وقف إطلاق النار سيمثل انتصارا كبيرا لحماس. من جهتها تواصل المقاومة الفلسطينية ضرب قوات الاحتلال
دخلت الحرب الإسرائيلية الشاملة على غزة شهرها الثالث وسط دعم أميركي غير مسبوق حيث تقود الولايات المتحدة مباشرة الحرب على المدنيين العزّل في القطاع وتتحكم بوتيرتها وتتلاعب بمعاييرها غير تصريحات فوق الطاولة وأخرى تحتها فيما يتكامل هذا المكر الأميركي مع الخداع البريطاني في إطالة أمد الحرب والتحضير لـ”ما بعد حماس” تحت ذريعة أن وقف إطلاق النار سيمثل انتصارا كبيرا لحماس. من جهتها تواصل المقاومة الفلسطينية ضرب قوات الاحتلال بقوة والاشتباك معها في محاور عدة وتحديدا في منطقة خانيونس وجباليا التي تشهد معارك ضارية تكبد الاحتلال فيها خسائر بشرية كبيرة في جنوده وضباطه إضافة إلى آلياته ودباباته.
وفي خطوة دولية من المتوقع أن تشهد اجهاضا أميركيا لها يعقد مجلس الأمن اجتماعاً، اليوم يستمع فيه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي استخدم للمرة الأولى المادة 99 من الميثاق التأسيسي للمنظمة الدولية، للتحذير من أن الحرب في غزة «قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلام والأمن الدوليين».
وقد جرى أمس وضع مشروع القرار تحت «الإجراء الصامت»، مما يعني أنه يمكن التصويت عليه في أي وقت اعتباراً من اليوم.
ويلقى مشروع القرار دعما عربيا وأصوات أوروبية في الاتحاد الأوروبي بينما لا تزال إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ترفض مثل هذا التوجه. وتعد المادة 99 أقوى أداة على الإطلاق يمكن أن يستخدمها أي أمين عام للأمم المتحدة، لمواجهة الأخطار المحدقة بالأمن والسلم الدوليين.
وأعدت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار قصير، باسم المجموعة العربية، ينص على أن مجلس الأمن «يطالب بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية»، مضيفاً أنه «يكرر مطالبته بأن تمتثل كل الأطراف لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي، ولا سيما فيما يتعلق بحماية المدنيين». كما «يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً إلى المجلس على أساس عاجل ومستمر عن حالة تنفيذ هذا القرار».
وتشير ديباجة مشروع القرار إلى رسالة غوتيريش في 6 كانون الأول 2023، إلى أن مجلس الأمن يقدم هذا الإجراء استجابة لإثارته المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، معبراً عن «القلق البالغ من الحالة الكارثية في قطاع غزة ومعاناة السكان المدنيين الفلسطينيين».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد واجه انتقادات إسرائيلية لاذعة حيث وصف وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ولاية غوتيريش على رأس الأمم المتحدة، بأنها «خطر على السلم العالمي».
ميدانيا أعلنت كتائب “القسام” في بيان أمس أنها دمرت 79 آلية عسكرية إسرائيلية كليا أو جزئيا في محاور مدينة غزة خلال الساعات الـ72 ساعة الأخيرة، وأن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوة إسرائيلية راجلة من 15 جنديا بـ3 عبوات وأوقعوهم بين قتيل وجريح شرق خان يونس.
وفي بيان منفصل، أكدت “القسام” أن مقاتليها تمكنوا من قنص جنديين إسرائيليين ببندقية “الغول” محلية الصنع في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، وجنديين آخرين شمال شرق مدينة خان يونس.
وأضافت أن مقاتليها فخخوا فتحة نفق بمنطقة الشيخ رضوان وتم تفجيرها في قوة لجنود الاحتلال مما أدى لوقوعهم بين قتيل وجريح.
وفي بيت لاهيا شمال قطاع غزة استهدفت كتائب القسام ناقلتي جند بقذائف “الياسين 105”.
كما اشتبك مقاتلو القسام في محور شرق مدينة خان يونس مع قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 6 جنود موقعين إياهم بين قتيل وجريح واستولوا على روبوت كان بحوزتهم.
كما استهدفت كتائب القسام 4 دبابات إسرائيلية وحفار عسكري في محور شرق مدينة خان يونس بقذائف “الياسين 105، كما استهدفوا جرافة عسكرية بقذيفة “تاندوم”.
وبث الإعلام العسكري لكتائب القسام صورا لدفعة صاروخية أطلقت باتجاه إسرائيل، حيث تعرضت قاعدةُ رعيم مقر فرقة غزة ومستوطنة كيسوفيم وموقع إسناد صوفا العسكري لوابل من الصواريخ.
وأكدت القسام أن قوات المدفعية التابعة لها دكت قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في محور شمال مدينة خان يونس بقذائف الهاون.
كما قالت كتائب القسام إنها استهدفت بمنظومة الصواريخ “رجوم” غرف قيادة الجيش الإسرائيلي في المحور الجنوبي لمدينة غزة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر منصة “إكس” مقتل جندي الإحتياط في الجيش الإسرائيلي غال آيزنكوت، نجل رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق والوزير في حكومة الطوارئ الحالية غادي آيزنكوت، خلال المواجهات في غزة.
وقتل غال آيزنكوت خلال انفجار في فتحة نفق في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة، وتم الإعلان عن مقتله خلال زيارة قام بها والده غادي آيزنكوت للقيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي.
في المقابل أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري، أن الجنود الإسرائيليين يعملون داخل الأنفاق ويشتبكون مع عناصر حماس.
وأضاف في مؤتمر صحافي أمسأن ثمن الحرب كبير بسبب سقوط الكثير من الجنود الإسرائيليين في المعارك.
كذلك أشار إلى أن هناك مراكز ثقل لحركة حماس في منطقتي جباليا والشجاعية في قطاع غزة.
في الأثناء قال جون فاينر معاون الأمن القومي بالبيت الأبيض إن الولايات المتحدة لم تعط إسرائيل موعدا نهائيا محددا لإنهاء الحرب في غزة وإن توقفت الآن، ستظل حماس تشكل تهديدا.
وقال فاينر خلال منتدى أمني إن الولايات المتحدة تعتقد أن كثيرا من الأهداف الأمنية لإسرائيل لا تزال في جنوب القطاع.
وفي وقت سابق أمس قال البيت الأبيض إن إسرائيل وحماس ليسا قريبين من التوصل إلى اتفاق آخر بشأن هدنة إنسانية جديدة.
وفي موازاة العمليات البرية، واصل سلاح الجو الإسرائيلي قصف مناطق عدة في غزة منها مدينة رفح التي نزح إليها قسم كبير من سكان القطاع.
وأفاد مراسل فرانس برس أن ثماني غارات جوية ضربت رفح ليل الاربعاء الخميس فيما أعلنت وزارة الصحة استشهاد37 شخصا على الأقل واصابة آخرين.
وتم انتشال جثمان طفلة صغيرة لفت بقماش مزخرف بالزهور، من تحت الركام، بحسب الصحافي.
وشهدت المناطق الشمالية لقطاع غزة غارات جوية وقصفا مدفعيا شديدين منذ ساعات، تتركز تحديدا في بيت لاهيا وبيت حانون ومخيم جباليا وحي الشجاعية شرق مدينة غزة، وسط اشتباكات بالأسلحة الثقيلة تدور بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال.
واستشهد 21 فلسطينيا وجرح عشرات في قصف إسرائيلي لمنزل سكني في مخيم الشابورة برفح جنوبي قطاع غزة، كما استشهد 4 فلسطينيين بينهم طفل، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في منطقة وادي السلقا وسط قطاع غزة.
وصباح امس تم انتشال أكثر من 15 شهيدا وعشرات الجرحى بينهم أطفال ونساء في قصف إسرائيلي لمبنيين مكونين من طابقين تملكهما عائلة صلاح في منطقة بطن السمين جنوبي مدينة خان يونس.
وتفيد الأمم المتحدة بأن 1,9 مليون شخص، أي 85% من إجمالي سكان القطاع، نزحوا جراء الحرب التي أدت لتعرّض أكثر من نصف المساكن للدمار أو لأضرار.
وقال شهود عيان إن قوات الجيش الإسرائيلي اعتقلت “مئات” الرجال النازحين في مدرسة لإيواء النازحين في مدينة بيت لاهيا الشمالية؛ وذلك بعد تجريدهم من ملابسهم وفصلهم عن النساء والأطفال.
وأظهرت صور ومقاطع مصورة تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي اقتياد عدد من الرجال وهم شبه عراة في حافلة عسكرية إلى مكان غير معروف.
يأتي ذلك بعد ما شن الطيران الإسرائيلي قصفا عنيفا على مدرسة لإيواء النازحين تقع بالقرب من المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا؛ تسمى “مدرسة حلب”.
في ردود الفعل قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن تحدث هاتفيا مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر أمس وأبلغه أن على إسرائيل بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين في هجومها على جنوب قطاع غزة.
كما حث بلينكن ديرمر على أن تسمح إسرائيل بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بينما رحب بقرارها السماح بدخول مزيد من الوقود للقطاع المكتظ بالسكان.
وناقش وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في اتصال هاتفي، آخر التطورات في غزة والضفة الغربية المحتلة.
من جهته اقترح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال لقائه مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على تبادل وجهات النظر بشأن الوضع في المنطقة، وخاصةً الوضع في فلسطين.
وأكّد الرئيس الإيراني بدوره خلال لقائه بوتين، على “ضرورة إيقاف القصف الإسرائيلي على غزة بأسرع وقتٍ ممكن”، مشدداً على أنّ ما يحدث في فلسطين وغزة “إبادة وجريمة بحق الإنسانية”.
ووصل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، إلى موسكو بدعوة رسمية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لبحث العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والإقليمية.
وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) أن الطرفين أعربا عن دعمهما لجهود الأمين العام للأمم المتحدة لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وعبر الوزيران عن الاهتمام بالقرار المقترح في مجلس الأمن الدولي بشأن التطورات في غزة والضفة الغربية المحتلة، وتركيز المجتمع الدولي على طريق الحل السياسي.
إلى ذلك أيد كل من مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لتفعيل المادة 99 من ميثاق المنظمة الدولية التي يحذر فيها من تهديد عالمي تمثله حرب قطاع غزة.
وقال بوريل إن على مجلس الأمن الدولي التحرك فورا لمنع انهيار الوضع المعيشي بشكل كامل في غزة، ودعا الأوروبيين وشركاءهم في مجلس الأمن الدولي إلى تأييد تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة التي يُلجأ إليها عند تعرض السلم الدولي للتهديد.
من جهة أخرى أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس عن وجود فريق عسكري بريطاني في الضفة الغربية للمساعدة في إعداد السلطة الفلسطينية لتولي إدارة قطاع غزة.
وأشار شابس، خلال زيارته لرام الله أمس إلى أن تولي السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة قد يكون الحل للصراع الدائر.
ولفت في الوقت ذاته إلى أن لتحقيق هذا ستحتاج السلطة لقدر هائل من المساعدة والدعم الدوليين.
وفي وقت سابق أمس أعلن مكتب وزير الدفاع البريطاني أن الوزير سيستغل زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية للدفع من أجل توصيل المساعدات الإنسانية بوتيرة أسرع بما في ذلك عن طريق البحر مباشرة إلى غزة.
إلى ذلك أعلن البنتاغون أمس أن الولايات المتحدة استأنفت تحليق طائرات مسيرة فوق قطاع غزة للمساعدة في البحث عن الأسرى الذين تحتجزهم حركة حماس الفلسطينية.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون ليزا لورانس في بيان “دعما لجهود استعادة الأسرى، استأنفت الولايات المتحدة تحليق الطائرات المسيرة غير المسلحة فوق غزة، ونواصل تقديم المشورة والمساعدة لدعم شريكتنا إسرائيل أثناء عملها في جهود استعادة الأسرى”.