الراعي زار صور متضامناً مع الجنوبيين: نسعى للسلام الدائم وحلّ الدولتين هو المطلوب
دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي من مدينة صور، أهل الجنوب الى «عدم الخوف»، متوجها اليهم: «نحن معكم رغم المصيبة التي تعيشونها ونتحدى كل الظلم من اجل لبنان»، وقال: «نحن حرصاء على ان نأتي لنحافظ على وحدتنا بتنوعها، وان هذه الحرب مدمرة ليس فقط في غزة بل هي حرب خارجة عن كل الحضارة والقوانين الانسانية، وقد اتينا لنعلن السلام».
زار الراعي أمس مدينة صور «متضامنا مع أهل الجنوب»، وكانت محطته الاولى في كنيسة سيدة البحار المارونية واستقبله عدد من الفاعليات. وتحدث المطران جورج عبدالله مرحباً بالبطريرك الراعي، وقال: «أنتم الذي يأتي إلينا في هذه الظروف الصعبة، حيث وفي كل يوم نبصر اهتمامكم بكل لبنان، ولكن اليوم تأتون الينا للتضامن الخاص معنا من أجل التعايش والتعاون ومن أجل تحقيق الشراكة بين أبناء الوطن، وأن مدينة صور تواقة من أجل العمل بهذه الرسالة الانسانية وهي النموذج لذلك في لبنان». ورد البطريرك بكلمة دعا فيها الى «العمل على السلام واعطاء الشعوب المقهورة حقوقها» (…). وقال: «(…) بدون سلام لا يوجد حياة، وكل انسان له دور ولا نرضى ان يشوه دور الانسان. نريد ان نقف في وجه الحقد والكراهية والبغض ونحن اخوة، وهذه هي الثقافة اللبنانية الحقيقة وهذه هي الثقافة الروحية الكنسية الحقيقية». وقال: «علينا ان نعمل من اجل القضية الفلسطينية التي عمرها ٧٥ سنة، ونعلن اننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى ان تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم. من صور نوجه التحية لاهالي غزة، وان حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يحقق السلام وسنعمل على ان نكون صانعي السلام».
المحطة الثانية للزيارة كانت في كنيسة مار توما للروم الملكيين الكاثوليك، وتحدث بداية القيم على الكنيسة الاب بشارة كتورة. بعدها تحدث المطران جورج حداد فرحب بالراعي والحضور، وقال: «ان صور اعتادت على العيش في الظروف الصعبة والتعديات الاسرائيلية، حيث كانت مواقف المطران جورج حداد والامام السيد موسى الصدر من اجل السلام العادل، وما نحن الا تواصل لاولئك الكبار (…)».
ثم القى البطريرك الراعي كلمة قال فيها: (…) نحن معكم في حاجاتكم ومعكم من اجل الصمود، رغم كل شيء نصمد بوحدتنا ونعرف ان عدونا يطمح دائما لقضم اراض من لبنان وهذا طموحه منذ زمن. نحن معكم صامدون ومتضامنون ونحمل معكم القضية الفلسطينية، ولكن نشهد حرب ابادة ، ليس فيها رحمة ، هي حرب تدميرية مبرمجة. توجد اصوات في العالم ولكن لا ينتج عنها مواقف تخفف عن الشعب (…)».
وزار الراعي دار الفتوى في المدينة، حيث كان في استقباله مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال وعدد من القيادات الروحية والاهلية.
وزار الراعي دار الافتاء الجعفري، حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل العلامة الشيخ حسن عبدالله الذي قال: «هذا اللقاء يعكس نهج لبنان الذي يجتمع في الملمات والصعوبات. يطل غبطة البطريرك الراعي والوفد الروحي في هذه الزيارة للتأكيد ان الجنوب ليس وحده وهو جزء من لبنان، ولن نقبل ان يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألما. ان حضوركم هو من اجل رفع الالم (…)».
وأعلن الراعي «التضامن مع السياج الذي يسمونه الاطراف، هذا السياج هو الذي يحمي الوطن ويدافع عنه من كل المخاطر».
وردا على ما ذكره احد قادة اسرائيل بأن لبنان «كذبة»، اعتبر الراعي «انه قال ذلك حتى يلغي ما يمتاز به لبنان، ارض التلاقي والحوار والقداسة والتعايش، رغم التنوع الانساني والثقافي. ان المؤامرة الاقتصادية المصطنعة وتفتيت الدولة كلها تخدم مشروعهم. واننا قررنا في مجلس الاساقفة والبطاركة ان نصمد ونتشبث بوحدتنا رغم تنوعنا، وان اي سلطة تناقض العيش المشترك فاقدة الشرعية وسنحافظ على الوطن ولن ننزلق الى الفتن والمكائد».