طوني فرنجيه: لا نريد توريث أولادنا الحرب ولكننا في الوقت نفسه نرفض مبدأ الاستسلام والخنوع
أكّد النائب طوني فرنجيه أنّ “القضية الفلسطينية هي قضية حق ونحن كلبنانيين ومسيحيين وعرب لا يمكننا الا أن نكون الى جانب المظلومين، فكيف إن كان المظلومون هم أخواننا الفلسطينيين الذين نتشارك وإياهم اللغة والقيم والتاريخ”.
وأضاف “ما حصل منذ انطلاق عملية “طوفان الاقصى” إستنبض القضية الفلسطينية وأعادها الى الإنتماء العربي، وما شاهدناه من مشاهد وما حُجب عنا أيضا من مشاهد الدمار والاجرام بفعل سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها المؤسسات الاعلامية العالمية، حرّك انسانيّتنا ودمَنا العربي المناصر للقضية الفلسطينية.
والوقوف مع القضية الفلسطينية لا يرتبط بالعرب وحسب، ففي العالم هناك العديد ممن يقفون الى جانب هذه القضية انطلاقا من مبادئهم الانسانية”.
وعن تأثير “طوفان الأقصى” على مسار التطبيع بين الدول العربية و”إسرائيل”، وعبر لقاء ضمن برنامج “بودكاست ع الجديد” مع الزميل ريكاردو الشدياق قال فرنجيه: “مسار العلاقات العربية “الاسرائيلة” مسار طويل مرّ في أكثر من محطة، ومن الواضح ان هناك نوعا من تجميد لحركة التطبيع وهذا ما أعلنت عنه المملكة العربية السعودية.
وفي كل الأحوال المواقف الانسانية التي انطلقت من الدول العربية تؤكد وقوفهم الى جانب الشعب الفلسطيني، وتعاطي الدول العربية مع ما يحصل في غزة يميل نحو الايجابية، علماً اننا كنا نتمنى ان يكون ايجابياً أكثر من ذلك”.
وأشار فرنجيه الى انّه ” خلال هذه المرحلة أكثر ما تمتلكه “اسرائيل” هو قوة الدمار والتعدي والاجرام، وهذا ما ظهر جلياً من خلال استهدافها للطواقم الصحافية، متجاوزة كلّ الاعراف والقوانين الدولية، ما أدّى الى استشهاد المصور الصحافي عصام عبدالله واصابة عدد من زملائه الذين نتمنى لهم الشفاء العاجل ومنهم الصحافية ابنة قضاء زغرتا كارمن جوخدار”.
وأضاف “الدمار كبير جداً في قطاع غزة، لذلك نتمنى ومن الباب الانساني قبل اي شيء آخر أن تكون هناك مساع دولية جدية لوقف الحرب والاجرام”.
وأكّد فرنجيه أنه “عندما أطلقت مبادرة السلام العربي خلال القمة العربية التي عُقدت في بيروت، وافقت الدولة اللبنانية عليها، علماً ان السلطة اللبنانية في تلك المرحلة كانت بيد محور معين.
وفي هذا المجال نؤكد أننا لن نتخلى عن المقاومة قبل تحقيق السلام العادل والشامل الذي قد يكون قيد المفاوضات.
وكلبنانيين نرفض التخلي عن شبر واحد من أرضنا أكان في مزارع شبعا او غيرها.
ووجود “إسرائيل” بالنسبة لنا غير شرعي وهو احتلال وتعدّ واضح على الأرض الفلسطينية، لكن عندما تصل “اسرائيل” الى حلّ منطقي مع الشعب الفلسطيني، فعندها لن نمانع في الدفع نحو السلام في المنطقة”.
وقال فرنجيه ” لا نريد ان نورث أولادنا الحرب الى ابد الآبدين، لكننا في الوقت نفسه نرفض مبدأ الاستسلام والخنوع كما نرفض أداء بعض الجهات “المتصهينة” في لبنان، التي تبدو مواقفها بعيدة كل البعد عن مبدأ الوطنية”.
من يعتقد انه عبر “تصهينه” يمكن له أن يزايد مسيحياً ويستميل الشارع المسيحي، هو مخطىء، فمسيحيو لبنان وموارنته كما كل اللبنانيين، لديهم ما يكفي من الانسانية والطيبة، ما يجعلهم يدركون ان الاختلاف بالرأي لا يمنعهم من ان يكونوا يداً واحدة الى جانب بعضهم البعض عند المرور بأي ازمة.
والبعض الذين ينادون بالتفرقة لا يمثلون سوى الجزء البسيط من المجتمع اللبناني وهم في طبيعتهم عنصريون تماماً كما الاسرائيليين ونحن كتيار مردة بعيدونكل البعد عن مفهوم العنصرية ونتأمل ان يكون الجزء الاكبر من اللبنانيين لا يتعاطى من أي منطلق عنصري.
وفتح ابواب كل اللبنانيين امام أهلنا في الجنوب خلال حرب تموز الـ2006، خير دليل على ان اللبنانيين غير عنصريين، وبحال تكرر ما حصل في العام 2006 لا سمح الله ، أثق تماما أن اللبنانيين جميعا سيكونون الى جانب بعضهم بعضا، وأبواب منازلنا مفتوحة لكل لبناني ستدفعه الظروف لترك منزله وقريته ومنطقته”.
وعن الأصوات التي تدعو الى عدم استقبال اهالي الجنوب، قال فرنجيه ” هذه الأصوات نفسها شرّعت أبواب لبنان وروّجت لادخال النازحين السوريين الى لبنان لا خوفاً عليهم، انما لحسابات سياسية معينة.
وبسسب هذه الفئة، نعاني ما نعانيه اليوم على صعيد النزوح السوري، فصحيح ان النازحين هم اخوة لنا، لكننا لدينا طاقة محددة على التحمل سواء على الصعيد الاقتصادي او في مجال البنى التحتية على اختلافها.
وهذه الفئة أيضاً تعيش نوعاً من التناقض، اذ انها رفعت صوتها منادية بعدم زج لبنان بالحرب الفلسطينية ومستنكرة إمكانية دخول حزب الله فيها، لكن هذه القوى نفسها، عندما عاينت تعاطي حزب الله الذي أكد حرصه على عدم جرّ لبنان الى الحرب، بدأت بالتساؤل عن الجدوى من السلاح والمقاومة بحال لن تنخرط في الحرب الدائرة اليوم في غزة.
وهنا لا بد من الاشارة الى حضور المقاومة الفعال في لبنان الذي حقق تحرير العام 2000 وخلق معادلة جديدة بعد حرب تموز 2006، كما أن المقاومة تشكل اليوم بالنسبة للبنان عنصر قوة لا بد من التمسك به.
ولا أحد يتمنى زج بلده في حرب ولا نريد أن نذهب الى حرب لكن بحال فرضت علينا الحرب فعندها سنكون كلبنانيين جميعا يداً واحدة
الملف الرئاسي:
ورداً على سؤال حول كيفية تعاطي رئيس “تيار المرده” سليمان فرنجيه مع ما يحصل اليوم لو وصل الى سدة الرئاسة الأولى، أكدّ النائب فرنجيه أنّ ” سليمان فرنجيه لبناني وعروبي، يقف الى جانب القضية الفلسطينية وفي الوقت نفسه وبحكمة مطلقة يدرك كيف يحافظ على المصالح اللبنانية في هذه المرحلة الدقيقة جداً.
وأضاف ” فرنجيه يقارب المسألة الفلسطينية بما يتلاءم مع المجتمع اللبناني بشكل عام والشارع المسيحي بشكل خاص، وهنا لا بد من التساؤل هل الشارع المسيحي ضدّ القضية الفلسطينية حقا؟ وهل يوافق هذا المجتمع على المجازر التي ترتكب في غزة وهل الشارع المسيحي مع “اسرائيل” ضد فلسطين؟”.
ورأى انه “من المبكر الحديث عن تآثيرات ما يحصل في غزة على الملفات السياسية الداخلية في لبنان، وامام حجم ما يحصل في غزة لا يمكن التفكير في كيفية استخدامه في السياسة اللبنانية”.
وأردف “سليمان فرنجيه منذ اللحظة الاولى كان مرشح التكتل المستقل وكلّ من “حركة أمل” و “حزب الله”، بالاضافة الى عدد كبير من المستقلين وهذا ما أثبت في الجلسة الانتخابية الأخيرة التي نال فيها فرنجيه 51 صوتا وفي المرحلة المقبلة سيرتفع هذا العدد بما يقارب العشرين صوتا.
وبالنسبة لنا نرغب في ان يصل سليمان فرنجيه الى سدة الرئاسة الأولى وهو يتمتع باكبر دعم ممكن لأنه وبحال وصوله سيتمكن من خلال هذا الدعم الانطلاق نحو استعادة الثقة بلبنان واعادة لبنان الى خارطة التطورات التي تحدث في المنطقة والعالم.
وأمام كل ما يحدث في المنطقة من تطورات ما زلنا نتلهى بالصراعات بين بعضنا البعض وبالشعارات العقيمة في حين انه لا بد لنا من اعادة اطلاق لبنان”.
وأشار الى ان “ثروة لبنان الحقيقية هي شعبه وطاقاته البشرية كما نتمنى أن يتم التأكيد على امتلاك لبنان للنفط ما يساعد في اخراجه من الدائرة المغلقة.
ولبنان يمكنه ان يستعيد دوره من خلال طرح مجموعة من المشاريع الاستراتيجية التي تجمع اللبنانيين، لذلك على اي رئيس مقبل للجمهورية ان يعيد وضع لبنان الحلم والمنفتح والمنخرط بمشاريع المنطقة الحديثة امام اعين أبنائه”.
ملف النزوح السوري
وعن تعقيدات ملف النزوح السوري، قال فرنجيه “قد تكون الأرقام التي تنتشر مبالغ فيها، لكن على الرغم من هذا لا بد من الاعتراف أن أرقام النازحين السوريين في لبنان تجاوزت الخطوط الحمر وفاقت قدرة لبنان على الاستيعاب.
والحل في هذا الاطار يكون بالتعاون بين الدولة اللبنانية والمجتمعين الدولي والعربي والدولة السورية وهذا يتطلب ضغطاً لبنانيا وتعاونا دوليا وتمويلا عربيا بالاضافة الى التعاونمن قبل سوريا”.
وأضاف: ” الدعوة اليوم الى البلديات لأداء دورها بشكل كامل على الرغم من وضعها الدقيق، لاسيما بعد تصريح وزير الداخلية الذي اتى أدنى من توقعاتنا اذ أنه بشكل أو بآخر تخلى عن مسؤولياته ورماها على البلديات عبر الغائه لجنة الاعتراضات.
والمطلوب من البلديات، الاستمرار واتخاذ مختلف الاجراءات والضوابط اللازمة لمواكبة ازمة النزوح السوري”.
وختم معتبراً أن “النزوح السوري يشكل خطرا على الاقتصاد اللبناني وتهديدا للهوية والسياسة والديمغرافيا اللبنانية، لذلك لا بد من التعاطي معه بحكمة ودقة وسرعة وفعالية”.