حماية الثروة النفطية وأرباحها.. وظيفة “أبدية” جديدة يعطيها السيد نصر الله لسلاح “حزب الله”
في كلمة ألقاها، في الذكرى السنوية الأولى لإغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني، عدّد الامين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، مآثر ايران وأفضال الجمهورية الاسلامية على لبنان، حيث مدّته بالصواريخ، والمال، والاسلحة، والدعم المادي والمعنوي، على مرّ السنوات الماضية، خاصة في الظروف الصعبة وأبرزها حرب تموز، في حين كان المحور الآخر في المنطقة، وحلفاؤه في بيروت، يحرّضون المجتمع الدولي على تصفية المقاومة والتخلّص منها، على حد توصيف الأمين العام.
هذه الترسانة الايرانية التي، بحسب نصر الله، ساعدت لبنان على مواجهة العدو الاسرائيلي و”ردعه” من موقع “قوة”، بعد ان كان البلد الصغير في خطوط المواجهة الامامية مع اسرائيل منذ العام 1948 لكنه كان في موقع ضعف امام الكيان العبري، هذه الترسانة، أعطاها نصر الله في خطابه امس، وظيفة جديدة، رابطا بينها وبين حقوق لبنان النفطية. هذا الموقف قاله في كلمات قليلة الا ان لها وزنا لا يستهان به في القاموس السياسي الاستراتيجي المستقلبي، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة.
فقد أكد نصر الله أن “المقاومة هي الوحيدة القادرة على حماية الثروات النفطية للبنان بفضل سلاحها والدعم الإيراني والسوري. والدعم الإيراني للمقاومة في لبنان هو دعم غير مشروط، وإن كان لبنان سيستفيد يوماً من النفط والغاز فالفضل للمقاومة. وما «تتعبوا حالكم كتير وبزيادة عليكم هالقد»”، مضيفا “إذا كان لبنان قوياً، فاعلموا، إن كان أحد يسأل عنه، فذلك بفضل المقاومة، ونقطة على السطر. وإذا كان من أمل أن يملك لبنان بعض المال فهو من النفط والغاز. وإذا أعطي الفرصة لذلك، فهو ببركة المقاومة وصواريخ المقاومة التي أعطتها إيران للمقاومة”… هذا الكلام يعني ان نصرا لله ليس في وارد تسليم سلاحه في المدى المنظور، ولو تم ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل -علما ان المفاوضات بين الجانبين تم تجميدها حاليا بفعل التباعد في وجهات النظر بين الطرفين. الرجل يحجز، اذا، وظيفة جديدة لسلاحه: هو لم يعد مخصصا لتحرير الاراضي اللبنانية المحتلة المتبقية، اي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولا عاد دوره محصورا بدحر الارهاب والارهابيين، بل انتقل الى مهمّة جديدة، تكاد تكون “أبديّة”، هي الدفاع عن النفط والغاز، والسهر على الا يتعرّضا يوما لسرقة او تهديد من قبل العدو الاسرائيلي، قاطعا، بهذا الموقف، الطريق، مرة جديدة، على الجيش اللبناني ودوره في حماية البلاد واهلها وارضها وحدودها وثرواتها.
يمكن التوقف ايضا عند جانب آخر مما قاله نصر الله. فهو اعتبر انه اذا كان من امل للبنان في بعض المال، فإنه سيأتيه من النفظ الذي لم يكن ليستخرج لولا المقاومة وصواريخها. لكن، هل يدرك الامين العام ان الازمة النقدية –المالية– الاقتصادية القاتلة التي يتخبّط فيها اللبنانيون اليوم، تتحمّل جزءا كبيرا من مسؤوليتها، هذه الصواريخ؟ فالسياحة أهمّ روافد خزينتنا منذ عقود، “ماتت”، لأن عصبَها، اي الدول العربية والخيليجيون، ابتعدوا عن لبنان بسبب هذه الصواريخ. كما ان مَن اعتادوا مدّ يد العون الينا في الازمات، أي الخليجيون والعرب والاميركيون والاوروبيون، لا يلتفتون الينا اليوم، بسبب هذه الصواريخ، وبسبب التصويب المتكرر والممنهج، من قبل ايران وحزب الله، عليهم وعلى قياداتهم! فبدل ان يمنّن حزب الله اللبنانيين ويسمعهم ان خشبة خلاصهم المفترضة الوحيدة –اي النفط– ما كانت لتوجد لولا ايران والحزب، حريّ به ان يوقف عملية ربط لبنان بالمحور الايراني، وابعاده عن الاسرة العربية، وسنرى عندها كيف سينطلق سريعا، مسارُ إخراج اللبنانيين من الحفرة التي تبتلعهم، والتي للحزب –وبكلّ موضوعية– يد في ايقاعهم فيها.. تختم المصادر.
المركزية