الحرب تتوسّع.. تردّد إسرائيلي في البرّ ومسيّرات ضد قواعد أميركية
تل أبيب تحت مرمى صواريخ المقاومة.. واستهداف مدنيين في كنائس غزة
واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي في اليوم الـ13 من حربه الهمجية على غزة بدعم أميركي غير مسبوق قصف المناطق السكنية ما أسفر عن استشهاد عشرات المدنيين، وقد خلف القصف الوحشي المتواصل حتى الآن 3785 شهيدا وأكثر من 12 ألف جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة استشهاد مواطنين، بالإضافة إلى عدة إصابات بين نازحين كانوا يحتمون بكنيسة الروم الأرثوذكس مشيرة إلى أن مبنى تابعا لكنيسة الروم الأرثوذكس وسط مدينة غزة انهار جراء الغارات.
وبينما لا يزال الاحتلال يتردد في إطلاق العملية البرية على القطاع وسط انقسامات داخل المجلس الحربي حول الأهداف الأخيرة للاجتياح وفرص نجاحه والثمن الكبير الذي عليه أن يدفعه، جددت الولايات المتحدة أمس رفضها التام لوقف إطلاق النار بعدما وضعت فيتو في مجلس الأمن على مشروع قرار لهدنة إنسانية في غزة.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية أمس إن الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة ليست ضمن سياستها الحالية الرامية لدعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها فيما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تخطط لإرسال عشرات آلاف القذائف المدفعية المخصصة لأوكرانيا إلى إسرائيل.
وفي وقت لاحق مساء أمس نقلت شبكة “إيه بي سي” الأميركية عن مسؤول إسرائيلي أن الجيش حصل على الضوء الأخضر من الحكومة للتحرك نحو غزة.
وفي سياق الانحياز الأميركي المطلق لإسرائيل ما يجعلها شريكا أساسيا في العدوان على غزة تبنّى مجلس الشيوخ الأميركي أمس مشروع قرار يدعم إسرائيل بتأييد 97 عضوا دون أي صوت معارض.
وفي تطور لافت مساء أمس يندرج في سياق الردّ على المشاركة الأميركية السافرة في العدوان الإسرائيلي على غزة نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤولين أميركيين أن سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية اعترضت عدة صواريخ بالقرب من اليمن.
وأوضح المسؤولون أن الصواريخ التي اعترضتها السفينة الحربية الأميركية أطلقها الحوثيون، مشيرين إلى أنه لم يتضح بعد هدف الصواريخ لكن يعتقد أنها كانت تستهدف المدمرة “يو إس إس كارني” التي عبرت قناة السويس إلى البحر الأحمر أمس الأول.
إلى ذلك نقلت وكالة رويترز -عن مصادر أمنية- أن هجوما بمسيرات وصواريخ استهدف قاعدة عين الأسد الجوية بالعراق، وقد سمع دوي انفجارات داخلها.
وفي وقت لاحق أكد المتحدث باسم البنتاغون أن المدمرة “يو إس إس كارني” أسقطت 3 صواريخ وعددا من المسيرات أطلقها الحوثيون من اليمن.
واضاف “لا نستطيع أن نحدد على وجه اليقين هدف الصورايخ، لكن من المحتمل أن تكون موجهة نحو أهداف في إسرائيل”.
لكن القناة 13 الإسرائيلية قالت أن التقديرات تشير إلى أن الصواريخ كانت متوجهة إلى إسرائيل.
وأكد البنتاغون أنه سيقوم بالإجراءات اللازمة من أجل حماية القوات الأميركية، ومن ذلك تعزيز انتشار الطائرات المقاتلة في المنطقة لتوفير قدرات إضافية.
وأضاف البنتاغون أن القوات الأميركية تصدت أمس لثلاث مسيرات استهدفت قوات التحالف في قاعدة عين الأسد غربي العراق مشيرا إلى وفاة متعاقد بنوب قلبية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال خلال مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في تل أبيب إن حرب غزة ستكون طويلة وإسرائيل تحتاج إلى دعم مستمر من المملكة المتحدة.
وقال إن “الحرب ضد حماس ليست معركة إسرائيل وحدها بل العالم أجمع.. ويجب أن يتحد العالم للقضاء على حماس”.
من جهته تعهد رئيس الوزراء البريطاني بأن بريطانيا ستقف إلى جانب إسرائيل في “أحلك أوقاتها”، ورحب بقرار السماح بدخول المساعدات إلى غزة.
في المقابل أكد أبو عبيدة الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أن “المقاومة ما زالت تتحكم في مجريات الميدان وتعرف متى تضرب ” مضيفا “نتحكم في مجريات الميدان ومستعدون لمعركة طويلة”.
وأشار المتحدث إلى أن “العدو اليوم في أسوأ حالاته منذ 75 عاما” وأن “دعم الإدارة الأميركية للكيان الصهيوني لن ينجده أو يسعفه”، مشددا على أنه لن تستطيع قوة في العالم أن تقضي على قوة المقاومة الفلسطينية.
ودعا أبو عبيدة جماهير الأمة في كل مكان أن تدافع عن كرامتها وأقصاها، كما دعا أحرار العالم “للنفير والاحتشاد أمام سفارات العدو والولايات المتحدة في دول العالم”.
وقالت كتائب القسام أمس إنها قصفت تل أبيب “ردا على جريمة الاحتلال بحق أهلنا في مخيم نور شمس بطولكرم في الضفة الغربية”.
من جهتها أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- أمس أنها قصفت عسقلان وسديروت وزيكيم وناحل عوز بدفعات صاروخية ردا على مجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة.
وقالت أيضا إنها قصفت تجمعا لآليات “العدو” في ناحل عوز بالصواريخ وقذائف الهاون.
وفي وقت لاحق مساء قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن استمرار العدوان واستباحة الدماء سيفجران كل المعادلات والخطط على الصعيد الفلسطيني والإقليمي.
وأضاف هنية “حذرنا الجميع من أن هذه المعركة يمكن أن تتحول لمعركة إقليمية إذا استمر العدوان والتدمير”، مؤكدا أن العالم يتابع الصمود الأسطوري لأبناء شعبنا في غزة وما تسجله المقاومة.
في الأثناء، صدقت الحكومة الإسرائيلية على خطة مساعدة لإجلاء سكان مدينة عسقلان.
في المواقف أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، أمس موقف الأردن ومصر الموحد الرافض لسياسة العقاب الجماعي من حصار أو تجويع أو تهجير للأشقاء في غزة.
وشدد الزعيمان، خلال مباحثات ثنائية موسعة في القاهرة، على أن أية محاولة للتهجير القسري إلى الأردن أو مصر مرفوضة، مجددين التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين ورفع الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأهل هناك.
كما أكد الرئيس المصري وملك الأردن أن عدم توقف الحرب واتساعها وانتشار آثارها، سينقل المنطقة إلى منزلق خطير ينذر بالتسبب في دخول الإقليم بكارثة تُخشى عواقبها.
واعتبر الزعيمان أن كارثة قصف المستشفى المعمداني تصعيد خطير، مجددين إدانتهما لهذه الجريمة البشعة بحق الأبرياء العزل.
وفي الرياض قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال الستقباله رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن استهداف المدنيين في غزة جريمة شنيعة واعتداء وحشي مشددا على وضرورة السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وعدم تصعيد الصراع ليشمل أطرافاً أخرى في المنطقة.
من جهته، قال وزير الخارجية المصري إن قمة السلام التي ستعقد في القاهرة، غدا ستعمل على “التوصل إلى توافق دولي لخفض التصعيد، وصولاً لوقف إطلاق النار، والتأكيد على أهمية وصول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة”.
وأوضح شكري أن مصر تعارض محاولات “تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير القسري للفلسطينيين إلى دول الجوار”، مشيراً إلى أنها “تسعى إلى إعادة تشغيل معبر رفح بعد تعرضه للقصف في الجانب الفلسطيني، وإدخال المساعدات الإنسانية المكدسة على الجانب المصري، ليتم توزيعها في القطاع”، و”أن يكون هذا الدخول بشكل دائم ومتواصل، ومن دون انقطاع”.
دخول المساعدات
يأتي ذلك بينما يتدهور الوضع الصحي في القطاع، حيث أعلنت الصحة الفلسطينية عن خروج 4 مستشفيات عن الخدمة كليا، وتضرر 25 جزئيا في قطاع غزة، فيما دقّت أكثر من منشأة صحية ناقوس الخطر داعية إلى التحرك.
و دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
وقال خلال مؤتمر صحفي في القاهرة مع وزير الخارجية المصري سامح شكري «غزة تحتاج إلى مساعدات على نطاق واسع وعلى أساس مستدام».
ودعا حركة حماس إلى إطلاق سراح الرهائن كما دعا إسرائيل إلى السماح بوصول المساعدات دون قيود.
وينتظر الفلسطينيون في قطاع غزة دخول شاحنات المساعدات المعلن عنها بموجب اتفاق بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي وإسرائي.
وقام أكبر جنرال يشرف على القوات الأميركية في الشرق الأوسط بزيارة غير معلنة إلى القاهرة امس لإجراء محادثات مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تركزت على الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وكيفية إدخال المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال مصدران أمنيان مصريان إن أكثر من 100 شاحنة تنتظر بالقرب من الجانب المصري لمعبر رفح لكن من غير المتوقع دخول المساعدات قبل اليوم الجمعة. وهناك المزيد من المساعدات عالقة في مدينة العريش المصرية الواقعة على بعد 45 كيلومترا من رفح.
وفي وقت لاحق قالت مصادر مطلعة إن “خلافات اللحظة الأخيرة” بين مصر وإسرائيل قد تؤجل دخول المساعدات إلى قطاع غزة اليوم، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى ذلك.
وشككت المصادر في إمكانية دخول المساعدات الأولى إلى القطاع ما لم يتمكن الطرفان من تجاوز الخلافات التي تتركز حول ملفي آلية توزيع المساعدات، وإجراءات التفتيش في معبر كرم أبو سالم.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن خمس شاحنات محملة بالإمدادات الطبية جاهزة على الحدود بين غزة ومصر، مرحبة بإعلان إسرائيل أنها لن تمنع دخول المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية.
وفي محيط معبر رفح من الجانب المصري، كان مصريون يعملون على تصليح الطرق التي تسبب بها قصف إسرائيلي، وفق ما أفاد شهود وكالة فرانس برس. بينما تنتظر عشرات شاحنات المساعدات منذ أيام في انتظار السماح لها بالدخول.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، لا توجد تعليمات حول «موعد لفتح المعبر».
رغم ذلك، ينتظر عشرات الأشخاص منذ الصباح على بعد مئة متر من معبر رفح، آملين في أن يتمكنوا من المغادرة.
وقال محمد (40 عاما) الذي يعمل في مؤسسة إيطالية «منذ ثلاثة أيام، أنا وعائلتي في منزل يبعد عن المعبر عشر دقائق… نحن جاهزون مع حقائبنا».
وقال ماجد (43 عاما) الذي كان على المعبر قبل ثلاثة أيام إلى جانب عدد كبير من الأشخاص بينهم أجانب وحملة جنسيات مزدوجة، إنه اضطر الى مغادرته بعد قصف إسرائيلي. ويضيف «أتوقع فتح المعبر اليوم. جئت لوحدي صباحا وفي حال فتح المعبر سأحضر زوجتي وأولادي، هم جاهزون»، مشيرا إلى أنهم يقيمون حاليا في منزل صديق له.
وأكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أن السيسي وبايدن اتفقا على «إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح بشكل مستدام».
وقال بايدن «نريد إدخال أكبر عدد ممكن من الشاحنات. أعتقد أنّ هناك حوالى 150 شاحنة».
وحذّر الرئيس الأميركي من أنّه إذا «استولت (حركة حماس) عليها (المساعدات) أو منعت عبورها (…) فسينتهي الأمر».
وأمس قدّم مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، استقالته من منصبه، احتجاجاً على سلوك إدارة بايدن تجاه الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
وعمل المسؤول جوش بول، الذي أعلن استقالته على منصة “لينكد إن” الخاصة بالتوظيف، في مكتب الشؤون السياسية العسكرية لأكثر من 11 عاماً.
وأكد في بيان استقالته أن “القرار أتى بسبب خلاف سياسي بشأن مساعدتنا الفتاكة المستمرة لإسرائيل”، وفقاً لما ذكرته شبكة “سي إن إن”، أمس.
وأضاف المسؤول المستقيل أن “استجابة هذه الإدارة وكثير من أعضاء الكونجرس أيضاً – عبارة عن رد فعل متهور مبني على التحيز السياسي، والإفلاس الفكري، والجمود البيروقراطي.
مواجهات في الضفة
وتتواصل المواجهات في عدد من مناطق الضفة بين شبان وقوات إسرائيلية منذ بدء الحرب.
وقالت وسائل إعلام، نقلا عن الشرطة الإسرائيلية، إن 10 من عناصرها أحدهم بحالة خطرة أصيبوا في انفجار عبوة ناسفة بمخيم نور شمس في طولكرم.
وأفادت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في طولكرم أن مقاتليها استهدفوا قوات الاحتلال المتوغلة بالمخيم بعبوات ناسفة موقعين إصابات مؤكدة.
وقد استشهد ١٢ فلسطينييا امس برصاص الاحتلال في مواجهات اندلعت في عدة مدن فلسطينية ليرتفع عدد القتلى منذ بدء الحرب المتواصلة منذ السابع من الجاري، إلى 75 في الضفة الغربية المحتلة.
على صعيد ذي صلة ، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن إسرائيل أخلت سفاراتها بعدد من دول المنطفة منها البحرين والأردن والمغرب ومصر وتركيا.
من جهتها نصحت وزارة الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين في الخارج بتوخي الحذر لاحتمال وقوع عنف وزيادة التوتر بمواقع مختلفة من العالم.
تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في مدن جزائرية عدة بينها العاصمة امس، تضامنا مع الفلسطينيين ومنددّدين بإسرائيل، في مسيرة هي الأولى التي تسمح بها السلطات منذ وقف الحراك الشعبي قبل سنتين.
وانطلقت مسيرة العاصمة من ساحة أول ماي نحو ساحة الشهداء على مسافة نحو خمسة كيلومترات، وهتف المتظاهرون «فلسطين الشهداء»، و«جيش شعب معك يا فلسطين».