مجلس المُفتين حذّر من تمدد الفراغ ودعا للتكامل مع خطة الحكومية
عقد مجلس المُفتين في لبنان اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبحث في عدد من القضايا الإسلامية الوطنية. وأصدر بياناً تلاه عضو المجلس المفتي الشيخ بكر الرفاعي جاء فيه:
“بدأ المجلس اجتماعه بقراءة الفاتحة لأرواح شهداء العدوان الصهيوني المتوحش في قطاع غزة، والضفة الغربية المحتلة، داعياً الله أن يتغمّد شهداء العدوان بواسع رحمته ورضوانه، وأن يمنّ على الجرحى بالشفاء، وعلى العائلات المنكوبة بالأمن والسلام.
وطالب المجلس بوقف إطلاق النار فورا في غزة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الغذائية والطبية الى الأهالي.
وثمّن موقف الدول التي قطعت علاقاتها مع كيان العدو، كما ثمن المواقف الشعبية العفوية التي انطلقت في معظم دول العالم تعاطفاً مع الشعب الفلسطيني المنكوب، وتنديداً بالعدوان الذي يتعرّض له على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية المتوحِّشة.
وتبنّى مجلس المفتين البيان الذي صدر عن المجلس الشرعيّ الإسلاميّ الأعلى، داعياً إلى العمل الوطنيّ والإسلاميّ الموحّد في وجه الهجمة العدوانيَّة الصهيونية التي يقوم بها العدوّ الإسرائيليّ في غزة المحاصرة، والتي يستهدف بها لبنان أيضاً.
ونبّه المجلس الى خطورة الاعتداءات المتكررة على قرى وبلدات الجنوب اللبناني. ودعا إلى التكامل مع خطة الطوارئ الحكومية بالاستعداد المُبكِّرِ لمواجهة تداعيات أيِّ عدوان إسرائيليّ على لبنان، أو على أيِّ منطقة منه، ووجَّه المجلس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى وصندوق الزكاة في فروعه في المناطق اللبنانية كافة ومؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية والمركز الصحي العام في دار الفتوى ورؤساء دوائر الأوقاف الإسلامية إلى اتخاذ التدابير الطبيّة والغذائية والاجتماعية، إلى جانب التدابير الوقائية لمواجهة آثار العدوان وتداعياته والتنسيق مع مؤسسات الدولة في كل ما هو طارئ، وتوفير ما يمكن توفيره من أدوية، وموادّ إسعافيه، وتموينيّة، ووقود، لضبط الوضع والتخفيف عن الأهالي، لأنَّ العدو الإسرائيليّ أثبت أنه لا يحترم حقّ الإنسان في الحياة، ولا يحسب للمواثيق والمعاهدات الدولية أي حساب. وما تتعرّض له غزة من حصار تجويعيّ، ومن منع وصول المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء ومياه، دليل على ذلك.
وتناول المجلس شؤوناً وطنية داخلية، فأعرب عن استغرابه واستهجانه لتعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، رغم مرور عام كامل على فراغ منصب الرئاسة، علماً أنَّ رئيس الجمهورية هو رمز الوحدة الوطنية والمؤتمن على الدستور. كما أبدى قلقه من الانعكاسات السلبية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً للفراغ الرئاسيّ، لما له من آثار سلبية على عمل المؤسسات الدستورية الأخرى، وبالتالي على صدقية الدولة اللبنانية والسلم الأهلي.
وحذّر من امتداد الفراغ الى المراكز المهمة في الدولة اللبنانية وانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وكل مقوّمات الدولة التي نحرص عليها فهي ملاذ اللبنانيين في دورهم ورسالتهم الحضارية في هذا الشرق”.