خلدون الشريف: قمة الرياض تحمل إيجابيات ولكن العبرة في التنفيذ
-الفلسطيني حقق أهدافه منذ اليوم الأول أما الإسرائيلي فلم يحقق أي هدف حتى اللحظة
أكّد السياسي الدكتور خلدون الشريف “أنّ القمة العربية – الإسلامية التي عقدت في الرياض تحمل إيجابيات كثيرة”، لافتاً إلى “أنّها اتخذت مقرّرات يُعتد بها والعبرة في التنفيذ”.
وفي حوار إعلامي، بعنوان “مستقبل الحرب على غزة وانعكاساتها على المنطقة وعلى مواقف دولها”، توقّف الشريف عند “مقررات قمة الرياض التي تشمل إقامة دولتيْن، وإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية، والوقوف إلى جانب مصر في فتح معبر رفح وتمرير المساعدات، واعتبار التهجير وقتل الفلسطينيين جريمة حرب”، مشيراً إلى أنّ ” لجنةً قد تشكّلت بالفعل لمواكبة التنفيذ وأنّ المسؤولية كبيرة والجهد المطلوب جدي وكبير”.
وتحدّث الشريف عن الدعم الغربي الكبير لإسرائيل، مستشهداً ب”وقوف الولايات المتحدة الرسمية غير المشروط إلى جانب إسرائيل، وبالدعم الألماني والفرنسي والبريطاني المالي الكبير”، متوقعاً “مواصلة الدول الغربية دعمها المالي المفتوح على الرغم من الخسائر المليارية التي تتكبدها إسرائيل في الميدان”.
وذكّر بأنّ “موقف الرئيس الأميركي جو بايدن، عندما كان عضواً في الكونغرس، إبّان اجتياح بيروت في العام 1982، كان أعنف من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، مناحيم بيغن، لناحية احتلال العاصمة وقتل المدنيين”.
وأكّد الشريف أنّنا “نشهد على تحوّل اليوم، وأنّ المواقف الأوروبية تتجه نحو المطالبة بوقف لإطلاق النار أو هدن طويلة أو قصيرة نتيجة للضغط الشعبي المتصاعد هناك”،
وذكّر ب”موقف وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الداعي إلى ضرورة استنهاض حل الدولتيْن”.
وعلى المستوى الشعبي، لفت الشريف إلى أنّ “الأغلبية الشعبية في الغرب والشرق تدعم القضية الفلسطينية، وتعتبر أنّ إسرائيل تقوم بعمل بربري همجي وقتل ممنهج وتشريد وتهجير ومسح لمناطق كاملة”، مشيراً إلى أنّ “ما يجري اليوم هو تراكم لمصلحة الحق وفلسطين وغزة والأقصى”.
عملية طوفان الأقصى أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة
واستعبد الشريف أنّ “تكون حركة حماس قد أخطأت في تنفيذ عملية طوفان الأقصى”، لافتاً إلى أنّها “أعادت الموضوع الفلسطيني إلى الطرح”، وحذر من أنّ “مشروع التهجير حقيقي،ولهذا نشدّد على ضرورة الوقوف مع غزة بالمعنى الأخلاقي والإنساني والوطني والعربي والديني”، موضحاً أنّ “كل المفاهيم الأخلاقية تدفعنا إلى الوقوف معهم”.
وحول إمكانية دخول لبنان في الحرب، قال الشريف: “لا أتمنى ولا أرغب في دخول لبنان في الحرب على الإطلاق، لأن اللبنانيين هم أكثر شعب عربي دفع ثمن ما جرى في فلسطين منذ العام 1970 وحتى اليوم”، مضيفاً: “لكن القرار ليس بيدنا ولا بيد حزب الله وحده، فإسرائيل هي طرف، ومن قال بأنها لا تريد الحرب وتجربة ذلك؟ ومن قال بأن نتنياهو لن يقدم على جنون آخر لأنه يشعر بأن الأمور تفلت من يديه”؟
العلاقة بين حماس وإيران
وأكّد الشريف أنّ “إيران جزء من دعم حماس”، مشككاً بأن “تكون الحركة قد تلقت تعليماتها من طهران لتنفيذ عملية طوفان الأقصى”. وذكّر ب”معركة مخيم اليرموك في سوريا في العام 2012″، مبيّناً أنّها “دارت بين حماس من جهة والجيش السوري وحزب الله من جهة ثانية”. وأضاف: “حماس هي منظمة، ونلاحظ وجود العديد من الدول التي تمون عليها مثل تركيا ومصر وقطر وتنظيم الإخوان المسلمين. وإيران تمون على حماس ويمكن أن يكون ذلك أكثر من جميع الدول المذكورة، لكن من خلال ما سمعنا وتابعنا على الأقل، ومن خلال ما قاله السيد حسن نصر الله وما قاله الإيراني وما تم تناقله، فإن إيران وحزب الله لم يكونا في جو توقيت المعركة التي قامت بها حماس”، متابعاً: “ويتضح اليوم أنّ أحداً من حلفاء حماس لم يكن جاهزاً لهذه المعركة”. وإذ أكّد الشريف أنّه لا يمكن التشكيك بعضوية علاقة حماس بإيران، تساءل: “هل مدّ أحد العون إلى حماس او لأية مقاومة في فلسطين وأراد تبنيها ورفضت”؟
ولفت إلى أنّ “حسابات حزب الله لا تنطبق بالضرورة مع حسابات حماس، وحسابات إيران ليس من الضروري أن تتطابق مع حسابات حماس وحزب الله بالمطلق، لكن حسابات إيران وحزب الله أكثر قرباً من حساباتهما مع حماس”، مضيفاً: “كلبناني، أقول كما قال جميع اللبنانيين بما فيهم أهلنا في الجنوب، بأننا نتمنى عدم حدوث حرب في لبنان، وقد حان الوقت ليعمل الجميع على وقف إطلاق النار كي لا يتورط لبنان بحرب لا أكثر ولا أقل، فحزب الله لن يرد على أحد عندما يريد الدخول في الحرب”.
وختم الشريف بأنّ وقف الحرب في غزة هو لمصلحتنا بالتأكيد، فـ”الفلسطيني حقق أهدافه منذ اليوم الأول، أمّا الإسرائيلي فلم يحقق أي هدف حتى اللحظة. ولهذا السبب لا يقبل الإسرائيلي والأميركي بوقف إطلاق النار ويريدان تحقيق هدف واحد على الأقل، بعبارة أخرى يسعى الإسرائيلي إلى تحقيق نصر ولو كان وهميا”.