مصائر القطاع بعد الحرب على أنقاض غزة!
البيت الأبيض يوبّخ نتنياهو: لا نؤيد إعادة الاحتلال.. وحماس تفتك بدبابات التوغّل
في اليوم الـ32 من الحرب الضروس على غزة تواصلت الغارات المكثفة على القطاع، وارتكبت قوات الاحتلال مجازر جديدة في دير البلح ومخيمي المغازي والشاطئ وفي حي الزيتون، كما استهدفت بالقصف مبنى تابعا لمستشفى الشفاء ومحيط المستشفى الإندونيسي شمال القطاع.
وفيما أكد البيت الأبيض، أمس إن الولايات المتحدة ستعارض إعادة احتلال الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة في مرحلة ما بعد الصراع مشددا على أن حماس لن تكون جزءا من الحكم في غزة قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن جنوداً إسرائيليين موجودون في قلب مدينة غزة معقل حركة «حماس».
وذكر المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي أن إسرائيل والولايات المتحدة صديقتان ولكن ليس عليهما الاتفاق على كل قضية.
من جهته صرّح غالانت في مؤتمر صحافي في تل أبيب: «سندمر (حماس)… قواتنا جاهزة على جميع الجبهات». واعتبر أن «غزة هي أكبر قاعدة إرهابية تم بناؤها على الإطلاق».
وارتفع عدد الشهداء منذ بداية العدوان إلى أكثر من 10 آلاف و300، وتنتشر جثامين عشرات الشهداء في شوارع مدينة غزة في ظل تحذيرات من كارثة صحية.
وأعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن تقدمها في محورين هما: شمال مخيم الشاطئ، وجنوب حي تل الهوى، فيما أشارت معلومات عن تكبُد الجيش الإسرائيلي خسائر في مواجهات مباشرة مع مقاتلي حركة «حماس».
وقالت مصادر إن التقدم الإسرائيلي، والتركيز على مخيم الشاطئ وتل الهوى يشيران إلى محاولة إسرائيلية مستميتة للوصول إلى مستشفى «الشفاء» في غزة.
في المقابل أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تدمير أكثر من 10 دبابات إسرائيلية وآليات أخرى على مدار يوم أمس، كما بثت مشاهد لاشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة شمال غرب بيت لاهيا.
من ناحية أخرى، شهدت الساعات الماضية سقوط 8 شهداء في طولكرم والقدس وجنوب الخليل وبيت لحم، مما يرفع عدد الشهداء في الضفة الغربية إلى 163 منذ شهر.
تأتي تلك التطورات في حين قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستدرس فترات توقف تكتيكية صغيرة في القتال في غزة، وأشار إلى أن قوات الاحتلال ستتحمل المسؤولية الأمنية الشاملة في القطاع لفترة طويلة.
ورفض نتنياهو وقفا لإطلاق النار في الحرب ضد حماس مؤكدا خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه محطة “إيه بي سي نيوز” الأميركية مساء أمس الأول “لن يكون هناك وقف إطلاق نار – وقف إطلاق نار شامل – في غزة من دون إطلاق سراح رهائننا”.
وأضاف “في ما يتعلّق (…) بوقف إطلاق النار لفترات قصيرة – ساعة هنا وساعة هناك – فهذا أمر سبق وأن حصل فعلاً”. وتابع “أعتقد أنّنا سندرس الظروف للسماح للسلع – السلع الإنسانية – بالدخول أو لرهائننا بالمغادرة، لكنّني لا أعتقد أنّه سيكون هناك وقف شامل لإطلاق النار”.
وأضاف “إسرائيل ستتولّى، لفترة غير محدّدة، المسؤولية الأمنية الشاملة” في غزة (..) فعندما لا نتولّى هذه المسؤولية الأمنية، فإنّ ما نواجهه هو اندلاع إرهاب حماس على نطاق لا يمكننا تخيّله”.
وفي السياق، قال وزير الدفاع الإسرائيلي: “لا قيود ولا حدود أمام جنودنا في غزة لاستخدام القوة”، مضيفا: “أمامنا أيام كثيرة من القتال، وحسم العملية ضد حماس سيستغرق وقتا”. وتابع: “سنضرب قادة حماس في الأنفاق والخنادق ولن نسمح للحركة بالتعافي”.
من جهته، قال عضو مجلس الحرب في كيان الاحتلال بني غانتس، إنه سيكون هناك وقت لاستخلاص العبر والوقت الآن للقتال والانتصار.
وأضاف في مؤتمر صحفي، أن حماس لن تحكم غزة بعد الحرب والقطاع لن يمثل أي خطر علينا بعدها.
وزعم غانتس بأن حماس ليس لديها الحق في الوجود وأن جيشه يقوم باستهداف قيادييها أينما وجدوا.
وتابع: مستمرون في القتال ولا نوافق على أي صفقة إنسانية لا تشمل المختطفين.
وقال غانتس: نعمل كل ما بوسعنا لإعادة المخطوفين وسيكون هناك وقت للتظاهر والتحقيقات أما الآن فهو وقت الحرب وسننتصر.
إلى ذلك قال قائد اللواء الجنوبي في الجيش الإسرائيلي إن تفكيك حركة حماس يحتاج إلى وقت، مؤكدا أن القتال لن يتوقف حتى تحقيق الأهداف المحددة.
وتجري أشرس المواجهات على الأرض في شمال قطاع غزة حيث مدينة غزة التي بات الجيش الإسرائيلي يطوقها. وأعلن الجيش أيضا أن القطاع بات مقسما إلى شطرين جنوبي وشمالي.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إنه سيطر على معقل لحركة حماس في شمال قطاع غزة.
وقال الجيش في بيان، إن القوات البرية تمكنت من السيطرة على الموقع في مناطق شمال القطاع، وعثرت فيه على منصات إطلاق صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ وأسلحة مختلفة ومواد استخباراتية.
وأعلن الجيش كذلك مهاجمة أهداف بواسطة سلاح البحرية، شملت مواقع للوسائل التكنولوجية. وقال الجيش إنه استهدف عددا من المسلحين كذلك تحصنوا في مبنى بالقرب من مستشفى القدس وخططوا منه لشن هجوم ضد القوات الإسرائيلية.
وخلال الليل، استمر القصف الجوي الاسرائيلي على القطاع كثيفا أسفر عن سقوط أكثر من مئة قتيل بحسب وزارة الصحة التابعة لحماس.
وواصلت القوات الاسرائيلية البرية وسط إسناد جوي، التقدم في قطاع غزة بعدما طوقت مدينة غزة وقسمت القطاع الى شطرين بحسب الجيش.
من جهتها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- إن مقاتليها تمكنوا من إيقاع أفراد وآليات لقوات الاحتلال شرق خان يونس (جنوبي قطاع غزة)، بوابل من قذائف الهاون.
كما أعلنت السرايا استهداف مركز قيادة للقوات الإسرائيلية خلف مصنع بيونير شمال غرب مدينة غزة بعدد من قذائف الهاون.
من جهة أخرى أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة شهداء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 تشرين الأول الماضي، إلى 10 آلاف و328 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 25 ألفا آخرين.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، من أمام مستشفى الشفاء الذي يتعرض محيطه لقصف إسرائيلي مستمر بمدينة غزة.
وقال، إن من بين الشهداء 4237 طفلا و2719 سيدة و631 مسنا.
وأوضح أن حصيلة الشهداء من الكوادر الطبية وصلت إلى 192، إضافة إلى تدمير 40 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة جراء العدوان الإسرائيلي.
وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي استهداف أكثر من 120 مؤسسة صحية، مما أدى إلى خروج 18 مستشفى عن الخدمة، و40 مركزا للرعاية الأولية بسبب الاستهداف الإسرائيلي ونفاد الوقود.
ووسّع الاحتلال حربه على مستشفيات قطاع غزة، حيث شهدت الساعات الماضية استهدافا لـ7 مستشفيات في غزة والشمال، (من ضمنها مجمع الشفاء) راح ضحيتها 13 شهيدا و140 جريحا.
ويطالب الجيش الإسرائيلي بإخلاء مستشفيات قطاع غزة، حيث تلقّى مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال تهديدا بإخلائه استعدادا لقصفه.
وتدعو الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وقادة العالم العربي ودول أخرى في العالم الى وقف إطلاق النار، وهي فكرة لا تدعمها واشنطن التي تدفع في اتجاه “توقف إنساني” لاطلاق النار وتشدد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها.
ويبقى معبر رفح مع مصر، الوحيد غير الخاضع لسيطرة إسرائيل، مقفلا جزئيا. وقد مرت عبره شحنات محدودة من المساعدات.
وقالت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق “كوجات”، التابعة لوزارة الدفاع، إن ٩٣ شاحنة تحمل مساعدات إنسانية دولية دخلت إلى غزة عبر معبر رفح الحدودي أمس.
وأضافت أن الشاحنات، التي تحمل إمدادات طبية وغذائية ومياه، خضعت لتفتيش قبل دخولها من مصر.
إلى ذلك ارتفع عدد من تم إجلاؤهم من قطاع غزة إلى مصر أمس بعد إعادة فتح معبر رفح الحدودي.
وقال مصدر أمني مصري إن ما لا يقل عن 320 مواطنا أجنبيا وعائلاتهم، فضلا عن 100 مصري، دخلوا مصر أمس عبر معبر رفح.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن مصر تواصل الضغط من أجل إدخال المزيد من المساعدات وكذلك الوقود إلى القطاع وتوفير الأمن لسيارات الإسعاف.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية إنه تم إجلاء 262 أردنيا أمس من بين 569 عالقين في غزة.
غير أن مصدرا طبيا قال إنه لم يُسمح سوى لأربعة جرحى من غزة بالمرور للانضمام إلى عشرات آخرين يتلقون العلاج في المستشفيات المصرية.
في الضفة واصل الاحتلال هجماته على المدن الفلسطينية حيث ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين خلال الساعات الـ24 الماضية برصاص الاحتلال في الضفة الغربية والقدس إلى 10 شهداء بينهم أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال، وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 163 منذ بدء الحرب على غزة، وفقا لبيان وزارة الصحة الفلسطينية.
في ردود الفعل دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن امس مجموعة السبع للتحدث ب”صوت واضح” في ما يتعلق بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك لدى بدئه محادثات في اليابان مع نظرائه في هذا التكتل.
وقال في مستهل اجتماعات ستستمر يومين في طوكيو “هذه لحظة مهمة جدا… أن تقف مجموعة السبع معا في مواجهة هذه الأزمة والتحدث كعادتنا بصوت واحد واضح”.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية ان بلينكن بحث الوضع في غزة مع نظيرته اليابانية، بما في ذلك الحاجة لزيادة المساعدات الإنسانية.
وأضافت الوزارة في بيان “شكر الوزير وزيرة الخارجية كاميكاوا على إدانتها لهجمات حماس على إسرائيل وتقديم التعازي في المواطنين الأمريكيين الذين فقدوا حياتهم”.
ويزور بلينكن طوكيو لحضور اجتماع لمجموعة السبع.
وفي موسكو دعا الكرملين أمس إلى “هدنة إنسانية” في غزة ووصف الوضع الإنساني هناك بأنه “كارثي”.
وقالت الخارجية الروسية أمس إن تصريح وزير إسرائيلي الذي بدا وكأنه منفتح على فكرة شن إسرائيل ضربة نووية على غزة يثير العديد من التساؤلات، منها أسئلة حول وجودها في البلاد.
من جهته قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور أمس إن بلاده لن تقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب الصراع في غزة، وحث الزعماء السياسيين على العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي.
وفي نيويورك،قالت نائبة المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة : لن نقبل عودة الوضع الراهن في غزة حيث تقوم حماس بإرهاب إسرائيل.
واكدت ان الرئيس بايدن يدعم هدنا إنسانية مؤقتة لخروج الرهائن وإيصال المساعدات.
من جهته، قال ممثل الصين في الأمم المتحدة إن بلاده ترفض التهجير القسري للفلسطينيين في غزة وتدعو إلى إلغاء أوامر الإخلاء.
إلى ذلك تعقد القوى العالمية مؤتمرا في باريس غدا بهدف تنسيق المساعدات وتقديم العون للجرحى في قطاع غزة فيما أشار دبلوماسيون أوروبيون إلى احتمال النظر في إنشاء ممر بحري ومستشفيات عائمة على متن السفن ومستشفيات ميدانية.
ويشارك في المؤتمر عدد من الدول أصحاب المصلحة في المنطقة مثل مصر والأردن ودول الخليج بالإضافة إلى قوى غربية وأعضاء مجموعة العشرين باستثناء روسيا. ومن المقرر أن تشارك في المؤتمر أيضا المؤسسات الدولية والمنظمات غير الحكومية العاملة في غزة.
وسوف تشارك السلطة الفلسطينية في المؤتمر كذلك. ورغم عدم توجيه دعوة لإسرائيل، فإنها ستبقى على علم بالتطورات.
والهدف العام من هذا المؤتمر هو حشد الموارد المالية وإيجاد طرق لإيصال المساعدات إلى القطاع، بالإضافة إلى إخراج المصابين بجروح خطيرة نظرا للانهيار السريع للبنية التحتية الطبية في غزة.
واقترحت قبرص، وهي أقرب دولة عضو في الاتحاد الأوروبي إلى غزة، إيصال المزيد من المساعدات إلى غزة عبر ممر بحري.
وقال أربعة دبلوماسيين إن ذلك سيوسع القدرات المحدودة إلى ما هو أبعد من معبر رفح الواقع بين مصر وغزة، لكنهم أقروا بأن الفكرة صعبة.
وقال الدبلوماسيون إن المسؤولين الإسرائيليين سيرغبون في فحص جميع البضائع القادمة من ميناء ليماسول في قبرص.
وقال دبلوماسيان إن الأشخاص الذين سيتلقون المساعدات يجب أن يكونوا معروفين نظرا لوجود مخاوف من احتمال وقوع مواد الإغاثة في أيدي حماس.
وأضافا أن إسرائيل ستريد أيضا التحقق من المساعدات التي ستذهب إلى غزة كما أنها تعارض إمداد القطاع بالوقود الذي تشتد الحاجة إليه.
وقال مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي “لا يوجد في غزة ميناء مناسب لمثل هذا الغرض… سيتطلب الأمر بناء مرسى عائم من قبل دولة تتمتع بخبرات بحرية مناسبة”.
وفي حالة المضي قدما في هذا المقترح، فسيتعين ضمان سلامة عملية نقل المساعدات ومن المرجح أن تحتاج إلى توقف مؤقت في القتال.
بالإضافة إلى الاقتراح القبرصي، قال دبلوماسيون إن فرنسا اقترحت أيضا المضي قدما بالفكرة وتوسيع الممر لإجلاء المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفيات على متن سفن في البحر المتوسط قبالة ساحل غزة.
وقال مسؤولون فرنسيون إنهم يناقشون الفكرة مع السلطات الإسرائيلية والمصرية، لكن النقطة الأهم تتعلق بالحصول على دعم بضع دول ترغب في إرسال سفن ذات قدرات طبية ضرورية.
وتجهز باريس حاملة مروحيات لهذا الغرض تتضمن أسرة وقدرات تمكنها من إجراء جراحات ومزودة بعقاقير وطاقم طبي. ومن غير المتوقع أن تصل إلى المنطقة قبل عشرة أيام.
وقال الكولونيل الإسرائيلي إيلاد جورين، رئيس وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق للصحفيين أمس “فيما يتعلق بالممر الإنساني مع فرنسا، هناك فكرة تتعلق بإحضار سفينة بها بعض القدرات الطبية”.
وأضاف “نعمل مع الفرنسيين ومع المصريين لمحاولة وضع آلية لإجلاء الجرحى لكن العمل ما زال جاريا”.
وقال دبلوماسيان إن وزير الدفاع الإيطالي كتب في رسالة لنظرائه الأوروبيين في الثالث من تشرين الثاني الجاري يقول إن بلاده أيضا مستعدة لإرسال سفينة مجهزة بجناح للعناية المركزة وإمكانيات لإجراء عمليات جراحية في أقرب وقت ممكن.
وقال أحد الدبلوماسيين “لكن السؤال هو كيف سيتم الإجلاء من البر إلى السفن؟… من البر أولا عبر مصر أو إسرائيل؟ مباشرة من غزة عن طريق البحر؟ الأمر معقد جدا”.
وقال ثلاثة دبلوماسيين إن المستشفيات على متن سفن هي، على أي حال، حل مؤقت فحسب والهدف سيكون في نهاية المطاف إقامة مستشفيات ميدانية إما بالقرب من الحدود في غزة أو على الجانب المصري.
وقال أحد الدبلوماسيين “المصريون لا يريدون إقامة مستشفيات ميدانية متعددة في جانبهم من الحدود لأنها قد تستخدم كذريعة لدفع الفلسطينيين إلى سيناء”.