل الموارنة اتفقوا على جهاد أزعور؟ وهو كان قال ليتفق الموارنة على اسمٍ وأنا أسير به، فلماذا لم يفعل ذلك»؟
وماذا قَصَدَ بكلامه عن أن «حزب الله» يريد ضمانات لسلاحه… عن أي ضمانات تحديداً يتحدّث وعبْر مَن طلبها الحزب؟
يرد «بات شائعاً في الإعلام والوسط السياسي أن حزب الله يريد ضماناتٍ في الرئاسة. ومن هنا قلتُ، هل حزب الله المسلَّح الذي يَستعمل العنفَ والمُتّهَم بالاغتيالات ويعطّل الدستور وحليفُه لا يدعو إلى انتخاباتٍ هو مَن يريد ضمانات؟ الحقيقة أن مَن يحتاج إلى الضمانات هو نحن، وهي ضماناتٌ نريدها للدولة والمؤسسات والجمهورية، ضماناتٌ حول الاستقرار والإصلاحات، ضماناتٌ بعدم تعطيل الحكومات أو فرض الشروط لمصلحة الحلفاء على حساب الدستور. ونحن في ذلك لا نطلب شيئاً لأنفسنا، بل نريد الدولة الضامنة للجميع بينما هو يريد الضمانات لسلاحه غير الشرعي».
وهل يُشاطِرُ مَن يخشون إيصال المأزق إلى مرحلة «تعالوا نجلس لنتحدث عن النظام وإعادة توزيع كعكة السلطة»؟ يقول إن «المشكلة ليست هنا، بل في وجود فريق يخطف البلد والديموقراطية، ويهدّد بالسلاح ويَقتل، ويستخدم السلاح لاحتلال بيروت كما فعل في 7 مايو 2008، ويَفرض إرادته بقوة هذا السلاح، وهذا ما يتطلب معالجة قبل أي كلامٍ عن تطوير النظام. وكيف يمكن مجرّد التفكير بذلك في ظل تعطيل البرلمان وغياب رئيس للجمهورية، وفي الوقت الذي يوجَد طرف يأخذ كل النظام رهينة».
وهل صحيح أن ثمة محاولات لتضمين التسوية الرئاسية تفاهمات أو مَلاحق تتناول رئاسة الوزراء وتوازنات الحكومة الجديدة وهل بَحَثَ معكم القطريون في أي تعديلات دستورية؟
يجيب «لا. لم يحصل ذلك. وأي محاولات للبحث في قضايا تتجاوز الاستحقاق الرئاسي، يكون في ذلك مساس بدور رئيس الجمهورية، سواء في تكليف رئيس الحكومة بعد استشارات نيابية ملزمة، أو في تشكيل الحكومة أو في رسم خريطة طريق لعهده. هل نَفرض كل ذلك عليه؟ هل يكون دمية متحركة ؟
ونسأل «لماذا توجّهتَ إلى المسؤولين والموفدين الذين يسعون لإيجاد حلول للأزمة» بأنه «إذا أرادتْ الدول أن تساعد اللبنانيين فعليها فقط أن تعمل مع حزب الله وتجلس معه لأن المشكلة عنده»، وهل تلقيتُم أي معطيات جديدة من حلفائكم الإقليميين أم تَستبقون وصول لودريان؟
يردّ الجميل «يهمّني أن ألفت النظر إلى مسألة أساسية تتمثل في أنه لم يعد ممكناً مقاربة المشكلة على أنها خلاف بين اللبنانيين، كي يقال لنا اتّفِقوا بين بعضكم البعض. فالمسألة ليست كذلك، لأننا أمام عمليةِ وضْعِ يدٍ على البلد، وهناك فريق يخطفنا جميعاً. واليوم إذا جلس وليد جنبلاط مع جبران باسيل ومعنا ومع القوات اللبنانية والمستقلين وآخَرين وقيل لنا اتفِقوا على اسم، ففي غضون 24 ساعة نخرج باسم. وحتى يمكن القول إن كل هؤلاء الأطراف مستعدة للذهاب إلى البرلمان حيث تُطرح أسماء وليفُز من يفُز وذلك بمعزل عن كل مساراتٍ موازيةٍ مِن تَوافُقٍ وغيره. وبالتالي المشكلة في أن حزب الله يرفض اعتماد المسارَ الديموقراطي في عملية التصويت، كما
يعطّل مسار التفاهم على اسم توافقي لأنه يريد أن يفرض رئيساً».
وحين نطرح مع الجميّل مسألة النزوح السوري في ضوء مَلامح تَدَفُّق نازحين وإغراق لبنان بموجةٍ جديدة، وصولاً إلى طرْح السيد حسن نصرالله، إلى جانب الدعوة لفتْح البحر أمامهم، معادلة «كي يبقى لبنان يجب إلغاء قانون قيصر» وتَوَجُّهه إلى حلفاء الغرب في لبنان بضرورة أن يتحدّثوا مع المجتمع الدولي بهدف «رفع العقوبات والحصار» عن سورية كي يعود النازحون، يقول «اللافت أن السيد نصرالله صديق عزيز لبشار الأسد، الذي هو مسؤول عن الحدود وضبْطها وعن عدم عودة النازحين إلى سورية، فهو لا يريدهم أن يعودوا. وبدعوته إيانا أن نتحدث مع الغرب كي يرفع العقوبات عن النظام السوري، فإن السيد حسن ينفّذ أجندة بشار الأسد الذي يبتزّ المجتمع الدولي عبر استخدام ورقة النازحين لإلغاء قانون قيصر واستدراجِ عمليةِ إعادة إعمارٍ لسورية علّه يفكّر في إعادة شعبه إلى بلده، في حين أن مسؤولية هذا النظام أن يستقبل مواطنيه ويعيدهم إلى وطنهم، وهذا ينبغي ألا يكون مشروطاً، وليست مسؤوليتنا أن نتحوّل محامي دفاع عن الأسد».
وأضاف أن «طرْح نصرالله مردود وبالمقلوب. فواجب النظام السوري استقبال مواطنيه في بلدهم. وأعتبر كلام الأمين العام لحزب الله لسان حال بشار الأسد، وهو بذلك (نصرالله) يَستخدم بلده ويبتزّ شعبه الذي يعاني من عبء النزوح كرمى للنظام السوري، على قاعدة ترْكهم في لبنان للضغط على المجتمع الدولي لرفْع العقوبات».
وهل يخشى مزيداً من الضغط في الملف وعلى أكثر من مستوى بينها الأمني لتكريس المعادلة التي تحدث عنها «حزب الله»؟ يجيب «من الواضح أن هذا مخطط يسيرون به في سياق الضغط لفك العزلة عن الأسد، ومَن يدفع الثمن هو لبنان وشعبه. والخشية تكبر لأن البلد مخطوف والحكومة بيد حزب الله الذي يدافع عنها يومياً، ومجلس النواب مشلولٌ ويُمنع من انتخاب رئيس».
نعمة افرام؟ نحن مع… عون؟ تفضّلوا واطرَحوه… البيسري تعالوا لنتحدّث فيه
أوضح الجميّل عن الورقة التي كُشف أن الموفد القطري حَمَلها وتتضمن 3 أسماء للرئاسة استمزج آراء القوى السياسية حيالها بوصفْها خياراً ثالثاً، «أننا مازلنا ندور في لائحة الأسماء التوافقية، علماً أنه بمسعى من البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كان تم في بدايات الأزمة اقتراحُ لائحة فيها 11 اسماً واستبعدْنا منها 3 باعتبار أنها لأشخاص منضوين في أحزاب ما يُسْقِط عنهم صفة المرشح الوسطي (سليمان فرنجية، إبراهيم كنعان وميشال معوض)».
وأضاف: «أما بقية الأسماء على لائحة الـ 11 فنحن نقبل بها، وهل حزب الله مستعدّ لذلك؟ وماذا يمكن أن نفعل أكثر منذ ذلك؟ نعمة افرام؟ نحن مع. قائد الجيش العماد جوزف عون؟ تفضّلوا واطرحوه. اللواء إلياس البيسري تعالوا لنتحدّث فيه. نحن open ولسنا مقفلين على أي اسم، والمشكلة أنه يُطلب منا أن نعطي مواقف من أسماء، من دون أن يُعتمد الأمر نفسه مع حزب الله. وليقرّ الحزب بمبدأ الخيار الثالث كما فعلْنا واقترحنا اسماً (جهاد أزعور). وكي نذهب أبعد من ذلك، على حزب الله أن يقوم بالمثل ويلاقينا في منتصف الطريق ويسْحب مرشحه، عندها إما نختار أحد المرشحيْن الوسطييْن المطروحيْن منا ومن قبلهم وإما نذهب إلى خيار ثالث متفَّق عليه بيننا وبينهم».
ليذهب لودريان إلى إيران وليس السعودية… “فهل المملكة هي مَن تعرقل الخيار الثالث»؟
يقول الجميل عن إعلان لودريان بـ «البريد العاجل» إنه دقّت ساعة «الخيار الثالث» ثم ذهابه إلى السعودية، «حان وقت الخيار الثالث؟ فليذهب إلى إيران وليس السعودية، فهل المملكة هي مَن تعرقل الخيار الثالث»؟
ويوضح أن لا خلافَ بين أعضاء مجموعة الخمس حول لبنان «فهي تريد إيجاد حلّ للبنان، والمشكلة أن هناك مَن هو مستعدّ (في الخارج) للتنازل لحزب الله أكثر من الآخَرين. ولكن بالنسبة إلى الجميع اليوم بات الأفضل وصول رئيسٍ مقبول من الكل وقادر على جمْع اللبنانيين ويمكنه وضع البلاد على سكة الإنقاذ، وفق ما عبّر عنه بيان المجموعة الخماسية (في الدوحة في يوليو الماضي)».
يؤكد الجميل، انه «إما نصمد وإما نستسلم. وإما الدول تمضي في أخذ موقع وسطي بين الجلّاد والضحية، وإما نعترف بالحقيقة وهي أن هناك مَن يضرّ بلبنان وثمة مَن يَلْحَق به الأذى نتيجة ذلك، وأن هناك مَن يخطف البلد وأن ثمة رهينة، وتالياً التوقف عن التعاطي معنا بالمساواة».
وهل يَقصد أن هذا ما يفعله الخارج؟ يجيب: «مَن يتعاطون في الملف اللبناني، يتعاطون معنا على قدم المساواة، وكأننا نتحمل المسؤولية نفسها، وهذا غير صحيح. فكيف يكون مَن يحمل سلاحاً مثل الذي لا يملكه؟ وكيف مَن يعطّل يكون مثل الذي يَلتزم بالدستور؟ وكيف يكون مَن سحَبَ مرشّحه لمصلحة اسمٍ توافقي مثل الذي يصرّ على التمسك بمرشحه»؟
كلام قاووق… تهديدٌ بالقتل
يتوقف الجميل عند كلام القيادي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق الذي اعتبر فيه «أن جماعة التحدي والمواجهة بإفشالهم المبادرات والتوافقات، صاروا عبئاً ثقيلاً على البلد»، ويقول «أعتبر هذا الكلام تهديداً بالقتل. لأن العبء يُستأصل، أليس كذلك»؟