نصراوي لـ «الشرق» مخزون المصانع من المواد الأولية يكفي لثلاثة أشهر
ماذا في خطّة الطوارئ الصناعية ؟
كتبت ريتا شمعون:
المواطن اللبناني اليوم يدعم حق الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه، لكنه يخشى من توريط لبنان في هذه الحرب، فلا إمكانيات العائلات اللبنانية على الإستمرار والتموين وتخزين المواد الغذائية، ولا الوضع الإقتصادي في لبنان الذي يتدهور بشكل دراماتيكي، من سيئ الى أسوا بعد بدء التصعيد في غزة والأحداث الأمنية الدائرة في الجنوب لأن يتحمّل فاتورة اتساع رقعة الصراع في ظل ظروفه الراهنة.
تجمع الآراء الإقتصادية وضمنها الصادرة عن جمعية الصناعيين في لبنان على ان لبنان لا يحتمل الدخول في أي حرب وأن تداعياتها ستكون كبيرة جدا اقتصاديا وانسانيا واجتماعيا وصحيا وماليا.
وعلى الرغم من التطمينات الحكومية بتحضير الخطط الإستباقية لمواجهة حال الطوارىء تبقى خشية الصناعيين كبيرة، باعتبار أن القطاعات كافة، ومؤسسات الدولة تفتقد الإمكانات المالية.
وعلى الرغم من تطمينات وجولات وزير الإقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام في مرفأ بيروت المعنية بالإستيراد والتصدير، وتعجيله في استيراد البضائع وعدم تخزينها في المرفأ لمدة طويلة، فإننا في دائرة الخطر، كما قال، ومن مصلحتنا ادخالها وتوزيعها على جميع المناطق اللبنانية.
واستكمالا للعمل الحكومي، ماذا تحمل خطة الطوارىء الصناعية في لبنان، اذا وقعت الحرب؟
نائب رئيس جمعية الصناعيين في لبنان جورج نصراوي، يقول، في حديث لجريدة «الشرق» نحن نقوم بعمل استباقي، على الأقل تكون هناك خطة موضحا التالي:
سيبدأ الدفاع المدني تدريبات مكثفة لموظفي وعمال المصانع في لبنان بإعطائهم الإرشادات الأولوية التي يجب اتخاذها في بداية الحريق داخل المصانع وكيفية مواجهته وإطفائه أو حصره الى حين استجابة فرق الدفاع المدني، مبديا ارتياحه للتعاون القائم بين الدفاع المدني والقطاع الصناعي. ولفت نصراوي، الى العديد من التحديات، في مقدمتها التأمين الإلزامي على المصانع، نظرا للأخطار الضخمة التي قد تواجهها في حال اندلعت الحرب وما تسببه من أعطال في العمل، مشيرا الى ان اسعار إعادة التامين ارتفعت بسبب المخاطر الأمنية التي سببها الإشتباك الأمني.
في الجنوب، لافتا الى ان هذا الواقع يفرض آلية جديدة ما بين شركات التأمين والقطاع الصناعي تغطي بموجبها الخسائر الناجمة عن الحرب، كاشفا، أن نقابة شركات التأمين في لبنان أبلغتنا بأن التأمينات المرفئية رفعت قيمتها بالتالي فرضت الشركات رسوما إضافية لكن حتى هذه اللحظة مقبولة.
وفي خطة الطوارىء الصناعية التي تمّ الإتفاق عليها في اجتماع عقد مع وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان، التي تؤمن متطلبات القطاع الصناعي الأساسية، وضع آلية عمل مع الوكلاء البحريين لضمان استمرارية تأمين استيراد المواد الأولية للصناعة، وتصدير المنتجات الصناعية للإيفاء بالتزامات الصناعيين في الخارج، ذلك عبر Plan B أي سيكون مرفأ طرابلس بديل لمرفأ بيروت في حال فرض حصار بحري أو تعرض مرفأ بيروت لقصف لا سمح الله أو المرافىء القريبة من مرفأ بيروت كمرفأ صيدا.
أما بالنسبة للمواد الأولية التي نستخدمها في إنتاجنا طمان نصراوي، فإن مخزون المصانع من المواد الأولية يكفي لثلاثة أشهر لا سيما مصانع الغذاء، لافتا الى انه بدأ العمل على تأمين كميات إضافية، مؤكدا أن مخزون المواد الأولية لصناعة الدواء في لبنان يكفي لفترة ستة أشهر.
أما بالنسبة للمنتجات الغذائية المصنعة في لبنان فإن مخزونها يكفي لشهر، مضيفا: إذا اندلعت الحرب، وفرض حصار على لبنان قد يؤدي الى نقص كبير في المخزون ، مؤكدا في الوقت نفسه أن العمل جار على قدم وساق في المصانع لزيادة الكميات.
وتابع نصراوي، قد ترتفع الأسعار في حال ارتفعت أسعار المواد الأولية وينعكس ذلك بالدرجة الأولى ارتفاعا في كلفة الإنتاج وهو ما ينعكس بدوره ارتفاعا في أسعار المبيع، مبديا خشيته من أن يستغل التجار تدهور الأوضاع الأمنية ووقوع أزمة غذائية لجني الأرباح فيعمدون الى رفع أسعار السلع والبضائع بطريقة عشوائية مشيرا في هذا السياق، الى ان الجهود مستمرة لمتابعة هذا الملف مع المعنيين في حماية المستهلك وجمعية الصناعيين.
وأكد نصراوي، أن هناك استراتيجية مشتركة مع الشركات المستوردة للنفط من أجل تخصيص القطاع الصناعي والمحروقات لدى هذه الشركات، بما يضمن استمرارية عملها، يتم توزيعها حسب الأفضلية المستشفيات، الدفاع المدني والصليب الأحمر، مصانع الأدوية ومصانع الغذاء.
وقال نصراوي، لا شك أن للوضع الحالي تداعيات اقتصادية صعبة، وتصبح الآثار أسوأ في حال توسعت الحرب، بالتالي من المتوقع تأثر جميع النشاطات الإقتصادية مؤكدا، أن الترقب الحالي للمستجدات من قبل المواطنين له ايضا تداعيات كبيرة على جميع القطاعات في البلاد مع احتمالية انخفاض الإستهلاك وسط محاولة الناس ضبط نفقاتهم تحسبا للسيناريو الأسوأ، مبديا ارتياحه لجولة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي العربية والعمل على تجنيب لبنان دخول الحرب.
ورأى نصراوي، رداّ على سؤال، إن مخاوف اللبنانيين من تفاقم الأوضاع الأمنية، دفع البعض الى التهافت على تخزين السلع الأساسية، ويضيف، لكن اعداد الناس ليست كبيرة يعود ذلك.