بايدن مصرّ على صفقة الأسرى وغزة صامدة
تواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ39، وتعرض شمال القطاع على مدار الليلة الماضية لأحزمة نارية من الطيران الحربي والقصف المدفعي.
وأكد مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة محمد أبو سلمية دفن 179 جثة على الأقل في “قبر جماعي” بموقع المستشفى بعد تحلل جثامينهم وعدم الموافقة على إخراجها. موضحا أن بينهم 7 أطفال خدج توفوا جراء انقطاع الكهرباء.
وقال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة إسماعيل الثوابتة امس إن القطاع يتعرض لحرب إبادة جماعية واضحة ومخطط لها مسبقا، معلنا ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 11 ألفا و500، وعدد المصابين إلى أكثر من 29 ألفا.
وأضاف الثوابتة أن الواقع في قطاع غزة مأساوي نتيجة مجازر الاحتلال، مؤكدا أن مجمع الشفاء الطبي ما زال تحت الحصار الإسرائيلي، في حين هناك أكثر من 100 جثمان خارج المجمع لم يسمح الاحتلال بدفنها.
وتابع الثوابتة قائلا إن “مجمع الشفاء الطبي استُهدف حتى الآن أكثر من 8 مرات، كما تعيش مستشفيات عديدة بالقطاع حالة مشابهة لتلك التي يعيشها مجمع الشفاء”.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال استهدفت 55 سيارة إسعاف بشكل مباشر، كما استهدفت الطواقم الطبية.
لا مواد تخدير
من جهته، قال مدير العمليات والطوارئ بقسم الخدمات الطبية بمستشفى المعمداني أحمد اللوح إن “عدد الإصابات نتيجة القصف الإسرائيلي مهول، ولا يمكن للفرق الطبية بغزة التعامل معه، لا سيما مع عدم توفر مواد التعقيم والتخدير”.
كما أفاد بأنهم يعقمون الإصابات باستخدام الماء والملح فقط، مضيفا أن أدوات التصوير والأشعة غير متوفرة.
وأضاف اللوح أن المستشفى يعاني من قلة الطواقم الطبية، إذ غادر جزء منهم جنوبا بحثا عن الأمان، وللعمل في مستشفيات أكثر آمنا.
وأوضح المدير أن انهيار الطرق جراء العدوان الإسرائيلي يعيق وصول سيارات الإسعاف إلى المنازل التي تتعرض للقصف فوق رؤوس سكانها، كما لفت إلى عدم توفر الوقود لتشغيل سيارات الإسعاف.
ميدانيا، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين، ما يرفع عدد قتلاه منذ بدء العملية البرية إلى 47 قتيلا، لكن كتائب عز الدين القسام أعلنت في وقت أنها أجهزت على 9 جنود إسرائيليين من مسافة صفر في محور شمال مدينة غزة، ودمرت 12 آلية عسكرية إسرائيلية بقذائف “الياسين 105″، بينها ناقلة جند و7 دبابات غرب غزة وشمال بيت حانون.
صواريخ المقاومة تخلف إصابات في عسقلان وانفجار كبير يهز إيلات
ووقعت إصابات وأضرار في مدينة عسقلان الساحلية جراء سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة الفلسطينية ، في حين أفيد بأن دوي انفجار كبير سُمع في مدينة إيلات على البحر الأحمر.
كذلك، اعلنت “القسام” انها استهدفت تجمعا لقوات الاحتلال في جنوب غزة بمنظومة الصواريخ “رجوم” من عيار 114 ملم.
من جهتها، قالت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي إنها استهدفت موقع مارس العسكري في غلاف غزة برشقة صاروخية مركزة.
وتواصل المقاومة الفلسطينية إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، بما فيها تل أبيب التي تعرضت لقصف مكثف، بالرغم من زعم الجيش الإسرائيلي أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد “فقدت السيطرة” على غزة.
بايدن يؤكد حصول صفقة الأسرى
قال الرئيس الأميركي جو بايدن أمس انه يعتقد ان اطلاق سراح الاسرى في غزة سيتحقق، رافضاً الخوض في التفاصيل.
وبالتزامن، قال وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس ان الكيان سيواصل توسيع العمليات العسكرية في غزة حتى تحقيق الهدف وإعادة الاسرى.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية نقلت عن مسؤول إسرائيلي وصفته بالرفيع قوله إن حركة حماس وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى صفقة بشأن إطلاق سراح أسرى.
ووفقا للمسؤول الإسرائيلي، فإن الصفقة تتضمن إطلاق سراح نساء وأطفال إسرائيليين ممن تحتجزهم الحركة في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بالتزامن مع إطلاق سراح نساء وأطفال فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة إن المسؤول الإسرائيلي -الذي طلب عدم الكشف عن اسمه نظرا لحساسية الموضوع- أفاد بأن الاتفاق قد يُعلن عنه في غضون أيام إذا ما تم الاتفاق على التفاصيل النهائية بشأنه، كما أشار إلى أن الاتفاق يتضمن هدنة لنحو 5 أيام تزامنا مع تبادل الرهائن والأسرى.
وقال إن الهدنة ستسمح بالسفر الآمن للأسرى الإسرائيليين، كما ستسمح بدخول مزيد من المساعدات الدولية للمدنيين الفلسطينيين في غزة، الأمر الذي من شأنه تخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن هناك مجموعات أخرى في غزة تحتجز عددا من الإسرائيليين، لكن حركة حماس قادرة على التفاوض بشأنهم جميعا تقريبا.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن إسرائيل تريد التأكد من الإفراج عن رهائنها كل باسمه، في حين تطلق سراح الأسرى الفلسطينيين في المقابل. وأوضحت أن عملية التحقق هذه من بين التفاصيل التي جرى التفاوض بشأنها بين المسؤولين أمس الاثنين.
كما أشارت الصحيفة إلى أن المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل تمت بوساطة قطرية ولم تكن مباشرة.