المعلق السياسي الأبرز في إسرائيل: غزة ليست بيروت والسنوار ليس عرفات
بشكل مثابر ومنهجي، يواصل المعلق السياسي الأبرز في إسرائيل ناحوم بارنياع التأكيد على استحالة تحقيق انتصار في الحرب على غزة، فيقول، الجمعة، ما قاله عدة مرات، منذ ثلاثة شهور، إن أهدافها غير واقعية، وإن إسرائيل خسرت فيها قبل أن تبدأ، بعدما أخذتها “حماس” على حين غرة في مفاجأة أخطر من مفاجأة السادس من أكتوبر، عام 1973. وفي مقال نشرته “يديعوت أحرونوت” بعنوان “العيش مع الخسارة” يعلل بارنياع رؤيته بالقول: “كيفما نقرأ التقارير الصحفية عن صفقة “على النار” لاستعادة المخطوفين بوساطة قطرية، مصرية أو أمريكية، فإنها تدلل على أن الجانب الإسرائيلي بدأ التسليم مع النتائج المحدودة للحرب.
ويضيف: “وفق معلوماتي لا توجد صفقة بعد. هناك قراء يرفضون قبول هذا الوصف للواقع: هذا حقهم. أعتقد أن قيادة الجيش يفهمون الوضع جيداً. السؤال هو كيف يجسر نتنياهو ووزراؤه على الهوة بين التوقعات غير المسؤولة التي أنتجوها والقرارات الصعبة الماثلة أمامهم. لا تحسدوهم”. موضحاً أن الصفقة المقترحة لوقف النار لثلاثة شهور، والتنفيذ يكون متدرّجاً، ويشمل الإفراج عن كل المخطوفين، الأحياء والأموات، وعلى دفعات. وعدا إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين من المرجح أن تلبي الصفقة المقترحة طلبات أخرى: زيادة كبيرة في المعونات الإنسانية، عودة الغزيين لديارهم في شمال القطاع، انسحاب الجيش الإسرائيلي، إقامة مديرية لترميم القطاع بتمويل دولي، والأفظع هو شراكة “حماس” في السلطة الحاكمة في غزة مستقبلاً”.
غزة ليست بيروت
كما يؤكد بارنياع أن الجانب الإسرائيلي سيكون فرحاً لتمكين قادة “حماس”، السنوار والضيف وغيرهما، لمغادرة القطاع، في جلاء يشبه جلاء ياسر عرفات وصحبه من بيروت في 1982، لكن غزة ليست بيروت، والسنوار ليس عرفات، وهو الآن لا يبحث عن ملجأ في الشتات، هو يستعد للاحتفال بالنصر، في غزة”. وبلغة موجعة للإسرائيليين، يقول بارنياع، وبشكل مباشر، إن الظروف ربما تتغير خلال المفاوضات، بما يشمل تفجراً ممكناً للمداولات، لكن السؤال ما زال مطروحاً وهو أصعب من الموت: هل الأمل بحياة 136 إسرائيلياً يبرر هذه الأثمان؟ أنا أقول نعم، حتى لو بسبب حقيقة أن معظمهم مواطنون اختطفوا من بيوتهم بسبب حكومة وجيش أهملوهم في فشل لا مثيل له. أهملوهم قبل السابع من أكتوبر، وأهملوهم خلال ذاك اليوم. بايدن يستطيع أن يشفق على المخطوفين، لكن نتنياهو هو المسؤول عن حالتهم، فهذا عمله”.
كما يشير المعلق الإسرائيلي إلى أن بعض قيادات المستوى السياسي والعسكري تفضل إزالة موضوع المخطوفين على الأجندة لأنهم يعيقون تقدم القوات ويعززون قوة “حماس”، ولذا يمكن التسليم بمصيرهم والتقدم للأمام. ويتابع: “هذه الأوساط تتبع بالأساس للجهات الصهيونية الغيبية التي لا ترى بالسابع من أكتوبر كارثة، بل فرصة تاريخية لاحتلال القطاع واستيطانه من جديد وتهجير أهالي الضفة الغربية بحال شهدت جبهة جديدة”.
محللون إسرائيليون يدعون لوقف الحرب والتعايش مع الخسارة، “لأن من يخسر الحرب عليه أن يدفع ثمناً”
وكرر بارنياع ما كتبه بالدعوة لوقف الحرب والتعايش مع الخسارة، لأن من يخسر الحرب عليه أن يدفع ثمناً.