قمتان عربية وإسلامية في الرياض في مساعٍ ديبلوماسية لإنهاء الحرب
وزير خارجية بريطانيا في المنطقة للقاء نظرائه
يشهد العالم العربي حراكاً سياسياً ودولياً لم يهدأ لحل الأزمة في غزة، مع دخول الأسبوع الرابع على القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع وعطفاً على سيناريوهات الغزو البري. وتزايدت وتيرة المساعي الديبلوماسية في الشرق الأوسط، إذ عقدت قمة عربية في القاهرة، إضافة إلى جلسات وحوارات ثنائية بين قادة دول العالم ومن يمثلهم، إلا أنها لم تسهم في وقف إطلاق النار.
واستكمالاً لتلك المساعي، تستقبل العاصمة السعودية الرياض السبت القمة العربية الطارئة والقمة الإسلامية الاستثنائية. الأحد اعلنت تأجيل القمة الافريقية والسعودية.
وتأتي هذه القمم تزامناً مع الأزمة الإنسانية والسياسية المتفاقمة في قطاع غزة حيث تهدف لإنهاء الحرب وضرورة التدخل الإغاثي السريع لمواجهة الكارثة الإنسانية والاجتماعية في القطاع.
وأعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح في منتدى بلومبيرغ للاقتصاد الجديد الأربعاء في سنغافورة، أن السعودية خلال الأيام المقبلة القليلة ستعقد قمة إسلامية طارئة. وقال الفالح إن الرياض ستعقد قمة أخرى مع الدول الأفريقية.
ونشرت منظمة التعاون الإسلامي عبر حسابها في منصة «إكس» أن انعقاد القمة الاستثنائية بناءً على دعوة السعودية بصفتها رئيس القمة العربية الإسلامية الحالية التي تضم 56 دولة، وذلك الأحد 12 تشرين الثاني الجاري في الرياض، «لبحث العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني».
وتسعى المنظمة خلال انعقاد القمة إلى إيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني- الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بحدود معترف بها دولياً، وتوجيه الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني للفلسطينيين المتضررين.
وأفادت الصحافة الإيرانية في وقت سابق، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سيتوجه إلى السعودية لحضور قمة منظمة التعاون الإسلامي، وهي الزيارة الأولى لرئيس إيراني بعد نزاعات إقليمية بين البلدين قبل أن يتوصلا إلى اتفاق بكين بفضل الوساطة الصينية.
وفي هذا الصدد، أصدرت وزارة الخارجية السعودية بياناً الثلاثاء الماضي قالت فيه، إن القمة مع الدول الأفريقية، التي كان مقرراً لها مطلع الأسبوع المقبل، ستؤجل من أجل التركيز على القمتين الأخيرتين.
ووفقاً لـ»رويترز»، قالت وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية البريطانية في بيان امس، إن وزير الخارجية جيمس كليفرلي سافر إلى السعودية بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو.
وسيلتقي كليفرلي بوزراء خارجية من الشرق الأوسط، سيجتمعون في الرياض قبل اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية في شأن غزة، السبت.
وعن أهمية القمة العربية الطارئة والإسلامية قال المتخصص في العلاقات الدولية أحمد الأنصاري ، «ستتخذ في هذه القمة قرارات حاسمة لوقف التصعيد الحاصل على الأشقاء في غزة، ومن المؤمل أن يكون هناك إجماع على إدانة الحرب، ومطالبة المجتمع الدولي بالتدخل لإيقافها».
وأضاف الأنصاري «ستلعب السعودية دوراً مهماً ومحورياً في هذا الاجتماع من خلال زعامتها للقمة الإسلامية، بالتالي ستسخر قوتها لتأكيد موقفها على المستوى الدولي ولتشكيل محور يسهم في إيقاف الحرب وإيصال المساعدات للأشقاء الفلسطينيين».
من جهته قال المتخصص في الشؤون الخارجية وعضو جمعية العلوم السياسية بجامعة كينغستون عزام الشدادي، إن «أهمية القمة تتمثل في استعادة مسار العمل لتحقيق السلام، بما يكفل حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية».